أثارت مذكرات الأمير زيد بن شاكر، رئيس وزراء الأردن الأسبق ووزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي وأحد أشد المقربين من العاهل الأردني الملك حسين، التي نشرتها جريدة «الشرق الأوسط» أمس، كما ترويها أرملته السيدة نوزاد الساطي، في كتاب سيصدر الشهر المقبل بعنوان «زيد بن شاكر... من السلاح إلى الانفتاح»، حالة من الجدل في الأوساط المصرية، لتناولها معلومات موثقة وغير منشورة عن تفاصيل حرب 1967 والاتصالات التي تمت بين الملك حسين عاهل الأردن السابق، والرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وتداعيات الهزيمة وخسارة القدس والضفة الغربية.
وقال اللواء الدكتور محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأحد الذين شاركوا في حرب عام 1967، لـ«الشرق الأوسط» إن «المعلومات الواردة بالمذكرات صحيحة»، وقال إنه «شاهد بنفسه موكب الملك حسين عندما زار مصر فور علمه باستعداد مصر للحرب، وجاء بالبدلة العسكرية، وكان هذا موقفاً شجاعاً منه». وأشار إلى أن «الملك حسين كان رجلاً وطنياً وعربياً بالدرجة الأولى، وكانت عليه ضغوط كبيرة وحملات تشويه في تلك الفترة للأسف، ودخل الحرب مع مصر، وليته لم يشترك في الحرب حتى لا تضيع الضفة والقدس».
وتابع: «قرار الحرب كان قراراً خاطئاً 100%، فالقوات الرئيسية لمصر كانت في اليمن، وتم استدعاء قوات الاحتياط بالملابس المدنية، بشكل مفاجئ، وإعلان حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد»، مشيراً إلى أنه «كان ضابطاً برتبة ملازم في الصاعقة المصرية في فترة الحرب، وكان عائداً هو وفرقته من اليمن، وتم استدعاؤه للاشتراك في الحرب». وقال إن «مصر لم تكن مستعدة للحرب، وكانت الحرب بمثابة فخ نُصب لها، وكمين نصبته إسرائيل بإعلان تهديد سوريا، مما دفع عبد الناصر للتحرك إلى سيناء لتخفيف الضغط على سوريا في عملية عُرفت فيما بعد بعملية الديك الرومي».
وتحدث ابن شاكر في مذكراته عن أن «قرار الملك حسين المشاركة في حرب عام 1967 كان مبنياً على معلومات خاطئة تلقاها من القيادة المصرية عن تقدم الجيش المصري، وتدميره 3 أرباع سلاح الجو الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «الملك حسين حاول قبل الحرب تحذير الرئيس جمال عبد الناصر من الحرب ومن (الفخّ) الذي ينصبه الإسرائيليون لمصر وسوريا لجرهما إلى الحرب، لكن عبد الناصر كان يرد دائماً: نحن نتوقع الهجوم ومستعدون له».
واهتمت المواقع الإخبارية المصرية والعربية والعالمية بمذكرات زيد بن شاكر والمعلومات التي أوردها في كتابه المزمع نشره قريباً، خصوصاً عن كواليس لقاء الملك حسين مع الرئيس عبد الناصر في القاهرة، قبيل اندلاع حرب عام 1967.
وذكرت جريدة «المصري اليوم» أن المذكرات تتناول معلومات موثقة عن تفاصيل مرحلة مهمة من تاريخ الأردن والمنطقة، تمتد من حرب 1967، وما سبقها، وما رافقها من اتصالات بين الملك حسين والرئيس جمال عبد الناصر. كما قالت جريدة «روزاليوسف» الرسمية على موقعها الإلكتروني إن أهمية صدور المذكرات حالياً تكمن في أن زيد بن شاكر كان من أكثر المقربين من الملك حسين ورافقه على مدى عقود، مشيدةً بانفراد «الشرق الأوسط» بنشر حلقات الكتاب قبل طرحه.
الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المذكرات الشخصية من أهم المصادر التي يعتمد عليها المؤرخون، كما أنه من الخطأ الاعتماد على مذكرات شخص واحد لكتابة التاريخ، لذلك من المفيد وجود مذكرات من أكثر من طرف».
وأضاف عفيفي أن «فترة حرب 67 من أهم الفترات في التاريخ العربي ومحل نقاش كبير من المؤرخين والكتاب، وصدور المذكرات في الوقت الحالي من الأردن يغطّي جانباً مهماً من تلك المرحلة المليئة بالاشتباكات السياسية».
اهتمام مصري بمذكرات زيد بن شاكر
مذكرات الأمير زيد بن شاكر كما ترويها أرملته (2) - بعد حديثه عن لقاءات الملك حسين وعبد الناصر قبل حرب 1967
اهتمام مصري بمذكرات زيد بن شاكر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة