مرض غامض مرتبط بالسجائر الإلكترونية يثير قلقاً في الولايات المتحدة

السلطات الصحية بأميركا تحذر المراهقين من تدخين السجائر الإلكترونية (أ.ف.ب)
السلطات الصحية بأميركا تحذر المراهقين من تدخين السجائر الإلكترونية (أ.ف.ب)
TT

مرض غامض مرتبط بالسجائر الإلكترونية يثير قلقاً في الولايات المتحدة

السلطات الصحية بأميركا تحذر المراهقين من تدخين السجائر الإلكترونية (أ.ف.ب)
السلطات الصحية بأميركا تحذر المراهقين من تدخين السجائر الإلكترونية (أ.ف.ب)

يحقق مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة في إصابة نحو 100 حالة بمرض غامض يصيب الرئة، ويعتقد أن هذا المرض مرتبط باستخدام السجائر الإلكترونية في 14 ولاية أميركية.
وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن كثيراً من الذين أصيبوا بالمرض هم من المراهقين والشباب، وتم نقل عدد كبير منهم إلى المستشفى، وبعضهم محتجز في العناية المركزة على أجهزة التنفس.
وقالت السلطات الطبية إنه من غير الواضح ما إذا كان المرضى سيتماثلون للشفاء الكامل، فيما تم إخبار المواطنين بالبقاء في حالة تأهب بسبب إصابة رئوية خطيرة.
ومن ضمن الأعراض التي ظهرت على المرضى قبل الدخول إلى المستشفى هي صعوبة وضيق في التنفس وألم في الصدر، وقال مسؤولو الصحة إن المرضى أبلغوا عن أعراض الحمى والسعال والقيء والإسهال.
وتعمل السلطات مع الإدارات الصحية في خمس ولايات أميركية على الأقل، وهم كاليفورنيا، وإلينوي، وإنديانا، ومينيسوتا، وويسكونسن - لتحديد سبب المرض الغامض بعد «مجموعة من الأمراض الرئوية»، كما تم الإبلاغ عن استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين والشباب في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك 31 حالة على الأقل أكدها مسؤولو الدولة مصابة بالمرض الغامض، وقال مركز السيطرة على الأمراض إنه يحقق في 94 حالة محتملة في 14 ولاية.
وفي حين أن بعض الحالات تبدو متشابهة، قال مسؤولون إنهم لا يعرفون ما إذا كانت الأمراض مرتبطة بأجهزة السيجارة الإلكترونية وحدها أو بمكونات أو ملوثات معينة يتم استنشاقها من خلالها.
وقال مسؤولو الصحة إن المرضى قد وصفوا التدخين المعروف باسم Vaping) ) عن طريق تسخين مادة سائلة، وهي العملية التي ينتج عنها بخار vapor يستنشقه المستخدمون، ثم يخرجونه مرة أخرى، بمجموعة متنوعة من المواد مثل النيكوتين والمنتجات التي تعتمد على الماريغوانا و«التخمير المنزلي».
وفي تأكيد على المستوى المتزايد للقلق، يقول مسؤولو مراكز السيطرة على الأمراض إنهم يقومون بإخطار أنظمة الرعاية الصحية والأطباء في جميع أنحاء البلاد حول الأمراض وما يجب مراقبته. كما أصدرت إدارات الصحة الحكومية تحذيرات.
جدير بالذكر أن شعبية السجائر الإلكترونية نمت على مدى العقد الماضي رغم القليل من البحث عن آثارها على المدى الطويل، وفي السنوات الأخيرة، حذرت السلطات الصحية من ممارسة المراهقين دون السن القانونية لتدخين السجائر الإلكترونية.



المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.