«المنظمة» تدعم تجديد ولاية أونروا وترفض التحريض ضدها

الوكالة تعاني من عجز يتجاوز 150 مليون دولار

«المنظمة» تدعم تجديد ولاية أونروا وترفض التحريض ضدها
TT

«المنظمة» تدعم تجديد ولاية أونروا وترفض التحريض ضدها

«المنظمة» تدعم تجديد ولاية أونروا وترفض التحريض ضدها

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن منظمة التحرير الفلسطينية تعمل في إطار استراتيجية وخطة عمل لحشد الدعم المالي للأونروا، لسد العجز المالي في ميزانيتها الاعتيادية والطارئة، وحشد الدعم السياسي لتجديد لولاية عملها الممنوح بالقرار 302 لثلاث سنوات جدد.
وأضاف أبو هولي خلال لقائه بمفوض عام وكالة الغوث «الأونروا» بيير كرينبول اليوم في مكتب الأخير بمقر رئاسة الأونروا بمدينة غزة، أن «ما تتعرض له الأونروا من حملات التشهير والإساءة والتحريض عليها لدى مجتمع المانحين له بعد سياسي تقوده الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي لإضعاف موقف الأونروا والتشكيك بدورها وشرعيتها، ومحاولة لإنهاء خدماتها وإلغاء تفويضها عبر تأليب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تعليق مساعداتها وعدم التصويت لتجديد تفويضها».
وبحث اللقاء الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا وتجديد تفويضها، كما ناقش المسؤولان أوضاع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية، والخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين في مناطق عملياتها الخمسة.
وأطلع أبو هولي كرينبول على خطة تحرك منظمة التحرير الفلسطينية متعددة المسارات لحشد الدعم السياسي لتجديد تفويض الأونروا، موضحاً أن منظمة التحرير الفلسطينية بدأت تحركها على المستوى السياسي والدبلوماسي مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتجاه دفعها للتصويت لصالح تجديد تفويضها بأغلبية كبيرة.
وعبر أبو هولي عن أسفه تجميد بعض الدول المانحة (سويسرا، هولندا، بلجيكا، أستراليا) دعمها المالي عن الأونروا في ضوء التقارير المسربة من تحقيق مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة، داعياً تلك الدول إلى التراجع عن قرارها بما يضمن للأونروا الاستمرار في تأدية مهامها وخدماتها للاجئين الفلسطينيين، باعتبار الأونروا مؤسسة أممية وليست مؤسسة أفراد.
من جهته، أكد مفوض عام الأونروا بيير كرينبول أن الأولوية لدى الأونروا خلال الأشهر القادمة هو الحفاظ على استمرار الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين والحصول على تمويل إضافي لتغطية العجز المالي الذي يقدر بـ150 مليون دولار إلى جانب التركيز على ملف تجديد التفويض.
ولفت إلى أن التصويت على تجديد ولاية الأونروا نوعان الأول سيكون فيه التصويت مقتصرا على أعضاء اللجنة الرباعية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، والتصويت الثاني سيكون في ديسمبر (كانون الأول)، ويشمل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن اجتماعاً سيعقد خلال الأسابيع القادمة بين بعثة فلسطين في الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوروبي لمناقشة قرار التجديد الذي يجب أن يصب باتجاه دعم الأونروا.
وشدد كرينبول على أهمية الدعم العربي للأونروا والتحرك الفلسطيني خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر (أيلول) القادم، لحث الدول العربية والخليجية بتمويل إضافي للمساعدة في سد العجز المالي في موازنة الأونروا التي تقدر بـ150 مليون دولار لضمان استمرارية خدماتها.
وتعاني الأونروا من عجز مالي الآن يتجاوز 150 مليون دولار أميركي. وقال المتحدث باسم وكالة «الأونروا» سامي مشعشع، إن الوكالة تعاني من عجز مالي إذ تبلغ ميزانيتها ملياراً و200 مليون دولار، لافتاً إلى الهجمة الشرسة عليها سواء من الإدارة الأميركية وقرارها بوقف المساعدات للوكالة وتجميد بعض الدول الأموال المرصودة والتبرعات للوكالة حتى يتم الانتهاء من التحقيق الجاري في قضايا داخلية تتعلق بها أثر عليها.
وشدد مشعشع على أنه تم تضخيم ملف التحقيق الخاص بمسائل داخلية لإضعاف الوكالة، مبينا أن التحقيق ما زال جارياً ويقوم به فريق مختص من الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك وعند انتهائه يصار إلى نشر النتائج.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.