استنزاف المياه أسفل بحيرة طبريا ينبئ بزلازل تهدد المنطقةhttps://aawsat.com/home/article/1865596/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A3%D8%B3%D9%81%D9%84-%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B7%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%8A%D9%86%D8%A8%D8%A6-%D8%A8%D8%B2%D9%84%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9
استنزاف المياه أسفل بحيرة طبريا ينبئ بزلازل تهدد المنطقة
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
استنزاف المياه أسفل بحيرة طبريا ينبئ بزلازل تهدد المنطقة
أثارت مجموعة من الزلازل التي وقعت أسفل بحيرة طبريا، البحيرة التي يقال إن السيد المسيح سار فوق مائها، تساؤلات حول مدى استدامة واحدة من مصادر المياه المحورية داخل إسرائيل. وتشير دراسة إسرائيلية، نشرتها صحيفة «تايمز» البريطانية، إلى أن النشاط البشري ربما يكون مسؤولاً عن النشاط الزلزالي غير العادي الذي وقع بالمنطقة. ويشتبه العلماء في أن ضخ قدر هائل بإفراط من المياه العذبة من الطبقات الصخرية تحت الأرض أسفل البحيرة، ربما تسبب في «خلخلة» صدع البحر الميت، وهو صدع زلزالي يمتد أسفل بحيرة طبريا والبحر الميت، ويفصل بين الألواح «التكتونية» الهائلة لشبه الجزيرة العربية وأفريقيا. ووصف أحد اختصاصي علم الزلازل، تلك التي وقعت بالمنطقة، بأنها «صيحة تحذير». ولفت تقرير الصحيفة إلى أن تلك الزلازل بدأت في سبتمبر (أيلول) 2013 عندما وقع زلزال صغير كان بقوة كافية لهز أرجاء شمال شرقي إسرائيل. وأعقبته هزات مشابهة على امتداد الأيام الأربعة التالية. وقد وقعت العشرات من الهزات الأرضية الأخرى، الصيف الماضي، بالقوة نفسها تقريباً وجرى رصدها في تتابع سريع، وتركز مركزها جميعاً أسفل بحيرة طبريا. وكان الصدع ذاته مسؤولاً عن زلازل أخرى أكبر بكثير. مثلاً عام 1927، وقع زلزال بقوة 6.25 درجة وأسفر عن مصرع ما وصل إلى 300 شخص. ويخشى علماء من أن الهزات الأخيرة من الممكن أن تشكل بداية لحدث أخطر بكثير. في هذا الصدد، قالت إيميلي برودسكي العالمة المعنية بدراسة الزلازل بجامعة كاليفورنيا سانتا كروز التي تفحصت الهزات التي وقعت في المنطقة لـ«تايمز»: «تثير الزلازل مزيداً من الزلازل، بينما يعتبر صدع البحر الميت صدعاً ضخماً قادراً على خلق زلازل كبيرة مدمرة». جدير بالذكر أن بحيرة طبريا وفرت في وقت من الأوقات ثلث احتياجات إسرائيل من الماء. وبعد النمو السكاني وتراجع معدلات الأمطار وتراجع منسوب مياه البحيرة بحدة، شجعت الحكومة الإسرائيلية السكان على الاعتماد على مصادر بديلة. وجرى خلال أواخر تسعينات القرن الماضي حفر آبار لسحب مياه من الطبقات الصخرية للماء العذب تحت الأرض. ومنذ ذلك الحين، تراجعت مستويات المياه في هذه الآبار بمتوسط نحو 50 متراً، وهو تراجع كبير أطلق العنان لمجموعة جديدة من العوامل الزلزالية، تبعاً لدراسة نشرت في دورية الأبحاث الجيوفيزيائية. ويُعتقد أن تجفيف طبقات المياه الجوفية سمح للصخور التي تقع هناك «بالاسترخاء»؛ تخفيف الضغوط التي كانت تساعد في تماسك صدع البحر الميت - جانبا الصدع أكثر حرية للانزلاق - الأمر الذي يسبب الزلازل. من ناحيته، قال أحد العلماء المهتمين بالزلازل في الحكومة الإسرائيلية، في التقرير المذكور، إنه يتعين على المسؤولين البدء في التركيز على «تحسين مستويات الاستعداد لمواجهة الزلازل ومراعاة التزام المباني بمواصفات قياسية مناسبة». وقد سبق الربط بين نشاطات بشرية وزلازل من قبل، إلا أنه في أغلب الحالات كان السبب ضخ سوائل إلى أسفل الأرض، وليس إزالتها.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.