كيف يتناغم الحوثيون مع «القاعدة» و«داعش»؟

اتهام لانقلابيي اليمن بمحاربة الموسيقى وتحويل حياة الأطفال إلى محارق

TT

كيف يتناغم الحوثيون مع «القاعدة» و«داعش»؟

ليس ثمة فرق بين ما تقوم به الجماعة الحوثية من جرائم وانتهاكات بحق اليمنيين وممتلكاتهم وما تقوم به الجماعات الأخرى المتطرفة كتنظيمات «داعش» و«القاعدة» و«أنصار الشريعة». هذا ما خلص إليه سكان في صنعاء تحدثت معهم «الشرق الأوسط»، وأظهروا غضباً من أن ميليشيات الحوثي بأفعالها وجرائمها وانتهاكاتها المستمرة لا تختلف كثيراً عما تقوم به تلك التيارات الإرهابية المتشددة والمتطرفة.
بدوره، أشار أكاديمي في جامعة صنعاء إلى تعدد الجرائم الحوثية الشبيهة تماماً بالجرائم التي ترتكبها معظم الجماعات الإرهابية المنتشرة في طول العالم وعرضه.
وأكد الأكاديمي اليمني والباحث في الشأن الاجتماعي، تنوع تلك الجرائم والانتهاكات الحوثية الإرهابية في حق الأطفال والطفولة والنساء، التي دائماً ما تتصدر المشهد، لتليها سلسلة كبيرة من الانتهاكات في حق آثار وتاريخ اليمن وغيرها من الجرائم الإرهابية التي ترتكبها الميليشيات بحق أبناء اليمن. وقال: «على رأس تلك الجرائم تفخيخ الأطفال وتحويلهم إلى محارق من خلال الزج بهم في جبهات القتال، وإدراج المرأة اليمنية في انتهاك سافر ضمن قواتها وجماعاتها العسكرية المسلحة».
عزز ذلك منذ فترة وجيزة اتهام منظمات محلية للمسلحين الحوثيين بتفخيخ الأطفال واستخدامهم في المواجهات المسلحة، حيث نددت تلك المنظمات بما قالت إنها عمليات «تفخيخ للأطفال الأبرياء لحمل المتفجرات» التي ثبت تورط الانقلاب الحوثي فيها. وعرضت المنظمات سابقاً قضية طفل يدعى أكرم أحمد ثالبه، في العاشرة من عمره، قالت إن الحوثيين حمّلوه 20 صاعقاً للألغام، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية تستخدم لتفجير الألغام والمتفجرات قاموا بلفها حول جسده.
واعتبر الباحث اليمني، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفاً من بطش الميليشيات، أن تلك الممارسات الحوثية بحق الأطفال والنساء في اليمن تمثل جرائم وانتهاكات سافرة لحقوق الأطفال والنساء وتجاوزاً خطيراً ينافي كل الأعراف والمبادئ والأخلاق الإسلامية. وأضاف: «وكما تقوم الميليشيات بحملات ميدانية لدعوة أولياء الأمور لإرسال أطفالهم للمشاركة بالمراكز الصيفية والدورات الثقافية الطائفية، يحرص تنظيم داعش في الوقت نفسه على حث أولياء الأمور في المناطق التي يسيطر عليها بالعراق وسوريا وليبيا وغيرها على إرسال أطفالهم للالتحاق بمعسكرات التدريب، للزج بهم في جبهات القتال وإقناعهم بتنفيذ عمليات تفجيرية». وكان تقرير حكومي سابق قد كشف وجود علاقة وطيدة بين ميليشيا الحوثي وتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، والتي تتزعم شبكات تهريب والمخدرات والآثار والاتجار بالبشر. وأكد التقرير، الذي أصدرته السفارة اليمنية بواشنطن منتصف الشهر قبل الماضي، أن هناك علاقة بين ميليشيا الحوثي الانقلابية وداعمها الرئيسي من النظام الإيراني مع التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، وفي مقدمتها تنظيما «داعش» و«القاعدة».
من جهته، أكد ناشط حقوقي بصنعاء أن الميليشيات الحوثية لا تختلف في أساليبها عما تقوم به الجماعات الإرهابية الأخرى، مثل «داعش» و«القاعدة» و«أنصار الشريعة»؛ خصوصاً ما يتعلق باستغلال الأطفال والنساء وتجنيدهم في المناطق التي يسيطرون عليها. وقال الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، «إنه لا فرق بين ما قامت به ميليشيات الحوثي في اليمن، وما قامت به الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا». وأضاف: «ليست جماعة الحوثي بمنأى عن هذه الجماعات الإرهابية التي تعتمد على تجنيد النساء والأطفال، لأنهم أكثر طاعة في تنفيذ الأوامر والتوجيهات، وأسهل في غسل أدمغتهم وتنفيذ كل المهام الموكلة إليهم». وفيما يتعلق بجرف الميليشيات المدعومة من إيران لتاريخ وآثار اليمن، فقد أكد موظف في الهيئة العامة للمتاحف والآثار بصنعاء، أن ميليشيات الحوثي تمشي بأفعالها الإرهابية على خطى تنظيم داعش، خصوصاً فيما يتعلق بجرف آثار اليمن وتدميرها والقضاء عليها. وقال الموظف وهو باحث بمجال التراث والآثار وفضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم مؤخراً وعبر منظمات محلية معنية بالآثار والمعالم التاريخية حصر ورصد مواقع أثرية متضررة في 9 محافظات يمنية معظمها واقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين.
