سيتي سكيب غلوبال: 3 عوامل تحمي دبي من حدوث فقاعة عقارية

استبعد خبراء عقاريون حدوث فقاعة عقارية أخرى في دبي، وذلك نتيجة للإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الإمارة الخليجية، إضافة إلى انعكاسات الاقتصاد الإماراتي بشكل عام واقتصاد دبي بشكل خاص، والبنى التحتية، مؤكدين أن الحظ لم يكن صاحب الفضل الأوفر في عودة الانتعاش للأسواق العقارية فيها.
وأكد الخبراء الذين كانوا يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» على هامش تدشين معرض سيتي سكيب غلوبال في دبي أن المقومات التي تملكها دبي من بنية تحتية وموقع جغرافي يجعل عملية الانتعاش مفسرة بعيدا عما يعتقد البعض أن السبب الرئيسي يرجع لما حدث في بعض الدول العربية، وهو ما دفع المستثمرين للاستثمار في دبي.
وكان الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني بحكومة دبي، دشن أمس رسميا الدورة الـ13 لمعرض سيتي سكيب غلوبال، بمشاركة واسعة من مختلف الشركات العالمية والإقليمية والمحلية.
وقال علي راشد لوتاه رئيس مجلس إدارة شركة نخيل العقارية أن الانتعاش الذي تعيشه دبي جاء نتيجة عمل وجهد وتوفير بيئة تنافسية، مشيرا إلى أن ما حدث مع شركة نخيل يتجاوز ما يمكن وصفه بالحظ، وهي أفضل دليل واقعي في كيفية قدرتها على تسديد ما عليها من ديون في عز الأزمة، وقال: «شركة نخيل أوفت بكل التزاماتها مع المستثمرين والدائنين».
وحول استراتيجية الشركة خلال الفترة المقبلة قال لوتاه «نعمل على بناء أصول للشركة وهو ما يشمل تركيزنا خلال الفترة الحالية»، مؤكدا أن الشركة لديها خيارات بعد الانتهاء من مشاريعها.
وأكد أن الوضع الائتماني جيد وأن الشركة لديها قدرة في حال احتاجت للسيولة، وأن البنوك متعاونة في حال رغبت الشركة في الاقتراض، في الوقت الذي أشار إلى أنهم يحاولون قدر الإمكان الاعتماد على التمويلات الذاتية للشركة.
من جهته قال زياد الشعار المدير التنفيذي لشركة داماك العقارية بأن دبي استطاعت أن تأخذ لها مكانا في خارطة السياحة والعقارات، في الوقت الذي تشهد فيه دبي نموا في القطاع السياحي والتجاري، إضافة إلى النمو الاقتصادي ونمو في التعداد السكاني.
وزاد: «إن الاستقرار السياسي الذي تعيشه الإمارات يعطي ميزة إضافية في قيمة المدينة، في الوقت الذي أنشأت الحكومة في دبي قوانين عقارية تدعم القطاع وتحميه من أي تقلبات قد تسبب أزمة».
إلى ذلك قال نيكلوس ماكلين مدير منطقة الشرق الأوسط في شركة سي بي أر إيه للاستشارات العقارية بأن السوق العقارية في دبي تشهد حركة تصحيحية، من خلال ثبات الأسعار مما يتناسب مع وضع السوق من دخل الأفراد وإمكانيات القطاع في الإمارات بشكل عام ودبي بالتحديد، مشيرا إلى أن العامل الأساسي في انتعاش دبي يرجع إلى توجهها العالمي.
وأضاف ماكلين الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» في معرض سيتي سكيب غلوبل أمس «أن أي شخص من كل مكان في العالم يأتي للسكن أو الاستثمار في دبي، وهو ما يعطي بعدا دوليا لمدينة دبي، وليس ما حدث في بعض الدول العربية أن يكون السبب الرئيسي لما عليه الإمارة في الوقت الحالي».
