مصدران: «حزب الله» يجهّز لـ«ضربة مدروسة» ضد إسرائيل

عناصر من «حزب الله» يستمعون إلى كلمة لحسن نصر الله خلال تجمع حاشد (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يستمعون إلى كلمة لحسن نصر الله خلال تجمع حاشد (رويترز)
TT

مصدران: «حزب الله» يجهّز لـ«ضربة مدروسة» ضد إسرائيل

عناصر من «حزب الله» يستمعون إلى كلمة لحسن نصر الله خلال تجمع حاشد (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يستمعون إلى كلمة لحسن نصر الله خلال تجمع حاشد (رويترز)

قال مصدران متحالفان مع «حزب الله» اللبناني لوكالة أنباء «رويترز» اليوم (الثلاثاء)، إنه يجهز «لضربة مدروسة» ضد إسرائيل بعد تحطم طائرتين مسيّرتين في بيروت، لكنه يهدف في الوقت نفسه إلى تجنب نشوب حرب جديدة.
وأوضح أحد المصدرين لـ«رويترز» أنه «يتم الترتيب الآن لرد فعل مدروس بحيث لا يؤدي ذلك إلى حرب لا يريدها (حزب الله) ولا إسرائيل».
وأضاف: «التوجه الآن إلى ضربة مدروسة. ولكن كيف تتدحرج الأمور هذا موضوع ثانٍ، فالحروب لا تكون دائماً نتيجة قرارات منطقية».
واجتمع المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، الذي يضم الرئيس ورئيس الوزراء وقائد الجيش، اليوم (الثلاثاء)، وأكد «حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء».
وذكر الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس (الاثنين)، أن لبلده الحق في الدفاع عن نفسها، وشبّه الهجوم بالطائرتين المسيّرتين بأنه «بمثابة إعلان حرب».
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الثلاثاء)، إن زعيم «حزب الله» حسن نصر الله ينبغي أن «يهدأ» بعدما حذّر إسرائيل من أنه يعد لرد وشيك على سقوط الطائرتين المسيّرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكان نصر الله قد اتهم في كلمة يوم (الأحد) الماضي، إسرائيل بشن هجوم بطائرة مسيّرة انفجرت في وقت سابق من ذلك اليوم.
وقال نصر الله: «أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود... من الليلة قف على الحائط على رِجل ونصف وانتظرنا... يوم يومان ثلاثة أربعة... انتظرنا... لأن ما حصل لن يمر معنا... لن يمر».
وانفجرت إحدى الطائرتين قرب الأرض مما أوقع أضراراً بالمركز الإعلامي لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية ببيروت التي تهيمن عليها. ولم تعلن إسرائيل المسؤولية عن الطائرتين المسيّرتين.
ولم تتضح بعد تفاصيل تتعلق بالمكان الذي انطلقت منه الطائرتان.
وقال «حزب الله» إن الطائرتين المسيّرتين كانتا تحملان متفجرات وذلك بعدما فكّك خبراؤه الطائرة الأولى.
وتعد إسرائيل «حزب الله» أكبر تهديد عبر حدودها. وفي حرب 2006 بين إسرائيل و«حزب الله» قُتل نحو 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و158 شخصاً في إسرائيل أغلبهم عسكريون.
وتقول مصادر إقليمية إن إسرائيل و«حزب الله» توصلا إلى تفاهم غير مكتوب بأنه رغم إمكانية تبادل إطلاق النار بينهما في سوريا، فينبغي تجنب أي هجمات في لبنان أو إسرائيل خشية أن تتصاعد إلى حرب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.