الإعدام لـ6 و«المؤبد والمشدد» لـ48 في خلية «الملثمون» الإرهابية بمصر

محاكمة «جبهة النصرة»: المتهمون تدربوا على «حرب العصابات»

TT

الإعدام لـ6 و«المؤبد والمشدد» لـ48 في خلية «الملثمون» الإرهابية بمصر

قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بمعاقبة 6 متهمين بالإعدام، و41 بالسجن المؤبد، و7 متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، ومعاقبة طفل بالسجن 3 سنوات، وانقضاء الدعوى الجنائية لمتهم، وبراءة 14 آخرين، في القضية التي يحاكم فيها 70 متهماً، وتعرف إعلامياً بـ«لجان المقاومة الشعبية» في منطقة كرداسة بالجيزة. وبحسب تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، فإن «المتهمين شكلوا خلية إرهابية باسم (لجان المقاومة الشعبية بناهيا وكرداسة)، وعُرفت باسم (الملثمون)، وذلك خلال عام 2013، ومارست نشاطها الإرهابي طوال عامي 2014 و2015».
وكانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين تهم «تأسيس وإدارة خلية أنشئت على خلاف أحكام الدستور والقوانين، كان الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وقد كان الإرهاب واستخدام العنف الوسيلة المستخدمة في تحقيق أغراض تلك الخلية، وقتل ثلاثة مجنياً عليهم، من بينهم أمين شرطة بقطاع الأمن الوطني، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة، وحيازة مفرقعات (تي إن تي)، واستعمال القوة والعنف ضد موظفين عموميين».
وأضافت التحقيقات في القضية أن «الخلية الإرهابية استهدفت مؤسسات الدولة الشرطية والعسكرية والحكومية الخدمية، وارتكب المتهمون جرائم متنوعة، مثل إضرام النيران بالوحدة المحلية ومحطة الصرف الصحي الخاصتين بقرية ناهيا، وحرق مصنع وشركة بالقرية، وكذلك إحراق المركز المحلي لمدينة كرداسة والجراج الملحق به، كما فجروا مركز شباب ناهيا، ما أسفر عن مقتل شخصين».
وفي غضون ذلك، واصلت المحكمة ذاتها، أمس، نظر محاكمة 16 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بتنظيم «جبهة النصرة». وقال أحد شهود العيان في القضية، وهو ضابط شرطة، إن المتهمين «تدربوا على كيفية استخدام الأسلحة و(حرب العصابات) وتصنيع العبوات المتفجرة».
وأضاف الشاهد في القضية، أمس، أن «المتهم محمد أحمد السيد، واسمه الحركي (أبو جعفر)، هو أحد عناصر تنظيم القاعدة، وكان مسؤولاً عن تهريب عناصر التنظيم من مصر إلى سوريا». وقبل أيام، قال مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية «إف بي آي» إنه يعتزم استجواب محمد أحمد السيد، المُقيم في البرازيل منذ العام الماضي، لارتباطه بتنظيم القاعدة. وقررت المحكمة، أمس، تأجيل القضية لجلسة 16 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد أمرت بإحالة 16 متهماً في القضية إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ. وقالت التحقيقات في القضية إنه «في غضون عام 2011 حتى 2014، تولى المتهم الأول قيادة التنظيم للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، فيما أمد المتهم الثاني التنظيم وعناصره بأموال، بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية».
وكشفت التحقيقات أن «الخلايا الإرهابية التابعة للتنظيم تم تقسيمها لمجموعات تولت رصد الأهداف المزمع استهدافها بعمليات إرهابية، وتوفير المعلومات والدعم اللوجيستي لتوفير المعدات والاحتياجات». وأظهرت التحقيقات أن «هناك مجموعة تولت عملية الدعوة إلى الأفكار الإرهابية والتكفيرية للتنظيم، وإعطاء تكليفاته إلى كوادر التنظيم لاستقطاب المزيد من العناصر الجديدة».
يأتي هذا في وقت قررت فيه محكمة جنايات الجيزة، أمس، تأجيل إعادة محاكمة 15 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث السفارة الأميركية الثانية» إلى جلسة 18 سبتمبر (أيلول) للاطلاع.
وكانت محكمة الجنايات قد قضت في فبراير (شباط) 2017 بمعاقبة متهمين اثنين بالإعدام شنقاً، ومتهم «حدث» بالسجن لمدة 10 سنوات، وعاقبت 14 متهماً حضورياً بالسجن المؤبد، كما عاقبت 6 متهمين آخرين غيابياً بالسجن المؤبد، وقبلت محكمة النقض طعن المتهمين الذين يعاد محاكمتهم، وأسندت لهم النيابة العامة تهم التجمهر، وارتكاب جرائم القتل العمد، واستعراض القوة وإرهاب المواطنين.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».