6 معتقلين في «حراك الريف» يعلنون التخلي عن جنسيتهم المغربية

TT

6 معتقلين في «حراك الريف» يعلنون التخلي عن جنسيتهم المغربية

بعد عدة شهور من الغياب، عاد ناصر الزفزافي، متزعم حراك الحسيمة (شمال المغرب)، وخمسة من رفاقه المقربين إلى الواجهة من خلال بيان، أعلنوا فيه التخلي عن الجنسية المغربية، احتجاجا على اعتقالهم.
وتلا البيان أحمد الزفزافي، والد ناصر، في شريط فيديو بث في «فيسبوك» بحضور عائلات المعتقلين، الذين نقلوا من سجن عكاشة بالدار البيضاء إلى سجن راس الماء بفاس.
وقال والد الزفزافي إنه يحمل رسالة من السجناء الستة، الذين يقضون عقوبات تتراوح بين 15 و20 سنة على خلفية أحداث الحسيمة في 2017، يعلنون فيها للرأي العام تخليهم عن الجنسية المغربية، ومطالبتهم السلطات بإسقاطها عنهم، كما يطالبون المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهم ومتابعة أوضاعهم.
ودافع والد الزفزافي عن المعتقلين، داعيا لإنصافهم، وقال إن الذين يجب أن يعتقلوا هم المفسدون الذين ينهبون الثروات الوطنية، مشيرا إلى أن هؤلاء يحملون أكثر من جنسية، في حين أن معتقلي أحداث الحسيمة ليست لهم سوى جنسية واحدة هي الجنسية المغربية.
ووصف أحمد الزفزافي قرار المعتقلين الستة بـ«الخطير»، وقال إن المطالبة بإسقاط الجنسية هو آخر ما تبقى أمامهم بعد الإضرابات، وخياطة الفم، وغيرها من الأشكال الاحتجاجية التي لجأوا إليها لإسماع صوتهم، لكن دون جدوى.
وأضاف والد الزفزافي: «أمام إسقاط الجنسية لم يبق أمامنا كعائلات ما نفعله»، مطالبا بتدخل «جهات رشيدة وحكيمة»، على حد قوله، لإيجاد حل للملف. مشيرا إلى أن المعتقلين الستة وجهوا رسالة رسمية إلى وزير العدل، ورئيس النيابة العامة للمطالبة بإسقاط الجنسية المغربية عنهم.
وتوجه والد الزفزافي إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، مناشدا إياه التدخل وإطلاق سراح المعتقلين.
في غضون ذلك، لوح والد الزفزافي بعودة الاحتجاجات إلى منطقة الحسيمة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، واعدا بـ«محطات وأشكال نضالية جديدة بعد الدخول الاجتماعي»، ومشيرا إلى البحث عن حل للمشكلة «بأشكال أخرى»، على حد تعبيره.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».