لماذا توسعت الهجمات الإسرائيلية تجاه مواقع إيرانية في ثلاث دول عربية؟

أضرار لحقت بالمكتب الإعلامي لـ«حزب الله» بفعل انفجار الطائرة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
أضرار لحقت بالمكتب الإعلامي لـ«حزب الله» بفعل انفجار الطائرة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

لماذا توسعت الهجمات الإسرائيلية تجاه مواقع إيرانية في ثلاث دول عربية؟

أضرار لحقت بالمكتب الإعلامي لـ«حزب الله» بفعل انفجار الطائرة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
أضرار لحقت بالمكتب الإعلامي لـ«حزب الله» بفعل انفجار الطائرة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

نفذت إسرائيل ضربات عسكرية عدة تجاه مواقع إيرانية في العراق وسوريا ولبنان، على مدار الأيام الماضية، وذلك لمنع إنشاء خط إمداد بري بالأسلحة عبر العراق وشمال سوريا إلى لبنان بحسب تقرير في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وتأتي هذه الهجمات المتزامنة كمحاولة من جانب إسرائيل لمنع إيران من تزويد حلفائها العرب بصواريخ موجهة بدقة وطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة المتطورة التي يمكن أن تتحدى دفاعات تل أبيب، حسبما أوضح مسؤولون ومحللون للصحيفة.
وقال مسؤولون إن الهجمات، التي اعترفت إسرائيل علناً بواحدة منها فقط، كانت تهدف إلى إيقاف إيران وكلاءها، وبعث رسالة مفادها أن إسرائيل «لن تتسامح مع أسطول من الصواريخ الذكية على حدودها».
وقالت سيما شاين، وهي رئيسة سابقة للبحوث في الاستخبارات الإسرائيلية، وهي الآن تعمل بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: «إيران تبني شيئاً ما هنا في المنطقة»، «ما تغير هو أن العملية وصلت إلى مستوى يتعين على إسرائيل أن تتصرف فيه بشكل مختلف».
من جانبها، أوضحت رندة سليم، المحللة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن أن توسع إسرائيل لعملياتها العسكرية تجاه إيران لم يعد يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا؛ بل بشبكة إيران في المنطقة.
وركزت جهود إسرائيل لعرقلة التوسع الإيراني في السنوات الأخيرة إلى حدٍ كبير على سوريا، حيث نفذت إسرائيل أكثر من 200 غارة جوية منذ أوائل عام 2017 على قوافل الأسلحة المشتبه بها والقواعد والمواقع الأخرى التابعة لها.
وبينما لم تعترف إيران علناً بنقل تكنولوجيا الصواريخ لوكلائها في هذه الدول، قال مصدر إيراني مطلع على الجهود الإقليمية الإيرانية إنه في العام الماضي حولت إيران تركيزها من تدريب قواتها بالوكالة على المعركة البرية في سوريا والعراق إلى تزويدها بالتكنولوجيا الفائقة والأسلحة والتدريب.
وخرقت طائرتان مسيرتان إسرائيليتان الضاحية الجنوبية لبيروت، في «عملية أمنية نوعية» بالطائرات المسيّرة غير معهودة منذ 13 عاماً، سقطت الأولى في ظروف غامضة، وانفجرت الأخرى قرب مكتب العلاقات الإعلامية لـ«حزب الله»، بعد ساعات قليلة على إقرار إسرائيل بتنفيذ ضربات في جنوب دمشق، أسفرت عن مقتل عنصرين من «حزب الله».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.