قاسم: «حزب الله» سيرد على إسرائيل بضربة مفاجئة

أكد أن «الأجواء أجواء رد وليست أجواء حرب»

نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ«حزب الله»... (رويترز)
نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ«حزب الله»... (رويترز)
TT

قاسم: «حزب الله» سيرد على إسرائيل بضربة مفاجئة

نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ«حزب الله»... (رويترز)
نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ«حزب الله»... (رويترز)

قالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إنها سترد "بضربة مفاجئة" على إسرائيل بعد سقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنها استبعدت نشوب حرب جديدة وسط تنامي المخاوف من اندلاع صراع شامل بين الخصمين.
وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للجماعة في مقابلة مع الخدمة العربية بقناة (آر.تي) الروسية مساء الثلاثاء "أستبعد أن تكون الأجواء أجواء حرب. الأجواء هي أجواء رد على اعتداء... وكل الأمور تتقرر في حينها".
وأكد قاسم أن الحزب سيرد بـ«ضربة مفاجئة».
وأضاف «لا يمكن التعامل مع الاعتداء كقضية عابرة»، مؤكداً أن الحزب «لا يتحدث عن الخصوصيات، ولا يقدم التفاصيل التي تخدم تل أبيب».
وشدد على أن «الضربة ستكون مفاجئة بالمقدار المناسب، وستكون بحسب التفاصيل التي ذكرها الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله في كلمته الأخيرة». وقال إن موقف الدولة اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية «صحيح، ولا ننتظر رداً في مجلس الأمن».
يذكر أن طائرتين إسرائيليتين مسيّرتين كانتا قد خرقتا الأجواء اللبنانية فجر الأحد الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسقطت الأولى أرضاً، وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة في أضرار بمبنى يضم مكتب العلاقات الإعلامية لـ«حزب الله»، واقتصرت الأضرار على الماديات.
ورفع لبنان شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي عبر وزارة الخارجية.
وكان المجلس الأعلى للدفاع أكد بعد اجتماعه أمس (الثلاثاء) برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون «حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل، لمنع تكرار الاعتداء الإسرائيلي ضد الأراضي اللبنانية»، مشدداً على «الوحدة الوطنية التي تبقى أهم سلاح ضد العدوان».
وتوعّد نصر الله بالرد على مقتل اثنين من مقاتلي «الحزب» في غارة جوية على ريف دمشق، وهدد بفضّ «قواعد الاشتباك» مع إسرائيل، المعمول بها منذ حرب يوليو (تموز) 2006، والرد على الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في لبنان.
ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «النصح» إلى نصر الله، داعياً إياه إلى أن «يهدأ، لأن دولة إسرائيل تعرف الدفاع عن نفسها جيداً، وأنها ترد على أعدائها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».