غراهام: «دولة داعش 2» في مخيمات سوريا

بعد أن أصدر «البنتاغون»، الأسبوع الماضي، تقريراً نوه فيه بأن قرار الرئيس دونالد ترمب بحسب القوات الأميركية من سوريا، بعد إسقاط ما يُسمى بـ«دولة الخلافة»، من أسباب عودة نشاطات «داعش»، قال، أمس (الجمعة)، السيناتور لندسي غراهام (جمهوري، ولاية ساوث كارولاينا) إن «دولة (داعش) 2» بدأت تظهر في المعسكرات التي يعتقل فيها مقاتلو التنظيم، التي يوجد فيها نازحون من داخل سوريا.
وقال: «أصبحت معسكرات النازحين داخلياً، مثل التي في معسكر الهول، عبارة عن دولة داعشية صغيرة، وأرض تجنيد خصبة لها». وأضاف: «صارت الحماية الأمنية حول المخيم ضعيفة بشكل لا يُصدّق. وصار الداعشيون يجندون الناس في المخيم ونحن ننظر إليهم».
وانتقد غراهام تردد الدول الأوروبية، بل رفض بعضها، إعادة داعشييها من سوريا والعراق. وقال: «جاء الرد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بمقاتلي (داعش) مثيراً للشفقة والخطر. إنهم يرون الأضواء الحمراء الخطيرة تضئ في الهول ومعسكرات أخرى. هذا تجاهل يتحملون مسؤوليته».
وأشار غراهام، بصورة غير مباشرة، إلى تقرير أصدره «البنتاغون»، الأسبوع الماضي، نوه فيه بأن قرار ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا من أسباب زيادة نشاطات «داعش». لكن، لم يشر غراهام إلى ترمب أو إلى تقرير «البنتاغون». ووصف التقرير جهود القوات الكردية حليفة الولايات المتحدة لمواجهة «داعش» بأنها «كفاح» يحتاج إلى دعم حكومي محلى ودولي.
وقال التقرير إن المسؤولين يعتقدون أن تنظيم «داعش» نشط في مخيم الهول، وهو من معسكرات النازحين داخلياً، شمال شرقي سوريا «حيث يقيم الآن الآلاف من أفراد (داعش)، ومن المرجح أن يعمل التنظيم الإرهابي على تجنيد أعضاء جدد من بين أعداد كبيرة من المشردين داخلياً في المعسكر».
وقال التقرير إن كثيراً من هؤلاء اللاجئين يترددون في العودة إلى ديارهم، لا سيما «إلى عراق غير مستقر بسبب الافتقار إلى الأمن، ونوعية الحياة، في أعقاب هزيمة (داعش)». وإنه، في تلك المعسكرات «توجد فرص لـ(داعش) لإنشاء ملاذات آمنة بين المتعاطفين الذين ليست لديهم أماكن أخرى يذهبون إليها».
وقال التقرير: «يستفيد تنظيم (داعش) من التوترات في العراق بين الطائفتين الشيعية والسنية، وكذلك بين الحكومة المركزية في العراق وحكومة إقليم كردستان التي تشرف على منطقة في إقليم شمالي متنازع عليها، ويطالب بها العراق». وأضاف التقرير: «بسبب نزاعاتهم مع بعضهم البعض، لا تعمل السلطات العراقية والكردية معاً في مكافحة (داعش)».
ونقل تلفزيون «إي بي سي» تصريحات اللفتنانت كولونيل إيرل براون، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الأسبوع الماضي، قال فيها إن القوات الأميركية تعمل على توفير الأمن في معسكرات الاعتقال، وأيضا على توفير المساعدات الإنسانية. وأضاف: «نضغط باستمرار على نظام الأسد، وعلى روسيا، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق لتخفيف المعاناة في بعض مخيمات اللاجئين داخلياً. لكنهم رفضوا تسهيل مساعدات الأمم المتحدة منذ فبراير (شباط)».
وقال في تصريحات أخرى لصحيفة «ميليتاري تايمز»: «نحن على استعداد لتقديم جميع الضمانات الأمنية اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، كما فعلنا في عمليات التسليم السابقة للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دمشق».