يوفنتوس في مغامرة مجهولة مع ساري... والإنتر المتجدد جاهز للانطلاق بقيادة كونتي

في آخر عامين استحدث يوفنتوس بطل إيطاليا شعاراً جديداً للنادي وتخلى عن تصميم قميصه الشهير بالأبيض والأسود وبات بشكل مختلف، لكن ربما يمثل التعاقد مع المدرب ماوريتسيو ساري أكبر تغيير على الإطلاق.
واشتهر يوفنتوس، أنجح أندية إيطاليا محلياً برصيد 35 لقباً للدوري، آخر ثمانية منها متتالية، بقدرته على الفوز دون الشعور بالقلق من كيفية حدوث ذلك. وكان المدرب السابق ماسيميليانو أليغري، الذي تولى المسؤولية في آخر خمسة مواسم، ملائماً تماماً لذلك. وكان الفريق يتحلى بواقعية شديدة وتركيزه ينصب على أداء المهمة بنجاح في أسرع وقت ممكن.
وقال أليغري في لحظة ما: «(الدفاع) هو شيء رائع مثله مثل التحركات الهجومية. أشعر بسعادة كبيرة جداً للناس التي تستطيع أن تحول كرة القدم إلى عرض، لكن بالنسبة لي إذا أردت أن تشاهد عرضاً يمكنك الذهاب إلى السيرك». وانفصل يوفنتوس عن الرجل الفائز بلقب الدوري خمس مرات في خمسة مواسم والذي قاده أيضاً إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين واستعان بالمدرب ساري الذي لا يشعر بالسعادة إلا عندما يلعب فريقه بإيقاع سريع وبالاعتماد على التمريرات القصيرة العديدة. ومثلما كانت إقالة أليغري مفاجأة بعد فوزه مع الفريق بلقب الدوري الإيطالي في المواسم الخمسة الماضية، كان التعاقد مع ساري مفاجأة، لا سيما أنه أظهر موقفاً عدوانياً شديداً تجاه الجدل بشأن إمكانية توليه تدريب يوفنتوس عندما كان مدرباً لنابولي.
وعدل ساري (60 عاماً)، عن موقفه تجاه يوفنتوس في يونيو (حزيران) الماضي بعدما قدم إليه بطل إيطاليا عقداً لمدة ثلاث سنوات ليفك ارتباطه مع تشيلسي.
وقال ساري، لدى وصوله إلى يوفنتوس: «تفاوض بطل إيطاليا معي منحني حماساً قوياً لأنني رأيت مدى إصرار النادي على اختياري مدرباً للفريق. الفوز والإقناع... اللعب الممتع وتحقيق النتائج هو أفضل الطرق لتحقيق تفاؤل الجماهير». ويمثل التعاقد مع ساري خطوة نحو المجهول بالنسبة للطرفين.
وعلى مدار ثلاثة مواسم في تدريب نابولي قدم فريق ساري السابق كرة هجومية ممتعة في الدوري الإيطالي وتنافس بقوة مع يوفنتوس. لكن عند ذكر اسمه أمام مشجعي تشيلسي الإنجليزي، حيث قضى الموسم الماضي هناك، فإنه من المرجح أن يتثاءب أغلبهم.
ورغم الفوز بالدوري الأوروبي وقيادة النادي اللندني إلى التأهل إلى دوري الأبطال فإن ساري، الذي لم يكن سبق له الفوز بأي لقب كبير، لم ينجح في تنفيذ أسلوبه الشهير في تقديم الأداء الممتع.
وتحتاج أساليب ساري إلى مران مكثف ووقت حتى تنجح، وهو الأمر الذي ربما لا يكون متاحاً بشكل كبير في يوفنتوس الذي يرى أن أي نتيجة غير تحقيق اللقب التاسع على التوالي ستعد فشلاً. ويشتهر ساري أيضاً برغبته في استخدام سياسة التناوب بين اللاعبين، وهو ما قد يسفر عن جلوس مجموعة من الأسماء البارزة والصفقات الكبيرة على مقاعد البدلاء.
وينتظر يوفنتوس من ساري تحقيق حلم الفوز بلقب دوري الأبطال الأوروبي، وهي البطولة التي غابت عن الفريق لأكثر من عقدين كاملين. ورغم النجاح السابق محلياً فإن يوفنتوس لم يترجم هذا إلى نجاح أوروبي، حيث فشل في الفوز بلقب دوري الأبطال منذ 1996.
ويعاني يوفنتوس من عدم التوازن بين إنجازاته المحلية ونظيرتها الأوروبية، حيث رفع الفريق رصيده من ألقاب الدوري الإيطالي إلى 35 لقباً مقابل لقبين فقط في دوري الأبطال الأوروبي. كما يضاعف من قسوة هذا الوضع أن الفريق خسر نهائي دوري الأبطال سبع مرات على مدار تاريخه حتى الآن، وكانت أحدث هذه الخسائر في 2015 و2017.
