الجامعة العربية تطلق برنامجاً تدريبياً لتعليم النازحين واللاجئين

TT

الجامعة العربية تطلق برنامجاً تدريبياً لتعليم النازحين واللاجئين

أطلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس، أعمال الدورة التدريبية حول «تنمية كفايات مدربي تعليم وتعلم الكبار للنازحين واللاجئين في الأماكن المستقرة بالدول العربية»، وذلك بمركز اليونيسكو الإقليمي (أسفك)، في مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية بدلتا مصر. وشارك في الدورة، وفود من القادة الكشفيين المتطوعين من أماكن اللجوء والنزوح في الوطن العربي، للحصول على البرنامج التدريبي الذي سيمكنهم من تدريب زملائهم الكشفيين في الأماكن المستهدفة، ليكونوا مؤهلين للقيام بمهمة محو أمية اللاجئين والنازحين، والمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة التي تهدد التقدم والنمو في الوطن العربي.
وأكدت الجامعة في بيان لها، مساء أول من أمس، أن «هذه الدورة تأتي انطلاقاً من دورها الرائد في دعم قضايا التعليم خلال فترات الأزمات، حيث تستهدف اللاجئين والنازحين من وإلى الدول العربية، وبناء على القرار الذي أصدره مجلس الجامعة في دورته السادسة والعشرين بشرم الشيخ مارس (آذار) 2015 على مستوى القمة القرار رقم 636، والذي تضمن اعتماد العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015 - 2024) عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي بجميع أشكالها (الأبجدية، والرقمية، والثقافية)، وتنفيذاً لتوصيات لجنة التنسيق العليا للعقد العربي لمحو الأمية، التي تناولت مشكلة النازحين وما يقع عليهم من أضرار نتيجة عدم استطاعتهم الوصول إلى المدارس في ظل الحروب والنزاعات المسلحة، وصعوبة الوصول إليهم لتقديم الخدمات التعليمية، وأن هذه الإشكالية تعد أحد المنابع الرئيسية التي تزيد من أعداد الأميين في الوطن العربي.
ونوهت الأمانة العامة للجامعة باقتراحها مشروع للتعاون مع «المنظمة الكشفية العربية» بحكم تواجدها الدائم في أماكن النزوح في الدول العربية ومركز اليونيسكو الإقليمي لتعليم الكبار (أسفك) بسرس الليان، والهيئة العامة لتعليم الكبار في مصر، بحيث يتم استدعاء بعض القادة الكشفيين من أماكن النزوح وتدريبهم على محو الأمية ومنحهم شهادات اجتياز دورات متخصصة في محو الأمية بالتعاون مع مركز اليونيسكو الإقليمي لتعليم الكبار (أسفك) والهيئة العامة لتعليم الكبار بمصر، ليكونوا مؤهلين لتعليم وتدريب زملائهم من القادة الكشفيين في أماكن النزوح، ليقوموا بدورهم بتولي مسؤولية محو أمية اللاجئين والنازحين العرب في أماكن النزوح ومعسكرات اللجوء في الوطن العربي.
وكانت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة، قد وقعت مذكرة تفاهم في مايو (أيار) الماضي، مع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمصر، ومركز اليونيسكو الإقليمي لتعليم الكبار (أسفك)، والمنظمة الكشفية العربية، وتهدف إلى توفير إطار تستطيع من خلاله أطراف مذكرة التفاهم القيام بأنشطة مشتركة من أجل محو أمية اللاجئين والنازحين العرب وتمكينهم من الحصول على الحد الأدنى الضروري من التعليم، ليكونوا أفراداً متحررين من الأمية قادرين على العيش والمشاركة البناءة في مجتمعات المعرفة، مع مراعاة وضعهم القانوني، ودعم وضعهم النفسي والاجتماعي، نظراً للدور الحاسم الذي يلعبه التعليم في مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء النزاع في بلادهم وتخفيف معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.