دعم استثنائي وقيمة سوقية «عالمية» و40 جنسية تبرز مكانة الدوري السعودي

تتطلع جماهير كرة القدم السعودية إلى مزيد من الإثارة والمتعة خلال فعاليات الموسم الجديد للدوري السعودي التي تنطلق اليوم (الخميس) بمشاركة 16 نادياً مثلما كان عليه الحال في الموسم الماضي.
وتنتظر الجماهير السعودية مزيداً من الإثارة والمتعة في الموسم الجديد بعدما اشتعلت المنافسة بشكل كبير في الموسم الماضي نتيجة التغيير الذي أجرته الهيئة العامة للرياضة السعودية في لوائح المسابقة والدعم الكبير الذي قدمته للأندية المشاركة فيها لتصبح المسابقة أكثر قوة، إضافة للأرقام القياسية الكثيرة التي قدمتها على مستويات مختلفة منها القيمة السوقية وقيمة الرعاية، وكذلك الحضور الجماهيري.
وزادت القوة التنافسية في الكرة السعودية بعدما قدمت الهيئة في الموسم الماضي دعماً استثنائياً للأندية السعودية استمر هذا العام بدعم أكبر بلغ 660 مليون دولار دعماً للأندية السعودية في تعاقداتها مع المدربين واللاعبين الأجانب وبناء أندية قوية على الصعيد الفني.
وأثمر هذا الدعم عن منافسة شرسة على لقب الدوري، حيث حسم الصراع على لقب المسابقة في الجولة الأخيرة ونجح النصر في استعادة اللقب بعد مطاردة طويلة وقوية مع منافسه التقليدي الهلال.
كما كان التنافس على أشده في قاع جدول المسابقة، حيث ظل الصراع على الهرب من شبح الهبوط قائماً حتى الجولات الأخيرة من الدوري.
وانعكست قوة البطولة على قدرة الأندية السعودية على المنافسة قارياً ببلوغ ثلاثة أندية سعودية لدور الثمانية بدوري أبطال آسيا.
وجاء الدعم الكبير من الهيئة العامة للرياضة بناءً على ثقة كبيرة من الحكومة السعودية لتطوير كرة القدم التي تعد الرياضة ذات الشعبية الأكبر في المملكة وحتى تصل الأندية كافة إلى تنافسية عالية.
وأصبح الدوري السعودي للمحترفين منافساً على المراكز المتقدمة عالمياً من حيث القيمة السوقية، إضافة إلى ارتفاع المستوى الفني للمسابقة حتى أصبح وسيلة جذب رائعة لمختلف عناصر اللعبة من مدربين ولاعبين وجماهير؛ ليتقدم بثبات على طريق تحقيق هدفه في الدخول ضمن قائمة أقوى عشرة دوريات في العالم.
وشهد الدوري السعودي للمحترفين الكثير من القرارات المؤثرة، من أبرزها رفع عدد المحترفين الأجانب إلى ثمانية لاعبين في كل فريق من الفرق الستة عشر المشاركة بالبطولة ليساهم هذا في رفع حدة المنافسة، حيث بلغ عدد المحترفين الأجانب 109 لاعبين أجانب يمثلون 42 جنسية والقارات الست، كما أن حضور المدربين العالميين أصبح سمة بارزة في الدوري.
وارتفعت القيمة السوقية للدوري السعودي لتتخطى نظيرتها في الدول الآسيوية المتميزة كروياً مثل اليابان وكوريا الجنوبية، كما اقترب الدوري السعودي كثيراً من مثيله الصيني الذي يحتل الصدارة وأصبح على مسافة قريبة للغاية من الدوريات الأوروبية الكبرى.
كما احتل الدوري السعودي في العام نفسه مرتبة متميزة ضمن قائمة الدوريات الأكثر قيمة للبث التلفزيوني والتي يتصدر القائمة الدوري الإنجليزي، ويليه الدوري الألماني، ثم الإسباني.
كذلك، رفع الحضور الجماهيري الكبير في الموسم الماضي القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين بعد فتح المجال لحضور العائلات السعودية مباريات الدوري بشكل خاص لترتفع مؤشرات الجذب لعقود رعاية الدوري السعودي.
وللموسم الثاني على التوالي، سيكون مشجعو الدوري السعودي لكرة القدم على موعد مع تشكيلة كبيرة من أبرز النجوم الأجانب المحترفين في صفوف الأندية المتنافسة في البطولة.
ورغم القرار الذي أعلن عنه الاتحاد السعودي لكرة القدم في مطلع يونيو (حزيران) الماضي بتقليص عدد اللاعبين الأجانب المحترفين في صفوف الأندية المشاركة بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين من ثمانية إلى سبعة لاعبين في كل فريق، ستشهد المسابقة أكثر من مائة لاعب أجنبي محترف في صفوف الأندية الـ16 المتنافسة في البطولة.