ولم يستطع البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو، الذي انتقل لفريق السيدة العجوز في الصيف الماضي، أن يغير من الأمر شيئاً، حيث خرج مع الفريق من دور الثمانية الموسم الماضي مثلما حدث في 2018 قبل وصوله. لكن على الجانب الآخر إذا سارت الأمور بشكل جيد فإنه يمكن أن يمنح ساري بعداً جديداً للنادي الذي يقوده البرتغالي كريستيانو رونالدو الحاصل على الكرة الذهبية خمس مرات.
وأجرى يوفنتوس تغييرات طفيفة على صفوفه لكنها مؤثرة حيث ضم الويلزي آرون رامزي والفرنسي أدريان رابيو لدعم خط وسط الفريق كما عزز دفاعه القوي بكل من الهولندي ماتياس دي ليخت والبرازيلي دانيلو وميريح ديميرال. لكن ساري سيحتاج إلى المفاضلة بين اللاعبين باولو ديبالا وماريو ماندزوكيتش وغونزالو هيغواين ودوجلاس كوستا وبيدريكو برنارديسكي وخوان كوادرادو لاختيار اثنين منهم فقط للعب إلى جوار رونالدو في خط الهجوم. وسيبدأ يوفنتوس الموسم الجديد أمام بارما يوم السبت رغم شكوك حول حضور ساري الذي أصيب بالتهاب رئوي يوم الاثنين.
ولن يكون البطل فقط هو الذي يمر بمرحلة تغيير جذري، فقد تعاقد إنتر ميلان، الذي يستضيف ليتشي يوم الاثنين، مع أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس السابق بحثاً عن إحراز لقبه الأول منذ 2010. وسيعمل كونتي مجدداً مع رئيسه التنفيذي السابق جوسيبي ماروتا ليكرر التعاون الذي أسفر عن فوز يوفنتوس بالدوري ثلاث مرات متتالية خلال الفترة من 2011 إلى 2014.
وأبعد كونتي المهاجم ماورو إيكاردي، هداف الفريق في آخر خمسة مواسم، من خططه للموسم الجديد وتعاقد مع البلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 70 مليون يورو. بالنسبة لقطب مدينة ميلانو الآخر (إيه سي ميلان) الذي أصبح شبحاً للفريق الذي أحرز لقب الدوري الإيطالي 18 مرة (آخرها عام 2011) وكان فزاعة الأندية على الساحة الأوروبية (توج بدوري الأبطال 7 مرات آخرها عام 2007)، فافترق عن لاعب وسطه السابق المقاتل جينارو غاتوزو والاستعانة بمدرب سمبدوريا ماركو جامباولو.
ووضع ميلان التأهل إلى دوري الأبطال هدفاً أمام مدربه الجديد بعد غياب ستة مواسم.
وتعاقد روما مع باولو فونيسكا، وهو مدرب لا يحمل خبرة سابقة في الدوري الإيطالي، لبناء تشكيلة جديدة ستفتقد لاعب الوسط المخضرم دانييلي دي روسي الذي قضى 18 موسماً في النادي الذي لم يتم تمديد عقده ورحل لخوض تجربه بالبرازيل. وسيكون نابولي الفريق الوحيد من المرشحين نظرياً للمنافسة على اللقب من دون تغيير على أجهزته الفنية. وقاد كارلو أنشيلوتي في عامه الأول نابولي إلى احتلال المركز الثاني مرة أخرى، إذ إنها المرة الثالثة للفريق في أربعة مواسم، وإذا نجح في اجتياز مشكلة عدم ثبات المستوى فإنه ربما ينهي صياماً عن التتويج دام 30 عاماً. ويعول نابولي على أفضلية الاستقرار الفني في ظل التغييرات التي طالت منافسيه، من أجل محاولة الفوز باللقب الإيطالي لأول مرة منذ حقبة أسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا عام 1990. ويخوض أنشيلوتي عامه الثاني من عقد الأعوام الثلاثة الذي يربطه بنابولي، وسيحاول جاهداً أن يضيف لقباً جديداً إلى خزائنه التي تضمن كؤوس الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، بينها لقب الدوري الإيطالي الذي أحرزه عام 2004 مع ميلان الذي انتقل إليه بعد أن كان مدرباً ليوفنتوس بالذات بين 1999 و2001.
ووصل ابن الـ60 عاماً إلى نابولي مع كثير من التوقعات والطموحات، لا سيما أنه مدرب متوج بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مع ميلان (2003 و2007) وريال مدريد الإسباني (2014)، إضافة إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي عام 2010. وقال أنشيلوتي الذي سيواجه فيورنتينا السبت: «الموسم الماضي كان انتقالياً. أمسكنا بالقوس، والسهم جاهز للانطلاق».
ومن أجل تنفيذ تهديده لمنافسيه، عزز أنشيلوتي صفوفه بضمه الحارسين الكولومبي ديفيد أوسبينا (من آرسنال الإنجليزي) وأليكس ميريت (أودينيزي)، والمدافعين اليوناني كوستاس مانولاس (روما) وجوفاني دي لورنتسو (إمبولي)، ولاعبي الوسط المكسيكي هيرفينغ لوزانو (إيندهوفن الهولندي) والمقدوني الشمالي إيلييف إيلماس (فناربغشه التركي).