إسرائيل و«حماس» يتبادلان القصف وإطلاق الصواريخ

متظاهرون فلسطينيون يرمون الحجارة على القوات الإسرائيلية قرب الحدود في غزة (أ.ف.ب)
متظاهرون فلسطينيون يرمون الحجارة على القوات الإسرائيلية قرب الحدود في غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل و«حماس» يتبادلان القصف وإطلاق الصواريخ

متظاهرون فلسطينيون يرمون الحجارة على القوات الإسرائيلية قرب الحدود في غزة (أ.ف.ب)
متظاهرون فلسطينيون يرمون الحجارة على القوات الإسرائيلية قرب الحدود في غزة (أ.ف.ب)

قصف الجيش الإسرائيلي مواقع لـ«حركة حماس» في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخين من القطاع، على ما أفاد مسؤولون صباح اليوم (الخميس)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأطلقت «حماس» خلال الليل صاروخين باتجاه إسرائيل، مما يرفع العدد إلى ستة صواريخ أطلقت من القطاع خلال أقل من أسبوع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ولم يوضح الجيش المكان الذي سقط فيه الصاروخان كما لم يعلن عن إصابات أو أضرار.
ورد الجيش الإسرائيلي معلناً في بيان مقتضب أنه «قصف عدداً من المواقع العسكرية لـ(حركة حماس) في منشآت بحرية بشمال قطاع غزة»، من غير أن يحدد هذه المواقع.
من جهته، قال مصدر أمني فلسطيني إن الجيش الإسرائيلي «ضرب عدة مرات موقعاً بحرياً فلسطينياً غرب مدينة غزة وثلاثة مواقع في وسط قطاع غزة وواحداً في خان يونس (جنوب)».
ولم يذكر المصدر الذي طلب عدم كشف هويته وقوع أي ضحايا.
وكانت هذه خامس وسادس عملية إطلاق صواريخ من غزة خلال ستة أيام.
وليل الجمعة، أطلق صاروخ من قطاع غزة على إسرائيل، وكان ذلك أول قصف من نوعه منذ 12 يوليو (تموز).
وفي الليلة التالية، أطلقت ثلاثة صواريخ على جنوب إسرائيل، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
ووقعت سلسلة حوادث في الأسابيع الأخيرة على طول السياج الحدودي الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه «حركة حماس».
وقُتل ثلاثة فلسطينيين الأحد بنيران الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه أطلق النار من مروحية ودبابة باتجاه «مسلحين» أمام السياج الحدودي.
وقبل ذلك بأسبوع، قتل فلسطيني فتح النار على جنود إسرائيليين عند حدود القطاع، كما قتل أربعة فلسطينيين مسلحين حاولوا التسلل من جنوب قطاع غزة إلى إسرائيل، بحسب معلومات من الجيش الإسرائيلي ومن وزارة الصحة في غزة.
وتأتي هذه التوترات قبيل الانتخابات التشريعية المبكرة المقرّرة في إسرائيل في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل.
ويحظى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشعبية قبل الانتخابات لكنّه يواجه أيضاً ضغوطاً سياسية شديدة للردّ بحزم على «الهجمات» الفلسطينية.
وتجري مظاهرات أسبوعية منذ مارس (آذار) 2018 على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عشر سنوات على القطاع وبحقّ العودة للاجئين.
وتتخلّل «مسيرات العودة» مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية قرب السياج الفاصل.
ومنذ بدأت هذه المسيرات، قتل ما لا يقل عن 305 فلسطينيين بنيران إسرائيلية غالبيتهم في صدامات خلال المظاهرات والبقية في ضربات إسرائيلية. وبالمقابل، قتل سبعة إسرائيليين في إطار أعمال العنف هذه.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».