واكتملت قائمة اللاعبين الأجانب في معظم فرق المسابقة قبل انطلاق فعاليات المسابقة.
وبلغ عدد اللاعبين الأجانب في صفوف هذه الفرق الـ16 حتى الآن 109 لاعبين من أكثر من 40 جنسية من القارات الست.
وتستحوذ الكرة البرازيلية على أكبر عدد من مقاعد اللاعبين الأجانب في هذه الأندية برصيد 23 لاعباً مقابل 11 لاعباً من المغرب وعشرة لاعبين من الجزائر وثمانية لاعبين من تونس.
وعلى الرغم من التواجد القوي للاعبين المصريين في الدوري السعودي بالمواسم الماضية، خلت قوائم الأندية السعودية حتى الآن من اللاعبين المصريين.
وشكّل قرار زيادة عدد المحترفين الأجانب في الدوري السعودي إلى ثمانية لاعبين في الموسم الماضي ميزة قوية لمستوى المنافسة والإثارة بين الأندية الـ16 المشاركة، وأسهم بشكل كبير في تحسين أداء الفرق المتوسطة فنياً ورفع قدرتها على مقارعة أقرانها من الفرق الكبرى.
وتضمن قرار زيادة عدد المحترفين الأجانب الذي أعلن عنه في الموسم الماضي ضمن مشروع كروي ضخم أحقية كل ناد بالتعاقد مع 8 عناصر أجنبية وبدعم حكومي كبير ومباشر من الهيئة العامة للرياضة مساهماً في رفع مستوى المواجهات.
وشهد الموسم الماضي مشاركة 128 لاعباً أجنبياً؛ مما انعكس بشكل إيجابي وسريع على مستوى المنافسة في المسابقات الرسمية كافة بعد سنوات شهدت فيها الكرة السعودية تراجعاً طفيفاً في الأداء والنتائج نظراً لقلة المواهب المحلية الموجودة وارتفاع قيمتهم السوقية بشكل مبالغ فيه.
وكان قرار زيادة اللاعبين الأجانب بمثابة علاج سريع وفعال أثمر بشكل مباشر وإيجابي في تطور المستوى الفني للأندية والدوري بشكل عام.
كما فرض اللاعبون الأجانب سطوتهم على جوائز المسابقة في الموسم الماضي، حيث فاز المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم النصر، بجائزتي أفضل لاعب في الدوري السعودي بالموسم الماضي وهداف المسابقة برصيد 34 هدفاً.
ولعب حمد الله دوراً بارزاً في استعادة النصر للقب الدوري السعودي رغم المنافسة الشرسة مع الهلال حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة.
كما فاز التونسي فاروق بن مصطفى، حارس مرمى فريق الشباب، بجائزة القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في الموسم الماضي، علماً بأن الموسم شهد تألق الكثير من حراس المرمى الأجانب، حيث حافظ كل من الأوكراني ماكسيم كوفال (الفتح) والأسترالي براد جونز (النصر) على نظافة شباكهما في 11 مباراة مقابل عشر مباريات لبن مصطفى، والبرازيلي كاسيو حارس مرمى التعاون، كما حافظ الجزائري عز الدين دوخة، حارس مرمى الرائد، على نظافة شباكه في ثماني مباريات.
وأحكم الأجانب قبضتهم على المراكز الأولى في قائمة هدافي المسابقة التي تصدرها عبد الرزاق حمد الله برصيد 34 هدفاً مقابل 21 هدفاً لكل من الكاميروني لياندري تاوامبا (التعاون) والفرنسي بافيتيمبي جوميز (الهلال) و20 هدفاً لدجانيني، مهاجم كيب فيردي الذي تألق في صفوف أهلي جدة، و19 هدفاً للسوري عمر السومة مهاجم الأهلي.
في حين يسيطر أصحاب الجنسية البرازيلية على قائمة اللاعبين الأجانب الذين يخوضون فعاليات الموسم الجديد بالدوري السعودي لكرة القدم برصيد أكثر من 20 لاعباً برازيلياً، ستكون للمدرسة التونسية النصيب الأكبر في قائمة مدربي المسابقة بالموسم الجديد الذي تنطلق فعالياته اليوم.
ومن بين 15 مدرباً أجنبياً في البطولة بالموسم الجديد، يتواجد أربعة مدربين من تونس بنسبة 25 في المائة من إجمالي عدد المديرين الفنيين بالمسابقة.
في المقابل، تشهد باقي فرق البطولة ثلاثة مدربين من البرتغالي، ومدربين من كل من كرواتيا ورومانيا، ومدرباً واحداً من كل من البرازيل وتشيلي والأرجنتين وألبانيا، في حين يتواجد مدرب سعودي واحد فقط هو خالد العطوي، المدير الفني لفريق الاتفاق.