أسرة نبيل شعث تطالب السلطات المصرية بالإفراج عن نجلها

قالت إنه مُحتجز في القاهرة منذ شهرين

رامي شعث
رامي شعث
TT

أسرة نبيل شعث تطالب السلطات المصرية بالإفراج عن نجلها

رامي شعث
رامي شعث

طالبت أسرة رامي شعث، نجل مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث، السلطات المصرية، بإطلاق سراحه. وقالت الأسرة، في بيان شمل زوجته الفرنسية سيلين ليبرون، إنه «لا يزال موقوفاً في سجن طرة (جنوب القاهرة) لاتهامه بالارتباط بخلية لها علاقة بتنظيم (الإخوان)».
وقالت الأسرة، في بيان على موقع التواصل «فيسبوك»، مساء أول من أمس، إنه «تم توقيفه يوم 5 يوليو (تموز) الماضي بمنزله في القاهرة»، مشيرة إلى أنه «مثُل أمام جهات التحقيق، وتم توجيه الاتهام له في القضية المعروفة باسم (قضية الأمل)، كما اتهمته بـ(مساعدة جماعة إرهابية)». لكن الأسرة نفت في البيان ذاته «أي علاقة لرامي بـ(قضية الأمل) أو بأي تنظيم إرهابي».
في ذات السياق، قال نبيل شعث، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أمس، إن «السلطات المصرية تحتجز نجله رامي بأحد السجون في القاهرة منذ نحو شهرين». وبينما أكد مصدر مقرب من نبيل شعث لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «نجله محبوس في مصر منذ فترة». قال مصدر في السفارة الفلسطينية بالقاهرة، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «السفارة لم تتواصل حتى الآن مع السلطات المصرية في هذا الأمر».
وكانت زوجة رامي الفرنسية، قالت في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «المفاوضات مع السلطات المصرية لم تُثمر شيئاً، ما دفع العائلة إلى الإعلان عن القضية».
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، أن «توقيف رامي يأتي بعد مداهمة السلطات المصرية 19 شركة للاشتباه بعلاقاتها بتنظيم (الإخوان)، واتهامها بتمويل مخطط للتنظيم للإطاحة بالدولة». وبحسب أسرته، فإن سلطات التحقيق في مصر اتهمته بمساعدة «جماعة إرهابية» على صلة بالمخطط نفسه.
وأضافت عائلة رامي، بحسب المصدر ذاته، أنها «تمكنت من زيارته بشكل منتظم؛ إلا أنها قلقة على صحته، لأنه يعاني من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم».
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع وزارة الداخلية المصرية للتأكد من صحة الواقعة؛ لكنها لم تحصل على رد.
وفي مطلع أغسطس (آب) الحالي، أيدت محكمة جنايات القاهرة، التحفظ على أموال 83 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية الأمل»، ومنعهم من التصرف فيها، وكذلك التحفظ على أموال 19 شركة، ويشمل الحكم عدداً من حزبيّين وصحافيّين وبرلمانياً سابقاً ينتمي لليسار، تَنسب لهم النيابة تهم «الانضمام والمشاركة في تمويل (الإخوان)».
وكانت وزارة الداخلية المصرية، أعلنت في يونيو (حزيران) الماضي، عن مداهمة «19 كياناً اقتصادياً، تبلغ قيمة معاملتها المالية 250 مليون جنيه مصري (الدولار يساوي 16.5 جنيه)». وقالت الوزارة إن تلك الكيانات ترتبط بـ«الإنفاق على مخطط لقيادات تنظيم (الإخوان) (تصنفه السلطات إرهابياً) لاستهداف الدولة ومؤسساتها، بالتزامن مع الاحتفال بـ(ثورة 30 يونيو)».
وأظهرت الأسماء التي أعلنتها وزارة الداخلية في القضية أنه من بين المقبوض عليهم، النائب البرلماني السابق زياد العليمي، وهو عضو قيادي بـ«الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» ذي التوجهات اليسارية، وكذلك الصحافي وعضو حزب «تيار الكرامة» الناصري، حسام مؤنس، الذي كان مديراً لحملة المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، فضلاً عن الصحافي هشام فؤاد، والخبير الاقتصادي عمر الشنيطي.
ونسبت الداخلية للمتهمين ارتكاب جرائم عدة. منها «المشاركة في التحرك الذي حمل اسم (خطة الأمل)، وتوفير الدعم المالي من عوائد وأرباح بعض الكيانات الاقتصادية التي يديرها قيادات (الإخوان)». وقالت إنها «ضبطت بحوزتهم أوراقاً تنظيمية، خاصة بـ(المخطط)، ومبالغ مالية كانت معدة لتمويل بنوده».
ووجّهت الداخلية الاتهام كذلك إلى عدد من قيادات تنظيم «الإخوان» مطلوبين على ذمة قضايا، موجودين خارج البلاد. منهم محمود حسين، أمين عام الجماعة، والنائب البرلماني السابق علي بطيخ، ومقدما البرامج معتز مطر ومحمد ناصر.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.