وأكد أن البنى التحتية العالمية التي عملت عليها الإمارة الخليجية ساهمت بشكل كبير كعامل جذب للمستثمرين، وبالتالي أصبحت وجهة لمن يرغب في الاستثمار بالأسواق الإقليمية والقارية، وبالتحديد إلى أفريقيا، موضحا أن ما يحدث من أزمات عالمية مستقبلا قد لا توثر بشكل كبير على الأسواق في دول الخليج العربي، نتيجة توافر الفرص الحقيقة.
ولفت إلى أن منطقة الخليج لا تزال واعدة وتحتوي على فرص كبيرة، وهو ما سيدفع المستثمرين العالميين للاستفادة من تلك الفرص ومن موقع دول الخليج العربي.
ويعقد المعرض، الذي يستمر حتى 23 سبتمبر (أيلول) في مركز دبي التجاري العالمي، على هامشه 3 مؤتمرات متخصصة تجمع كبار الخبراء العقاريين، بالإضافة لحفل فخم لتوزيع الجوائز يقام في فندق أرماني، برج خليفة، أطول بناية في العالم.
وتعد دورة هذا العام من معرض سيتي سكيب غلوبال، والذي يحظى بالدعم من دائرة الأراضي والأملاك بدبي، الدورة الأكبر والأضخم للمعرض منذ 5 سنوات، حيث يغطي المعرض ما مساحته 31.000 متر مربع وبمشاركة أكثر من 280 عارضا من 28 دولة حول العالم.
وقالت ليندسي ميلر، المدير التنفيذي لـ«حي دبي للتصميم»، المشروع الاستثماري التابع لتيكوم: «دبي تحتل مكانة متميزة في الوقت الحاضر لأنها خاضت فترة مثيرة قامت فيها بالإعلان عن مشاريع طموحة بدت مستحيلة للمجتمع الدولي، لكنها في الحقيقة أثبتت أنها ليست فقط تحظى بالمصداقية بل وناجحة تجاريا».
وأضافت: «بشكل عام، الإنجازات التي حققتها الإمارة تمت من قبل الكثير من شركات التطوير التي التزمت كل منها بدورها».
ويعقد سيتي سكيب غلوبال على هامشه 3 مؤتمرات متخصصة هي قمة العقارات العالمية ومؤتمر مدن المستقبل وقمة الوسطاء العقاريين، والتي من المتوقع لها أن تستقطب أكثر من 1000 شخصية من كبار الشخصيات العاملة في القطاع العقاري.
ويواصل المعرض، الذي ينظم دورته الـ13، لعب دوره كنقطة التقاء لجميع العاملين والمهتمين في القطاع العقاري من مستثمرين ومطورين ومصممين معماريين ومصممين وهيئات استثمارية وغيرهم من الخبراء العقاريين الذين يساهمون في تطوير القطاع وتنميته في الأسواق الناشئة حول العالم.
وقال فاوتر مولمان، مدير معرض سيتي سكيب غلوبال، قائلا: «النظرة العامة للقطاع العقاري في دبي تبقى إيجابية في مختلف جوانب القطاع، مدعومة بالتوقعات الاقتصادية القوية التي تتنبأ بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تزيد على 5 في المائة سنويا حتى العام 2020. ونمو أعداد زوار إمارة دبي بشكل منتظم وتوقعات باستقبال 20 مليون زائر بحلول العام 2020».
وتابع: «كل هذا انعكس أثناء تحضيراتنا لدورة سيتي سكيب غلوبال الحالية، والتي حتى الآن تعد من أنجح دورات المعرض حتى اليوم. بنمو المعرض بنسبة 25 في المائة عن دورة العام الماضي، نتوقع الترحيب بأكثر من 35 ألف مشاركة على مدار أيام المعرض الـ3، في الوقت الذي يتطلع فيه العارضون والزوار والوفود المشاركة لتعزيز علاقات الأعمال والاطلاع على أحدث التوجهات العقارية العالمية».