أثار الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية بعد أن أدلى بتصريحات، قال فيها إن حكومة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني هي «امتداد» لحكومة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكن لم يتم بث هذه التصريحات من طرف الإعلام الرسمي، وهو ما اعتبر «مصادرة» لها بدعوى أنها أثارت غضب مسؤولين في النظام الجديد.
وكان سيدي ولد سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة، يتحدث في أول مؤتمر صحافي تعقده الحكومة الجديدة منذ تعيينها قبل أسبوع، وقال ولد سالم: «هذه الحكومة امتداد للحكومة السابقة، وامتداد لنظام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز».
وكان ولد سالم يرد على سؤال لأحد الصحافيين، حول العلاقة بين الحكومة الحالية وسابقتها، وهو موضوع يثير الكثير من التساؤلات في موريتانيا، لكن الوزير رد قائلاً: «البلد بخير والحكومة عاكفة على دراسة برامجها، ولن يزعزعها الكلام، وهذه الحكومة امتداد للحكومة السابقة، وامتداد لنظام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز».
ودافع الوزير عن الحكومة الحالية، قائلا إنها «تملك القدرة على أن تعمل في ظروف حسنة وجيدة، وكل قطاع سيبدأ عمله بعد عملية تشخيص للوضعية، وإذا كانت هنالك نواقص فسيتم التغلب عليها»، وفق تعبيره.
لكن يبدو أن تصريحات ولد سالم أغضبت العديد من كبار المسؤولين في الحكومة الجديدة، خاصة أن ولد سالم من ضمن خمسة وزراء، كانوا يعملون في الحكومة السابقة مع ولد عبد العزيز، واحتفظوا بمقاعدهم مع الرئيس الجديد، وكان بقاؤهم في الحكومة مثار جدل كبير.
وبث التلفزيون الحكومي المؤتمر الصحافي للوزير الناطق باسم الحكومة يوم الجمعة، لكنه اقتطع التصريح المتعلق بوصف الحكومة الحالية بأنها امتداد للنظام السابق، كما لم تنشره الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية)، وذلك بسبب «تعليمات عليا»، قال الإعلام المحلي إنها صدرت لوسائل الإعلام الرسمية بعد بث هذه التصريحات.
ورغم الجدل الكبير الذي أثير حول تصريحات الوزير الناطق باسم الحكومة، إلا أن الموريتانيين يولون اهتماماً كبيراً بتفاصيل حياة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي غادر السلطة فاتح أغسطس (آب) الجاري، حين سلمها للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، في حدث يعد الأول من نوعه في التاريخ الموريتاني الحديث.
وغادر ولد عبد العزيز العاصمة الموريتانية متوجهاً إلى الأراضي التركية، رفقة العديد من أفراد عائلته، وهو يقيم منذ أسبوعين في مدينة إسطنبول حيث تتعالج والدته، وكتب الصحافي المصري جمال سلطان أمس أنه التقى به في ميدان تقسيم وسط إسطنبول.
وقال الصحافي المصري في تغريدة على «تويتر»، تداولها الموريتانيون على نطاق واسع: «أمس ليلاً رغبت في الاستجمام مشياً في ميدان تقسيم وسط إسطنبول، فوجدته يعج بالبشر، وفوجئت أمامي بالرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز والسيدة حرمه، بلا حرس ولا مساعدين، ولا يكاد ينتبه له أحد، يتزاحم لشراء بعض الحلوى».
وأثارت هذه التغريدة تفاعل الموريتانيين، الذين يتطلعون لمعرفة المستقبل السياسي لولد عبد العزيز، وإن كان سيعود للبلاد من أجل ممارسة السياسة، كما سبق وأن أكد في أكثر من مناسبة، أم أنه سيبقى في الخارج ليخلي الساحة لصديقه ورفيق دربه ولد الغزواني.
وحكم ولد عبد العزيز موريتانيا بعد انقلاب عسكري، نفذه وهو جنرال في الجيش عام 2008. أطاح فيه بأول رئيس مدني منتخب في موريتانيا سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، واستقال من الجيش عام 2009. وترشح للانتخابات الرئاسية التي فاز بها من الدور الأول، ليعاد انتخابه عام 2014 رئيساً لولاية ثانية.
وغادر ولد عبد العزيز السلطة في أعقاب الانتخابات الرئاسية، التي نظمت نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، والتي لم يترشح لها احتراماً للدستور، الذي يمنع ترشح الرئيس لأكثر من ولايتين رئاسيتين، رغم المطالب التي رفعها أنصاره خلال السنوات الأخيرة بدعوته لتعديل الدستور والبقاء في الحكم.
وزير موريتاني يثير جدلاً واسعاً بسبب تصريحات أغضبت النظام الجديد
ولد سالم اعتبر الحكومة «امتداداً» للإدارة السابقة
وزير موريتاني يثير جدلاً واسعاً بسبب تصريحات أغضبت النظام الجديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة