الأسواق تترقب تفعيل زيادة الرسوم الأميركية ضد الصين الأحد المقبل

الأسواق تترقب تفعيل زيادة الرسوم الأميركية ضد الصين الأحد المقبل
TT

الأسواق تترقب تفعيل زيادة الرسوم الأميركية ضد الصين الأحد المقبل

الأسواق تترقب تفعيل زيادة الرسوم الأميركية ضد الصين الأحد المقبل

أكد مكتب الممثل التجاري الأميركي رسمياً، الأربعاء، خطط الرئيس دونالد ترمب لزيادة قدرها 5 في المائة في الرسوم الجمركية على قائمة واردات من الصين بقيمة 300 مليار دولار.
وقال مكتب الممثل التجاري في إشعار للسجل الفيدرالي، إنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 15 في المائة على بعض البضائع المستهدفة من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، وعلى الجزء المتبقي، بما في ذلك الهواتف الخلوية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة، في الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول).
وكانت إدارة ترمب قد أعلنت في السابق خططاً لفرض رسوم بنسبة 10 في المائة على هذه الواردات. وأعلن ترمب الزيادة في الرسوم الجمركية يوم الجمعة الماضي على «تويتر» رداً على رسوم جمركية صينية انتقامية على بضائع أميركية بقيمة 75 مليار دولار، من بينها النفط الخام.
لكن إشعار السجل الفيدرالي لم يشر إلى إعلان ترمب نيته زيادة الرسوم الجمركية إلى 30 في المائة على قائمة واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار، في أول أكتوبر (تشرين الأول)، والتي تفرض عليها حالياً رسوم بنسبة 25 في المائة.
وإثر نشر المعلومات، انخفضت المؤشرات الرئيسية في بورصة «وول ستريت» أمس، بعدما جددت تحركات في سوق السندات الأميركية المخاوف من حدوث ركود، في ظل استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وانخفض المؤشر «داو جونز» الصناعي 64.91 نقطة أو 0.25 في المائة، إلى 25712.99 نقطة. وهبط المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 7.88 نقطة أو 0.27 في المائة إلى 2861.28 نقطة. ونزل المؤشر «ناسداك» المجمع 28.60 نقطة أو 0.37 في المائة ليصل إلى 7798.35 نقطة.
وتراجعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة الأربعاء، وقادت أسهم التكنولوجيا الخسائر، مع تنامي المخاوف من أن تكون الاقتصادات الكبرى على شفا الركود. وانخفض المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.47 في المائة بحلول 07:15 بتوقيت غرينتش. وسجل المؤشر الألماني «داكس» الذي يتأثر بالتجارة انخفاضاً بنسبة 0.54 في المائة.
وفي آسيا، سجل المؤشر «نيكي» القياسي مكاسب طفيفة الأربعاء، بفضل مشتريات الأسهم الدفاعية، مثل شركات الاتصالات، وتلك المرتبطة بالمستهلكين؛ لكن المخاوف بشأن العلاقات الصينية الأميركية كبحت المكاسب.
وصعد المؤشر «نيكي» القياسي 0.15 في المائة إلى 20487.22 نقطة، إذ لقي بعض الدعم من صعود العقود الآجلة للأسهم الأميركية؛ لكنه لا يزال قريباً من أقل مستوى في سبعة أشهر، الذي لامسه في وقت سابق من الشهر والبالغ 20110.76 نقطة. وارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.11 في المائة إلى 1491.31 نقطة.
ويسود القلق الأسواق المالية جراء محادثات التجارة المستمرة منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة والصين، وتنامي الشكوك في إبرام الجانبين اتفاقاً تجارياً على الأمد القريب.
وفي سياق ذي صلة، أعربت الصين الأربعاء عن معارضتها الشديدة لمحاولة «بعض المسؤولين» في الولايات المتحدة «تشويه صورة التعاون في إطار مبادرة (الحزام والطريق)، وزرع الفتنة بين الصين والدول الأخرى».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ، تعليقاً على انتقادات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون للمبادرة خلال زيارته إلى أوكرانيا، إن الصين تتعاون مع أكثر من 160 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك أوكرانيا، لبناء «الحزام والطريق»، وتلتزم دائماً بمبدأ «التشاور والبناء المشترك والتمتع المشترك»؛ حيث تتحقق باستمرار نتائج مربحة للجميع. وأضاف شوانغ أن التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق» يختلف عن فكرة «أميركا أولاً» التي يتبعها بعض المسؤولين في الولايات المتحدة.



«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)

يعقد «بنك اليابان» آخر اجتماع له بشأن سياسته النقدية لهذا العام الأسبوع الجاري، ليأخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة وذلك بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي المتوقع بخفض الفائدة.

فما الذي يمكن توقعه ولماذا يعتبر قرار «بنك اليابان» بشأن الفائدة ذا أهمية خاصة؟

في مارس (آذار) الماضي، أنهى «بنك اليابان» مسار أسعار الفائدة السلبية، ثم رفع هدف الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، مشيراً إلى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى إذا تحركت الأجور والأسعار بما يتماشى مع التوقعات.

