وثائقي يكشف في بروكسل معاناة يمنية من الحوثيين والأمم المتحدة

تعرض مخرجة الأفلام الوثائقية نسرين الصبيحي في بروكسل اليوم «الجمعة»، فيلمها «عاصم» للمشاركة في مهرجان غرب أوروبا للأفلام، الذي انطلقت فعالياته في السابع عشر من الشهر الجاري وتستمر حتى الرابع والعشرين.
وقالت المخرجة الأردنية لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم يرمي إلى تسليط الضوء على تقصير المنظمات الدولية، في رفع الظلم عن سكان قرية «أسلم» في محافظة حجة اليمنية (شمال غربي صنعاء)، وفي الوقت نفسه تعريف الجمهور بحقيقة الوضع هناك وممارسات واضطهاد الحوثيين للمواطنين اليمنيين.
وأضافت: «في الحقيقة يعاني الناس كثيرا في ذلك المكان وغيره في اليمن، والعالم يعتقد أن المعاناة قد تكون بسبب الحرب فقط، لكن هؤلاء الناس يعانون بسبب اضطهاد الحكم الحوثي هناك، واستخدامهم من أجل المزايدات السياسية، وتصويرهم للعالم على أنهم إفرازات حرب وهم ليسوا كذلك. هذا ما وثقته في الفيلم».
يسلط الفيلم الضوء على تقصير المنظمات الدولية في رفع الظلم عن أهالي القرية. تقول نسرين: «لما سألت أهالي القرية لماذا تنتظرون معونات وأرضكم خصبة قالوا إن الحكام هنا رافضون أن نزرع أرضنا ونأكل مما نزرع حتى يبقينا على هذا الوضع حتى يستفيدون من هذا على طاولة المفاوضات، ومن أجل مزايدات سياسية».
وثقت المخرجة الأردنية كل هذا الأمر أمام الكاميرا، وتضيف: «التقيت مسؤولا أمميا في صنعاء للسؤال عن دور المنظمات الدولية في هذه القرية، التي وصل سكانها إلى مرحلة وصلت إلى أكلهم أوراق الشجر من الجوع، رغم بعد القرية عن الحرب والقتال، - أقرب نقطة تماس تبعد عنها 40 كيلومترا وهي جبهة حيران.
وحول اختيار الشكل الوثائقي للفيلم وعدم اللجوء إلى عمل درامي لتجسيد الوضع قالت «الدراما يمكن أن تتناول قصصا كثيرة، وهي تدعم أي رسالة، ولكن من خلال فيلمي الوثائقي جمعت كل العناصر وأعطيت المعلومات، وجعلت المشاهد يعيش لحظة بلحظة مع سكان القرية ومع المسؤولين عن المنظمات، ولهذا لم أكن بحاجة إلى داعم درامي، ولهذا أرى أني بالفيلم الوثائقي أعتمد على الواقعية التي يكون لها تأثير وصدقا أكبر، لأني كنت أفتح الكاميرا وأترك المشاهد يرى ويسمع ما يحدث في الواقع دون تجميل والأحداث والأشخاص يتحدثون عن نفسهم».
نسرين هي إعلامية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وأيضا مخرجة أفلام وثائقية ورغم أنها أردنية المولد والجنسية وتعتز وتفخر بذلك، إلا أنها تعيش في اليمن منذ أكثر من عشر سنوات مع زوجها اليمني، وتقول إنها تعشق هذا البلد وتجيد التحدث باللهجة اليمنية، وشديدة الإعجاب بالعادات والتقاليد اليمنية.