حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

حوض الأسماك في رانغيروا أرخبيل بولينزيا الفرنسية
> إذا كنت من عشاق الغوص، فعليك بهذه الوجهة التي يمكن الوصول إليها بسهولة رغم انعزالها الطبيعي. يعيش فيها نحو 2500 شخص على مساحة لا تتجاوز 80 كيلومتراً. والبلدة الرئيسية تسمى أفاتورو، وتقع إلى شمال غربي الجزيرة المرجانية. ولا يوجد بها سوى فندقين، إلى جانب بعض النزل المحلية التي تديرها الأسر، مع بعض المتاجر والمطاعم الصغيرة. ورغم عدد جزرها المرجانية، فإنه يتعين على كل منزل جمع وتخزين مياه الأمطار في صهاريج مخصصة لذلك لشح المياه. وتعدّ السياحة من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية فيها، لأن البحيرة من معالم الجذب السياحي فيها، بمنظرها وما تُوفره من أنشطة تتنوع بين الرياضة والمغامرة، إلى مجرد الاستمتاع بالتجول حول البحيرة وزيارة الجزر الصغيرة المنعزلة والمتناثرة فيها وحولها.

درج هايك في أواهو ـ هوواي
> درج معدني يلتف صاعداً على جانب جبال كولاو في كانيوهي، ويتكون من 3922 درجة، تمتد إلى قمة بو كياهياكاهو في ويندوورد سايد باواهو.
ورغم أنه «رسمياً» مغلق منذ عقود نظراً لحالته السيئة وخطورته، فإنه في كل عام يشهد تسلق آلاف المسافرين له في تحدّ سافر للقانون وبهدف التقاط صور «سيلفي».
في الوقت الحالي، يدفع المجلس نحو 250 ألف دولار سنوياً في رواتب للحراس لمنع المسافرين من دخول الدرج خوفاً من المسؤولية نظراً لسوء حالة الدرج المتصدع والمتهاوي في بعض أجزائه... أُطلق عليه «سُلّم هايكو»، في عام 1942. وكانت محطة إذاعة هايكو هي التي شيدته لتتمكن من بث الموجات الإذاعية إلى سفن القوات البحرية عبر المحيط الهادي بعد الهجوم الذي استهدف بيرل هاربور، وكان الهدف منه هو بالأساس توصيل الأشخاص والمواد اللازمة لبناء وخدمة المحطة على قمة الجبل. شيد الدرج حينئذ من الخشب، في سرية بالغة، حتى إن الجيش وهيئات حكومية أخرى لم تكن على دراية بالأمر. بعد ذلك تم استبدال منظومة من وحدات الصلب التي ثُبّتت في الأرض بمسامير؛ بالخشب.
في عام 1987، قرر حرس السواحل الأميركي، الذي كان مسؤولاً عن الدرج حينها، إغلاقه أمام الجمهور. وفي عام 2002، أنفقت المدينة 875 ألف دولار لترميم الدرج وأسواره مع خطط لافتتاحه، ولكن لم تنجح هذه الخطط بسبب مخاوف من المسؤولية. ومع ذلك يستمر المسافرون في البحث عن طرق للوصول إليه، بدافع من الإغراء بمشاهدة مناظر بانورامية رائعة ووضع منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».