وثمة قناعة متزايدة داخل «بنك اليابان» بأن الظروف باتت مؤاتية لرفع الفائدة إلى 0.5 في المائة. فالاقتصاد الياباني يتوسع بشكل معتدل، والأجور في ارتفاع مستمر، والتضخم لا يزال يتجاوز هدف البنك البالغ 2 في المائة منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، يبدو أن صانعي السياسة في البنك ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ هذه الخطوة، نظراً لتعافي الين الذي ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية، بالإضافة إلى الشكوك المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي قد تؤثر على الرؤية الاقتصادية المستقبلية، وفق «رويترز».

وسيكون القرار بشأن رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو تأجيله إلى اجتماع آخر في 23-24 يناير (كانون الثاني) صعباً، حيث سيعتمد ذلك على مدى اقتناع أعضاء المجلس بأن اليابان ستتمكن من تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.

ناطحات السحاب والمباني المزدحمة في طوكيو (أ.ب)

ماذا قال صانعو السياسة في «بنك اليابان» حتى الآن؟

يحافظ صانعو السياسة في «بنك اليابان» على غموض توقيت رفع الفائدة المقبل. وفي مقابلة إعلامية حديثة، قال الحاكم كازو أويدا إن رفع الفائدة المقبل قريب، ولكنه لم يوضح بشكل قاطع ما إذا كان ذلك سيحدث في ديسمبر.

إلا أن المفاجأة جاءت من عضو مجلس الإدارة تويواكي ناكامورا، الذي أشار إلى أنه ليس ضد رفع الفائدة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يعتمد القرار على البيانات الاقتصادية المتاحة.

وبينما يركز «بنك اليابان» على رفع الفائدة بحلول مارس المقبل، تشير التصريحات غير الحاسمة إلى أن البنك يترك لنفسه حرية تحديد التوقيت المناسب لهذه الخطوة.

متى تتوقع الأسواق والمحللون رفع أسعار الفائدة التالي؟

أكثر من نصف الاقتصاديين الذين تم استطلاعهم من قبل «رويترز» الشهر الماضي يتوقعون أن يقوم «بنك اليابان» برفع أسعار الفائدة في ديسمبر. كما يتوقع حوالي 90 في المائة من المحللين أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية مارس 2024.

في المقابل، تقوم السوق بتسعير احتمال رفع الفائدة في ديسمبر بحوالي 30 في المائة فقط.

كيف يمكن أن تتفاعل السوق؟

سيأتي قرار «بنك اليابان» بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، الذي من المتوقع أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا التباين في التوجهات بين المصرفين المركزيين إلى تقلبات في قيمة الين وعوائد السندات.

ومن المحتمل أن يؤدي رفع الفائدة من قبل «بنك اليابان» إلى تعزيز قيمة الين. أما إذا قرر البنك إبقاء الفائدة كما هي، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الين، على الرغم من أن الانخفاض قد يكون محدوداً إذا قامت السوق بتسعير احتمالية رفع الفائدة في يناير بسرعة.

ما الذي يجب أن تراقبه السوق أيضاً؟

بغض النظر عن قرار «بنك اليابان» بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها، من المتوقع أن يقدم محافظ البنك أويدا إشارات بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة ويحدد العوامل التي قد تحفز اتخاذ هذه الخطوة في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع.

وإذا قرر «بنك اليابان» الإبقاء على الفائدة ثابتة، فقد يتجنب أويدا تقديم إشارات حادة لتفادي حدوث انخفاضات غير مرغوب فيها في قيمة الين، مع توضيح العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في تقييم توقيت رفع الفائدة.

من ناحية أخرى، إذا قرر «بنك اليابان» رفع الفائدة، قد يتبنى أويدا موقفاً متساهلاً لتطمين الأسواق بأن البنك لن يتبع سياسة رفع الفائدة بشكل آلي، بل سيتخذ قراراته بحذر بناءً على الوضع الاقتصادي.

إضافة إلى قرار الفائدة، سيصدر «بنك اليابان» تقريراً حول إيجابيات وسلبيات أدوات التيسير النقدي غير التقليدية التي استخدمها في معركته المستمرة منذ 25 عاماً ضد الانكماش، وهو ما يمثل خطوة رمزية نحو إنهاء التحفيز الضخم الذي تبناه البنك.

محافظ «بنك اليابان» في مؤتمر صحافي عقب اجتماع السياسة النقدية في أكتوبر الماضي (رويترز)

ومن المتوقع أن يستخلص هذا التقرير أن تخفيضات أسعار الفائدة تظل أداة أكثر فعالية لمكافحة الركود الاقتصادي مقارنة بالتدابير غير التقليدية مثل برنامج شراء الأصول الضخم الذي نفذه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إذا رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يبقى على نفس السياسة النقدية حتى أبريل (نيسان) على الأقل، عندما ينشر التوقعات الفصلية الجديدة التي تمتد حتى السنة المالية 2027 لأول مرة.

أما إذا قرر البنك الإبقاء على الفائدة ثابتة، فإن انتباه الأسواق سيتحول إلى البيانات والأحداث الهامة التي ستسبق اجتماع يناير، مثل خطاب أويدا أمام اتحاد رجال الأعمال «كيدانرين» في 25 ديسمبر، وظهور نائب المحافظ ريوزو هيمينو في 14 يناير.

ومن المرجح أن يقدم تقرير «بنك اليابان» ربع السنوي عن الاقتصادات الإقليمية، الذي سيصدر قبل اجتماع 23-24 يناير، مزيداً من الوضوح لأعضاء مجلس الإدارة بشأن ما إذا كانت زيادات الأجور قد انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد.