عون بالمقر الصيفي في بيت الدين: الجروح بدأت بالالتحام

«الاشتراكي» يتبرأ من تمزيق اللافتات ويرحب برئيس الجمهورية

الرئيس ميشال عون لدى وصوله إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون لدى وصوله إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين (دالاتي ونهرا)
TT

عون بالمقر الصيفي في بيت الدين: الجروح بدأت بالالتحام

الرئيس ميشال عون لدى وصوله إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون لدى وصوله إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين (دالاتي ونهرا)

انتقل الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى مقره الصيفي في قصر بيت الدين في منطقة الشوف في جبل لبنان، وسط ترحيب «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي احتوى حادثة تمزيق اللافتات المرحبة بعون في الجبل، عشية لقاء يعقده وفد من الحزب اليوم مع عون، ترأسه ابنة النائب السابق وليد جنبلاط، داليا جنبلاط، كون والدها وشقيقها النائب تيمور جنبلاط خارج البلاد.
ووصل الرئيس عون إلى بيت الدين صباحاً، وقال في دردشة مع الإعلاميين، عما إذا كان انتقاله إلى بيت الدين يؤشر إلى أن صفحة الخلاف الماضي قد طويت، أن المشكلة ليست معه، لافتاً إلى أن الجروح بين الأطراف بدأت بالالتحام في شكل سليم.
وسُئِل عون إذا كان مرتاحاً بعد المصالحة الأخيرة في قصر بعبدا، فلفت إلى أن الإعلام هو من يجب أن ينقل أصداء المصالحة في وسط الرأي العام، مركزاً على ما تحقق أيضاً عبر الاتفاق على ورقة اقتصادية ومالية مهمة جداً؛ خصوصاً قبيل تصنيف لبنان من قبل إحدى المؤسسات المالية الدولية في 23 أغسطس (آب)، وقال: «أنا مصمم على متابعة هذه الورقة، وتنفيذها وجوباً والتزاماً، كما ورد فيها، وأتأمل تعاون الجميع لوضعها قيد التنفيذ، لا سيما أنها أُقرت بحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء. وإذا لم يكن في قدرة هؤلاء تنفيذها، فهذا يعني عدم وجود حكم».
وعن أجواء واشنطن تجاه لبنان، قال: «أنا في لبنان، وأحقق مصلحة لبنان، وقد تابعتم مواقفي في المحافل الدولية والقمم العربية»، وقال رداً على سؤال في ذكرى انتهاء «حرب تموز 2006»: «إذا تكررت الحرب علينا سيتكرر الانتصار».
وإثر استعراض سرية الحرس الجمهوري، توجه الرئيس عون إلى مكتبه، حيث التقى المستقبلين الرسميين، وتداول معهم في أوضاع منطقة الشوف، خصوصاً، والجبل عموماً. وبعد انتهاء اللقاءات، تجول عون في أرجاء قصر بيت الدين، وقاعاته وجناح الإقامة وقاعة مجلس الوزراء، وصافح عدداً من السياح الذين يزورون القصر.
ورحب «الحزب التقدمي الاشتراكي» بالرئيس عون في الجبل، وقال رئيسه وليد جنبلاط: «فوق كل اعتبار، فإن الجبل يرحب برئيس البلاد العماد ميشال عون في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين». كذلك فعل ممثل حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، الذي كتب في «تويتر»، «الجبل كل الجبل، نموذج العيش معاً، يرحب برئيس البلاد في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين».
وسبق وصول الرئيس عون إلى بيت الدين، تمزيق للافتات المرحبة به، ما استدعى تنديداً من «التقدمي الاشتراكي» وشخصيات وفعاليات سياسية أخرى، إذ وصف النائب بلال عبد الله، القائمين بتمزيق اللافتات، بـ«خفافيش الليل»، قائلاً: «خفافيش الليل من مزق يافطات الترحيب بفخامة الرئيس في إقامته بين أهله في بيت الدين، فإن جوابنا كحزب تقدمي اشتراكي لهم سيكون غداً (اليوم) مع أهل الجبل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.