كوريا الشمالية تطلق صاروخين وترفض استكمال المحادثات مع جارتها الجنوبية

وصفت الرئيس مون جاي بأنه «سليط ومضحك للغاية»

كوريا الشمالية تطلق صاروخين وترفض استكمال المحادثات مع جارتها الجنوبية
TT

كوريا الشمالية تطلق صاروخين وترفض استكمال المحادثات مع جارتها الجنوبية

كوريا الشمالية تطلق صاروخين وترفض استكمال المحادثات مع جارتها الجنوبية

رفضت كوريا الشمالية، أمس، استكمال محادثات السلام مع كوريا الجنوبية، وقامت بإطلاق صاروخين على الأقل قبالة سواحل اليابان، بالقرب من بلدة «تونغ تشون» في إقليم كانغ وون، طبقا لما ذكرته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أمس.
وألقى متحدث باسم «لجنة إعادة التوحيد السلمي للبلاد» في كوريا الشمالية باللوم على سيول في وقف المحادثات، مشيرا إلى أن قرار بيونغ يانغ بوقف المحادثات «كان بسبب أخطاء تصرفات كوريا الجنوبية». وقال بهذا الخصوص: «لم يعد لدينا شيء للتحدث حوله مع سلطات كوريا الجنوبية، وليس لدينا أي فكرة للجلوس معهم مرة أخرى».
ووصف المتحدث في بيان نقلته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أمس، رئيس كوريا الجنوبية مون جاي بأنه شخص «صفيق يتغلب عليه الخوف»، مضيفا أن «الشيء المؤكد هو أن الرئيس التنفيذي لكوريا الجنوبية مضحك للغاية لأنه يقرأ فقط ما يكتبه له موظفوه الصغار».
وجاء بيان بيونغ يانغ، عقب خطاب متلفز ألقاه رئيس كوريا الجنوبية أول من أمس بمناسبة الذكرى 74 لاستقلال بلاده، تعهد فيه مون بإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية بحلول عام 2045، وهو ما اعتبرته بيونغ يانغ خطابا استفزازيا، وقد جاء ذلك في وقت تسعى فيه إدارة ترمب إلى عقد قمة ثنائية ثالثة بين الرئيس وزعيم كوريا الشمالية.
وقد قال البيت الأبيض إنه كان على علم بعمليات الإطلاق، وإنه يتشاور مع سيول وطوكيو، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس».
في المقابل، أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أمس، أن كوريا الشمالية أطلقت «مقذوفات مجهولة الهوية»، سقطت في المياه قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة، بعد أن وصلت إلى ارتفاع نحو 18 ميلا، وحلقت على بعد نحو 142 ميلا. ويعد هذا الاختبار السادس من نوعه في شهر واحد.
وأوضح المسؤولون في كوريا الجنوبية أن هذه القذائف هي صواريخ باليستية قصيرة المدى، تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي مصممة للتهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي. فيما أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن المقذوفات الشمالية سقطت بالقرب من مياهها الإقليمية. كما أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحافيين أمس أن المقذوفين «لا تأثير لهما على أمن اليابان».
وكانت كوريا الشمالية قد صرحت مؤخرا بأنها ستتحدث فقط مع واشنطن وليس مع سيول، وأن الحوار بين الكوريتين لن يستأنف إلا إذا قدم الجنوب «سببا معقولا» حول سبب استمراره في استضافة التدريبات العسكرية مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، طالبت بيونغ يانغ نظيرتها الجنوبية بالابتعاد عن واشنطن، واستئناف المشروعات الاقتصادية بين الكوريتين التي أعاقتها العقوبات، التي فرضتها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفض الرئيس ترمب توجيه أي لوم إلى كوريا الشمالية بعد سلسلة اختبارات صاروخية أجرتها، واعتبر أن هذه الاختبارات «قياسية للغاية»، و«تخضع للسيطرة إلى حد كبير»، و«لا تنتهك اتفاق سنغافورة».
لكن بعض الخبراء يرون في المقابل أن تقليل الرئيس ترمب من أهمية اختبارات الصواريخ، التي تجريها كوريا الشمالية، وفر لبيونغ يانغ مجالاً أكبر لتكثيف أنشطتها التجريبية، ودفع أسلحتها قصيرة المدى، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز نفوذها قبل استئناف محتمل للمفاوضات، والذي قد يحدث في وقت ما بعد نهاية تدريبات الحلفاء في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأبدت كوريا الشمالية غضبا وانزعاجا شديدين من المناورات العسكرية المشتركة التي عقدت هذا الشهر بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ولطالما نظرت بيونغ يانغ إلى المناورات الحربية السنوية كبروفات لغزوها، وتزعم أن التدريبات المشتركة تشكل خرقا لاتفاق في يونيو (حزيران) الماضي، الذي وافق بموجبه ترمب على وقف مؤقت للتدريبات، التي اعتبرها «باهظة الثمن». كما أبدت بيونغ يانغ قلقها البالغ من شراء جارتها الجنوبية لمقاتلات الشبح الأميركية طراز «إف 35»، والتي سيتم تسليم دفعاتها الأولى العام المقبل.



زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، وذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين.

وبعث كيم في الرسالة تحياته بمناسبة العام الجديد إلى بوتين وجميع الروس، بما في ذلك أفراد الجيش، وعبّر عن استعداده لتعزيز العلاقات الثنائية، التي قال إن الزعيمين رفعاها إلى مستوى جديد هذا العام، من خلال مشروعات جديدة.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم «تمنى أن يُسجل العام الجديد 2025 باعتباره أول عام للنصر في القرن الحادي والعشرين عندما يهزم الجيش والشعب الروسي النازية الجديدة ويُحقق نصراً عظيماً».

وفي رسالة بمناسبة العام الجديد، وصف الزعيم الكوري الشمالي، بوتين، بأنه «الصديق الأعز»، وفق وسائل إعلام رسمية، مشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بلديهما.

وتعمقت العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين موسكو وبيونغ يانغ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ حرص بوتين وكيم على إظهار متانة علاقتهما الشخصية. ووقع الزعيمان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة بوتين إلى الشمال المعزول في يونيو (حزيران). وتلزم الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر الطرفين بتقديم الدعم العسكري الفوري للطرف الآخر في حال تعرضه للغزو.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي أرسل «أطيب التمنيات للشعب الروسي الشقيق وجميع أفراد الخدمة في الجيش الروسي الشجاع بالنيابة عن نفسه، والشعب الكوري، وجميع أفراد القوات المسلحة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». كما أعرب كيم عن «استعداده لتصميم مشاريع جديدة والدفع بها قدماً» بعد «رحلتهما المجدية عام 2024». وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، أعرب كيم أيضاً عن أمله بأن يكون عام 2025 هو العام «الذي يهزم فيه الجيش والشعب الروسيان النازية الجديدة ويحققان نصراً عظيماً».

وتتهم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ المسلحة نووياً بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لدعم روسيا في قتالها ضد أوكرانيا. ويقول خبراء إن كيم يسعى في المقابل للحصول من موسكو على تقنيات متطورة وخبرة قتالية لقواته. وأوردت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، أن بوتين بعث برسالة مماثلة إلى كيم أشاد فيها بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووقع كيم وبوتين معاهدة دفاع مشترك في قمة انعقدت في يونيو (حزيران)، التي تدعو كل جانب إلى مساعدة الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأرسلت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا، وقالت سيول وواشنطن إن أكثر من ألف منهم قُتلوا أو أصيبوا.