عباس يهاجم واشنطن... وميركل تؤكد أهمية حل الدولتين

مؤتمر صحافي مشترك للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (رويترز)
مؤتمر صحافي مشترك للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (رويترز)
TT

عباس يهاجم واشنطن... وميركل تؤكد أهمية حل الدولتين

مؤتمر صحافي مشترك للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (رويترز)
مؤتمر صحافي مشترك للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (رويترز)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، اليوم (الخميس)، إن الإدارة الأميركية الحالية لا تُساعد في تحقيق السلام والأمن في المنطقة.
وأضاف أبو مازن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، أن «الإدارة الأميركية رفعت ملفات القدس واللاجئين والحدود والاستيطان والأمن عن طاولة المفاوضات، وخالفت الشرعية الدولية، واستبدلت بها إجراءات متناقضة مع المرجعيات التي أقرها المجتمع الدولي بأسره».
وجدد الرئيس الفلسطيني مطالبته بأن تكون المفاوضات برعاية دولية كاملة، وفق ما اقترحه في مجلس الأمن الدولي، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ودعا أبو مازن جميع الدول الأوروبية التي تؤمن بحل الدولتين واعترفت بإسرائيل ولم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك، لأن ذلك «سيعطي الأمل ويرسي قواعد العدل، ويدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، ويُنهي الاحتلال الإسرائيلي، الذي هو أطول احتلال في التاريخ المعاصر».
وأكد الرئيس الفلسطيني أن الاعتراف بدولة فلسطين لا يتناقض أبداً مع المفاوضات.
وعلى صعيد المصالحة الداخلية، قال أبو مازن: «سنواصل سعينا لوحدة أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة، والذهاب لانتخابات عامة حرة ونزيهة».
وشدد الرئيس الفلسطيني على أهمية الدور الذي تلعبه ألمانيا في دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل تمسكها بالقانون الدولي والشرعية الدولية، كأساس لنجاح جهود تحقيق السلام وفق حل الدولتين على حدود 1967، وهو الطريق الذي تؤمن به القيادة الفلسطينية المستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات على أساسه.
وشكر ألمانيا على الدعم الذي تقدمه لبناء مؤسسات فلسطين الوطنية، ومساندة عمل وكالة «أونروا» (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) لتمكينها من تقديم الخدمات التعليمية والصحية للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء سواء داخل فلسطين أو خارجها.
بدورها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهمية التوصل إلى حل سياسي للنزاع في الشرق الأوسط، قائلة إن هذا الحل يجب أن يؤدي إلى أن يتسنى للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي العيش في سلام وأمن.
وأشارت ميركل إلى أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال «حل الدولتين المتفق عليه سابقاً بين أطراف النزاع».
وأوقفت الولايات المتحدة في نهاية أغسطس (آب) 2018، كل التمويل الذي كانت تقدمه لوكالة «أونروا» كما أعلنت أنها ستخفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة، في قرارات أججت التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس ترمب.
وندد متحدث باسم الرئيس الفلسطيني وقتها بالقرارات ووصفها بأنها «اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحدٍّ لقرارات الأمم المتحدة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.