حمدوك يعلن حكومته اليوم من 14 حقيبة و5 مجالس متخصصة

139 بلاغ فساد في مواجهة البشير وقيادات نظامه... بينهم طه لتهديده المحتجين بـ«كتائب الظل»

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أ.ب)
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أ.ب)
TT

حمدوك يعلن حكومته اليوم من 14 حقيبة و5 مجالس متخصصة

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أ.ب)
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أ.ب)

ينتظر أن يكشف رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، النقاب عن تشكيلته الوزارية التي ستحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية، والمكونة من 14 وزارة و4 مجالس عالية، بعد تسلمه لترشيحات قوى إعلان الحرية والتغيير أمس.
وقال حمدوك، في بيان، أمس: «تسلمت قوائم ترشيحات الوزراء المقدمة من قوى إعلان الحرية والتغيير. بلغت الترشيحات 49 مرشحاً ومرشحة لعدد 14 وزارة، و16 مرشحاً ومرشحة لخمسة مجالس وزارية متخصصة».
وشكر رئيس الوزراء قوى إعلان الحرية والتغيير على الجهد المبذول، مؤكداً أنه سيعكف على دراسة كل الترشيحات المقدمة، وفق المعايير المتفق عليها بدقة وصرامة، مع مراعاة التمثيل العادل للنساء.
ومن المفترض أن يختار حمدوك 14 وزيراً من قائمة المرشحين، و5 آخرين للمجالس الوزارية المتخصصة. وسيتم إعلان أعضاء الحكومة اليوم، حسبما أكد حمدوك سابقاً. وكان حمدوك قد حث قوى إعلان الحرية والتغيير على تسليمه أسماء المرشحين للوزارات المختلفة، بعد أن أبلغهم بأنه ملتزم بالمصفوفة الزمانية التي تحدد يوم غد 28 أغسطس (آب) لإعلان الوزارة الجديدة.
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير مستور أحمد لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن قوى إعلان الحرية والتغيير واصلت الاجتماعات حتى وقت متأخر من صباح أمس، وتوافقت على أسماء المرشحين للوزارة لرئيس الوزراء.
وبحسب ما نقلته «الشرق الأوسط»، أمس، فإن الحرية والتغيير سلمت قوائم بثلاثة مرشحين أو أكثر لكل وزارة، ليختار منها رئيس الوزراء أحدهم وزيراً، بعد أن عقدت اجتماعاً مطولاً ضم لجنة التشريحات وتنسيقية الحرية والتغيير ومجلسها المركزي.
وينتظر أن تكون الحرية والتغيير قد عقدت اجتماعاً مصغراً مساء أمس مع حمدوك، لمساعدته على فرز المرشحين للوزارات المختلفة.
ونصت وثائق الفترة الانتقالية (الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية)، الموقعة بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، وبحضور شهود إقلميين ودوليين، على تكوين حكومة انتقالية تحكم البلاد لفترة 39 شهراً، بالتناوب بين العسكريين والمدنيين.
وأعطت الوثيقة سلطة اختيار الجهاز التنفيذي (رئيس الوزراء ووزرائه) لقوى إعلان الحرية والتغيير، عدا وزير الدفاع والداخلية، اللذين أعطت سلطة ترشيحهما للعسكريين، وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان رشح عضو المجلس العسكري الانتقالي السابق الفريق جمال عمر وزيراً للدفاع، فيما لم توضح معلومات حتى أمس هوية وزير الداخلية.
وبموجب الاتفاقيات الموقعة بين قوى إعلان الحرية والتغيير، فإن حمدوك سيعلن حكومته اليوم، على أن يعتمدهم مجلس السيادة بعد غد، ليؤدوا اليمين الدستورية في الثلاثين من الشهر الجاري.
من جهة ثانية، أعلنت منظومة «زيرو فساد» السودانية ارتفاع عدد البلاغات المسجلة ضد رموز النظام السابق إلى 139 بلاغاً، بعد أن كانت قد أعلنت في وقت سابق أن عدد البلاغات قد بلغ 121 بلاغاً، تم تدوينها ضد النظام السابق ورئيسه ورموزه.
ويخضع الرئيس المعزول عمر البشير لمحاكمة، بتهم تتعلق بالفساد والثراء الحرام وحيازة نقد أجنبي، إثر ضبط قرابة 7 ملايين يورو وعملات أجنبية وسودانية أخرى في منزله الرئاسي، عقب عزله في 11 أبريل (نيسان) 2019.
وقال عضو منظمة «زيرو (صفر) فساد» المثنى أبو عيسى، في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن 18 بلاغاً جديداً دونت بمواجهة الرئيس المعزول عمر البشير، ووزير النفط الأسبق عوض أحمد الجاز، تتعلق بالتصرف في عائدات النفط منذ اكتشافه في السودان عام 1997 حتى عام 2019، إضافة إلى بلاغات ضد الشركات السودانية العاملة في قطاع البترول، لتبديدها مليار و200 مليون دولار. وتهدف منظمة «زيرو فساد» لمكافحة الفساد، ونشر ثقافة القانون. ومنذ تأسيسها تبنت مبادرات لفتح بلاغات ضد جميع المجرمين والمفسدين وناهبي المال العام، فضلاً عن متابعة سير عمليات استرداد الأموال العامة المنهوبة.
وذكر أبو عيسى أن «زيرو فساد» دونت بلاغاً ضد شركة النيل للملاحة، ولجنة التخلص من الفائض التابعة لوزارة المالية، لتبديد أموال تبلغ 35 مليون دولار.
ودونت المنظمة بلاغاً ضد الرئيس المعزول، يتعلق بصفقة شراء «يخت رئاسي» في 2005، والجهة التي استوردت اليخت الذي اتضح أنه مصمم لأعالي البحار، وليس الأنهار، وبلاغاً آخر ضد شركة «الديار» القطرية لاستحواذها على أراضي بمحازاة نهر النيل عند الخرطوم بحري، تقدر قيمتها بمبلغ 84 مليون دولار، وضد البشير ووالي الخرطوم وقتها عبد الحليم المتعافي الذي وقع عقد البيع، رغم رفض مدير مصلحة الأراضي توقيعه.
وكشف أبو عيسى عن بلاغ ضد جهة عدلية لم يذكر اسمها لإعفاء منحته لشركة الديار القطرية بمبلغ 16 مليون دولار، وبلاغ ضد منفذي مدينة البشير الطبية.
وأوضح أبو عيسى أن أول بلاغ رفعته المنظمة كان ضد نائب البشير الأسبق، القيادي في حزبه الحاكم، علي عثمان، على تهديده للمتظاهرين بأن حزبه يملك «كتائب ظل» سيلجأ إليها لمواجهة المحتجين، وذلك في مقابلة صحافية بثتها قناة «سودانية 24».
وأعلنت المنظمة تخصيص يوم لـ«زيرو فساد» مرة كل شهر، تجدد فيه التمسك بمواصلة جهودها لمحاربة الفساد، مشددة على شعار الاحتجاجات الشهير «تسقط بس»، وقالت إنه شعار سيرفع في وجه كل فاسد، بالقول أو بالفعل، وداخل كل مؤسسة وكل وزارة، تقدمهم للقضاء حرباً على الفساد.
وأبدت استعدادها لتقديم المتورطين للقضاء لتطبق عليهم قوانين مكافحة الفساد، وفي الوقت ذاته طالبت الجميع بالتحرك معها لمحاربة الفساد، استناداً إلى المادة 14 في قانون مكافحة الفساد التي توفر «الحماية» للمبلغين والشهود والخبراء في قضايا الفساد.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.