وكشف الباحث عن تدمير الميليشيات مئات المعالم والمواقع الأثرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقال إن الأضرار التي لحقت بتلك بالمواقع الأثرية التي طالها عبث وتدمير الميليشيات وصلت إلى نسب مرتفعة جداً.
وقال إن الآثار التي سلمت من الاستهداف المباشر للميليشيات، حولتها من جهة ثانية لمراكز وثكنات عسكرية. وتابع أن معظم الأضرار التي لحقت بالآثار والمواقع الأثرية، جاءت نتيجة تحويلها من قبل الميليشيات إلى ثكنات عسكرية ومستودعات ومخازن للأسلحة.
ومن بين الممارسات المتطرفة التي نفذتها وتنفذها ميليشيات الحوثي في حق المجتمع اليمني، محاولة نشر أفكارها المتشددة والمتطرفة وفرضها بقوة السلاح في أوساط اليمنيين في العاصمة صنعاء وبقية المدن الخاضعة لسيطرتها.
وفي المقابل، كشف طلاب بكلية المجتمع بالعاصمة صنعاء أن ميليشيات الحوثي أصدرت قبل فترة تعميماً يلزم طلاب الكلية بشكل محدد للحلاقة.
التعميم الحوثي، وفق مجموعة من الطلاب تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، أثار موجة استياء وسخرية واسعة في الكلية وعلى مستوى منصات التواصل الاجتماعي. واعتبر الطلاب ذلك التعميم تدخلاً سافراً وغير مبرر في الحريات الشخصية. وقالوا إن «التعميم مؤشر على استبداد الميليشيات ومنهجها الكهنوتي. وسبق للميليشيات الحوثية». وفي مشهد مطابق تماماً لما تفعله التنظيمات المتطرفة وتحديداً «داعش»، اقتحمت ميليشيات الحوثي قبل أشهر قليلة عدداً من المقاهي والمطاعم السياحية بصنعاء، واعتدت على النزلاء بمن فيهم النساء قبل أن يتم إغلاقها بمزاعم منع الاختلاط بين الذكور والإناث، رغم أن كثيراً منها تخصص أجنحة مستقلة للفتيات والعوائل.
كما منعت الجماعة الحوثية الشهر الماضي، مجموعة من الشباب والأطفال من الرسم على الجدران في صنعاء ضمن فعالية اليوم المفتوح للفن. وقال مشاركون بفعالية الرسم في تصريحات، إن مسلحين حوثيين منعوا بقوة السلاح، مجموعة من الأطفال والشباب من تنفيذ فعالية فنية وشبابية للرسم على الجدران، مشترطين أن تكون الرسومات منددة بالتحالف أو الحكومة اليمنية الشرعية، وممجدة ومعظمة لقادتها وقتلاها الذين لقوا حتفهم في مختلف الجبهات. وأشاروا إلى أن ما قامت به الميليشيات يعد سلوكاً معبراً عن منهجها الإرهابي المتطرف الذي يرتكز على العنف والقتل والحقد والكراهية.
وفي منتصف العام الماضي، أصدرت الميليشيات تعميماً للمدارس الحكومية والأهلية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها بمنع الغناء والفرق الموسيقية والاستعراضية أثناء الاحتفالات المدرسية. وشددت الميليشيات بتعميمها على ضرورة أخذ إذن مسبق بإقامة الاحتفالات من قبلها.
وأظهرت وثيقة الميليشيات شروط إقامة الحفلات المدرسية، ومن بينها: «في احتفال التخرج، يتم فصل البنين عن البنات وعمل حفل تخرج كل على حدة؛ برنامج الحفل يجب أن يكون بعيداً عن الفرق الموسيقية الغنائية والاستعراضية الراقصة، وإظهار الفقرات بمواهب دينية ووطنية واجتماعية، ولبس الزي الشعبي وتجنب الفقرات التي تحمل في طياتها الثقافة الغربية».
وتزامن ذلك مع استمرار الميليشيات الحوثية وبدعم وتمويل من إيران في فرض دروس طائفية على معظم المؤسسات التعليمية بغية تكريس الفكر الطائفي والعقائدي في أوساط السكان بمناطق سيطرتها.
وتأتي معظم تلك الممارسات الحوثية الإرهابية وسط تزايد مخاوف اليمنيين من خطورة الأفكار الدينية المتشددة والممارسات المتطرفة التي تحاول ميليشيا الحوثي الإيرانية فرضها عليهم بقوة الترهيب والسلاح. ولم تكتفِ الجماعة الحوثية بحملات المداهمة للمقاهي ومنع المدارس من الاحتفالات، حيث شنت حملات أخرى متعددة لطمس صور الفتيات من على اللوحات الدعائية التي تتصدر واجهات محلات النساء والكوافيرات في شوارع العاصمة صنعاء. وهددت الميليشيات حينها مالكي المحال بعقوبات وغرامات في حال إلصاقهم صور فتيات على واجهات محلاتهم.
وفي مقابل ذلك، وصف مراقبون محليون، لـ«الشرق الأوسط»، ممارسات الجماعة المختلفة بأنها انتهاكات سافرة تكشف عن حقيقة الآيديولوجيا والفكر المتشدد الذي ينطلق منه الحوثيون، رغم محاولاتهم البائسة للتستر طيلة السنوات الماضية. وقالوا المراقبون إن «الآيديولوجية الحوثية تصل إلى حد التطابق مع تنظيمات (داعش) و(أنصار الشريعة) و(القاعدة) وغيرها من الجماعات والتيارات المتطرفة». ووصفوا ذلك بالأمر الخطير وعواقبه ستكون وخيمة على المجتمع بشكل عام. وطالبوا بضرورة التحرك الجاد والمسؤول لوضع حد لمثل تلك الممارسات الإرهابية الحوثية التي ترتكب بشكل يومي بحق مختلف شرائح المجتمع اليمني.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.