بعد 45 عاماً على تدميرها... النظام يقرر إعمار القنيطرة

بعد 45 عاماً على تدميرها... النظام يقرر إعمار القنيطرة
TT

بعد 45 عاماً على تدميرها... النظام يقرر إعمار القنيطرة

بعد 45 عاماً على تدميرها... النظام يقرر إعمار القنيطرة

فوجئ السوريون بإعلان الحكومة بدمشق العزم على إعادة إعمار مدينة القنيطرة المحاذية للجولان المحتل، والمهجورة منذ عام 1967 بعد تدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي انسحب منها في مايو (أيار) عام 1974 بموجب اتفاق «فض الاشتباك».
واشترطت إسرائيل في حينها بقاء القنيطرة خالية من السكان، بحسب مصادر، الأمر الذي ينكره النظام، بقوله، إن الرئيس حافظ الأسد، قرر إبقاءها مدمرة كشاهد على «الوحشية الإسرائيلية»، وبالفعل كانت زيارة القنيطرة تدرج في معظم برامج زيارات الوفود الرسمية الأجنبية التي تزور دمشق.
وكان مفاجئا كشف محافظ القنيطرة همام دبيات، أول من أمس، عن الموافقة على بناء مدينة القنيطرة المدمرة بزعم «أن التحرير يبدأ بالإعمار»، لافتا إلى وجود 10 مشاريع على أرض المحافظة و16 مشروعاً على مستوى الوحدات الإدارية لإعادة بناء القنيطرة، بهدف إعادة أهلها النازحين منذ أكثر من أربعة عقود إلى المحافظات السورية.
رئيس اللجنة الوزارية المكلفة تنمية محافظة القنيطرة ووزير الموارد المائية حسين عرنوس، أكد «وجود توجيه من القيادة»، للتنفيذ الفوري، مشيرا في تصريح صحافي إلى أنه «لا يمكن تنمية القنيطرة من دون عودة السكان كما لا يمكن عودة السكان من دون إيجاد عمل لهم». وبين الوزير أن القرار هو «توجيه القيادة والحكومة لتصحيح المسار وتقديم إضافات لجهد الحكومة في إيجاد خطة لتنمية المحافظة»، لافتا إلى الاهتمام الحكومي بالسكن الاجتماعي المدعوم. وقال عرنوس إنه تم الإيعاز بإقرار خطة الزراعة خلال 2020 – 2021، والإيعاز للإسكان بتسريع مشاريع السكن الشبابي والوظيفي والعمالي لاستيعاب اليد العاملة التي ستعمل بالمشاريع التنموية، كما تم توجيه جامعة دمشق لإحداث أي كلية جديدة على أرض القنيطرة حصرا لتعزيز مقومات المحافظة.
والمفاجئ بالاهتمام بإعادة إعمار محافظة القنيطرة والتوجيه بالتنفيذ «الفوري» يأتي حسب مصادر معارضة، من أن «ثلثي المدن السورية تعرض للتدمير بطيران النظام السوري وحلفائه، خلال السنوات الثماني الماضية، ولم يتم الإعلان حتى الآن عن خطوات جدية لإعمار المناطق التي عادت بمعظمهما إلى سيطرة النظام، كما لم يعلن عن خطة جدية لإعادة نحو سبعة ملايين سوري نزحوا داخل البلاد، في حين يتم التراجع عن قرار عمره 45 بعدم إعمار القنيطرة وعدم السماح لأهلها بالعودة إليها، بل وحرمانهم من زيارتها إلا بموجب تصاريح أمنية». المصادر التي أبدت استغرابها اعتبرت ذلك القرار، محاولة لخلط الأوراق وتمييع قضية المهجرين السوريين داخل وخارج البلاد، دون أن تستبعد وجود لعبة إيرانية جديدة جنوب سوريا لم تتكشف ملامحها بعد.
وكانت اللجنة الوزارية المكلفة تنمية محافظة القنيطرة قد عقدت مؤخرا خمسة اجتماعات ناقشت خلالها المشاريع المطروحة منذ عام 2000. وتم تخصيص القنيطرة بمليار ليرة لتنفيذ مشاريع البنى التحتية مع بداية عام 2020 لبناء تجمعات وخلق مجمع سكاني بهدف استقطاب أبناء المحافظة المقيمين في تجمعات النازحين بالمحافظات السورية منذ أربعة عقود.
يشار إلى أن الحكومة أعلنت عن تخصيص نحو 50 ملياراً لإعادة الإعمار وتم توزيعها على الوزارات التي بدورها قامت بتوزيعها على الجهات الأكثر احتياجا، منها 275 مليون ليرة لتنفيذ المشاريع في القنيطرة فوراً.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».