دلت نتائج استطلاع جديد للرأي في إسرائيل على أن التصعيد في التوتر العسكري في أعقاب الهجمات في لبنان وسوريا والعراق وقطاع غزة والضفة الغربية، حقق زيادة طفيفة في قوة الحزبين الكبيرين؛ «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو، و«كحول لفان» (حزب الجنرالات) برئاسة بيني غانتس، كل منهما على حساب أحزاب في معسكره.
فقد زاد الليكود قوته بمقعدين فارتفع من 30 إلى 32 مقعداً، بينما زاد حزب الجنرالات مقعداً واحداً من 30 إلى 31 مقعداً. وبيّن الاستطلاع أن زيادة قوة الليكود جاءت على حساب أحزاب اليمين؛ إذ خسر حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، مقعدين تقريباً (من 10 - 11 إلى 9 - 10 مقاعد)، وخسر حزب اتحاد اليمين «يمينا» برئاسة أييليت شاكيد، نحو مقعد واحد (من 10 - 11 إلى 9 - 10 مقاعد). وخسر حزبان يمينيان متطرفان آخران؛ هما حزب كهانا العنصري «عوتصما يهوديت» وحزب «زيهوت»، بضعة ألوف أخرى من الأصوات وبات مؤكداً أنهما لن يستطيعا عبور نسبة الحسم.
أما حزب الجنرالات، فإن زيادة مقعده تأتي على حساب أحزاب اليسار؛ إذ يحصل تحالف حزبي «العمل - غيشر»، برئاسة عمير بيرتس، على 7 مقاعد حسبما أعطاه الاستطلاع، وتحالف حزب ميرتس مع إيهود باراك المسمى «المعسكر الديمقراطي» يهبط من 7 مقاعد إلى 6 مقاعد، مقارنة بالاستطلاع السابق.
وتحافظ «القائمة المشتركة» برئاسة أيمن عودة، التي تضم تحالفاً لأربعة أحزاب عربية وطنية، على قوتها في الاستطلاع السابق، وتحصل على 11 مقعداً.
وبناء عليه، فإن التوازن بين المعسكرين المتنافسين لا يتغير. فمجموع قوة معسكر أحزاب اليمين من دون ليبرمان سيظل 56 مقعداً، ومن دون ليبرمان لن يستطيع نتنياهو تشكيل حكومة. ومجموع قوة معسكر الوسط واليسار والعرب سيبقى 55 مقعداً. وهو أيضاً لن يستطيع تشكيل حكومة من دون ليبرمان.
وعلى أثر هذه النتائج، سارع نتنياهو لعقد اجتماعين مع الحزبين اليمينيين المتطرفين؛ «عوتصما يهوديت» و«زيهوت» طالباً أن ينسحبا من المعركة الانتخابية وأن يوصيا جمهورهما بالتصويت لصالح أحد الحزبين اليمينيين؛ الليكود أو اتحاد اليمين، حتى لا تضيع أصواتهما هباء. وحسب مصدر مقرب منه، فقد وافقا مبدئياً على ذلك، ولكن كلاً منهما يطلب أن يتعهد نتنياهو بتعيين وزير من كل حزب في حكومته المقبل. وبالمقابل يبني حزب الجنرالات خطته على كسب الأحزاب الدينية، التي يعطيها الاستطلاع 14 مقعداً (7 للمتدينين اليهود الأشكناز «يهدوت هتوراة» و7 للمتدينين الشرقيين «شاس»). فإذا انتقلا إليه، سوية مع ليبرمان، وضمن أن تقف القائمة المشتركة على الحياد، فإنه سيتمكن من تشكيل حكومة قوية بقيادة بيني غانتس.
وبالارتباط بالتوتر العسكري، يؤكد المراقبون أن مصلحة نتنياهو أن يبقى لهيب التوتر العسكري قائماً، ولكن بمستوى منخفض لا يتدهور إلى الحرب، حتى يحقق مزيداً من الأصوات. فهو يبني دعايته الانتخابية على أنه القائد القوي الذي يضرب في سوريا ولبنان والعراق ويحظى بعلاقات واسعة إقليمياً وعالمياً ويقيم علاقة مميزة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما خصمه يبدو ضحلاً ولا يعرف كيف يخاطب الجمهور وينشغل بزرع جاسوس داخل طاقمه الانتخابي يقال إن من زرعه هو حليفه والمرشح الثاني في قائمته يائير لبيد.
التصعيد العسكري يحقق لنتنياهو ارتفاعاً طفيفاً في الاستطلاعات
التصعيد العسكري يحقق لنتنياهو ارتفاعاً طفيفاً في الاستطلاعات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة