لجنة عراقية للتحقيق في حادثة ملابسات معسكر الصقر ببغداد

عبد المهدي يلغي الموافقات الخاصة بالطيران ويأمر باستكمال الخطط لنقل المعسكرات خارج المدن

الدخان يتصاعد إثر الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر في بغداد الاثنين الماضي (أ.ب)
الدخان يتصاعد إثر الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر في بغداد الاثنين الماضي (أ.ب)
TT

لجنة عراقية للتحقيق في حادثة ملابسات معسكر الصقر ببغداد

الدخان يتصاعد إثر الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر في بغداد الاثنين الماضي (أ.ب)
الدخان يتصاعد إثر الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر في بغداد الاثنين الماضي (أ.ب)

بعد أقل من أسبوع على انفجار معسكر الصقر، جنوبي العاصمة العراقية بغداد، وتضارب النتائج بشأن الانفجار، والجهة التي تقف وراءه، أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بتشكيل لجنة مشتركة من الجهات المعنية كافة؛ للوقوف على حقيقة ما حصل. كما أعلن عن إلغاء «موافقات الطيران» كافة في الأجواء العراقية، وحصرها بيده بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة.
وترأس عبد المهدي، اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني، تم خلاله اتخاذ الكثير من الإجراءات، من بينها إجراء تحقيق شامل تشترك فيه الجهات المسؤولة كافة؛ للوصول إلى تفاصيل حادث انفجار مخازن العتاد في معسكر الصقر، ورفع تقرير خلال مدة أقصاها أسبوع من تاريخه.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، إن الأوامر تضمنت «استكمال الخطط الشاملة لنقل المخازن والمعسكرات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، والحشد الشعبي أو العشائري، أو غيرها من فصائل شاركت في المعارك ضد (داعش) إلى خارج المدن، على أن تصدر الأوامر النهائية للتنفيذ، قبل نهاية الشهر الحالي لتحدد التواريخ النهائية لجعل المدن خالية من مثل هذه المعسكرات والمخازن العسكرية».
وأوضح البيان، أنه تم منع «أي تواجد لمعسكرات عسكرية أو مخازن عتاد خارج الخطة والموافقات المرسومة وسيعتبر تواجدها غير نظامي، ويتم التعامل معه وفق القانون والنظام». كما ألغى عبد المهدي الموافقات كافة الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية، بما يشمل (الاستطلاع، الاستطلاع المسلح، الطائرات المقاتلة، الطائرات المروحية، الطائرات المسيرة بكل أنواعها)، لجميع الجهات العراقية وغير العراقية»، مؤكداً في الوقت نفسه على «حصر الموافقات بيد القائد العام للقوات المسلحة حصراً أو من يخوله». داعياً جميع الجهات إلى الالتزام التام بهذا التوجيه، محذراً من أن «أي حركة طيران خلاف ذلك يعتبر طيراناً معادياً يتم التعامل معه من دفاعاتنا الجوية بشكل فوري».
كما وجّه عبد المهدي «بتعويض المواطنين عن الأضرار البشرية والمادية التي تعرضوا لها نتيجة الحادث وفق القانون». وكانت الأنباء تضاربت بشأن ما حصل في معسكر الصقر يوم الاثنين، ثاني أيام عيد الأضحى، حين عاشت مدينة بغداد عشية صعبة بسبب توالي الانفجارات بدءاً من الساعة السادسة مساءً إلى الساعة العاشرة والنصف بسبب استمرار انفجار قذائف الهاون والصواريخ التي طالت أحياء كثيرة من جانب الكرخ في العاصمة بغداد.
وفي الوقت الذي ظهرت فرضية القصف الإسرائيلي بطائرة مسيرة، فإن نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي كشف عن أن المعسكر يضم ما أسماه «أمانة من دولة جارة»، في إشارة إلى إيران والأمانة هي صواريخ باليستية، مبيناً أن الحادث ناجم عما أسماه «خيانة عراقية من الداخل». وفي ظل عدم ظهور تقرير وتشابك الأجهزة المعنية بالأمر، فإن أمر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بتشكيل لجنة مشتركة بين الجيش والحشد أزال الالتباس بشأن ذلك على أن تظهر نتائج التحقيق في غضون أسبوع.
في هذا السياق، أكد مسؤول أمني عراقي لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة يقضي بخروج كل أنواع المعسكرات داخل المدن، وفي المقدمة منها مدينة بغداد على أن تتم عملية الإخلاء للجميع في غضون شهر»، مضيفاً أن «الأمر كان صريحاً لجهة إلزامية التنفيذ؛ لأن من يبقى سوف يعامل بوصفه خارجاً عن القانون، وبالتالي لا يوجد أي عذر لإمكانية البقاء خارج المدة المحددة».
وبشأن تداعيات انفجارات معسكر صقر، يقول المسؤول الأمني، إنه «في ظل عدم اكتمال تحقيق مهني، فإن باب التكهنات يبقى مفتوحاً، خصوصاً لجهة ما قيل إنه قصف إسرائيلي، وهو أمر لم يثبت حتى الآن على وجه الدقة سواء في معسكر الصقر أو معسكري آمرلي وأشرف»، مشيراً إلى أن «جهة إسرائيلية غير رسمية لعبت على الوتر النفسي على صعيد الإعلام، ويبدو أن اللعبة استهوت هذه الجهة بعد أن وجدت أن هناك من يتعاطى معها».
ورداً على سؤال بشأن أقرب الفرضيات إلى الدقة بشأن ما حصل في المعسكر، يقول المسؤول الأمني، إن «عملية سوء الخزن بمراحلها كافة، والاستهانة بالأعتدة الموجودة لجهة خطورتها فيما لو حصل أي تساهل بأي شكل من أشكال شروط المتانة هو ما يمكن أن يكون عاملاً مرجحاً مع بقاء فرضية التخريب من الداخل قائمة لهذا السبب أو ذاك»، رافضاً الإفصاح عمن يمكن أن يقوم بعملية التخريب ولأي سبب.



اليابان: شراكتنا مع السعودية «بلا سقف» ومجلس أعلى مرتقب

السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)
السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)
TT

اليابان: شراكتنا مع السعودية «بلا سقف» ومجلس أعلى مرتقب

السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)
السفير السعودي لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر (الشرق الأوسط)

قال متحدث الخارجية اليابانية، توشيهيرو كيتامورا، إن السعودية دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، فالمملكة أهم دولة بالمنطقة وتعتبر امتداد الأمن القومي للطاقة لليابان، فيما تعد منطقة الشرق الأوسط برمتها في غاية الأهمية لليابان، من حيث موارد الطاقة والملاحة البحرية.

وأضاف توشيهيرو: «اليابان تقدر الدور السعودي الحيوي في ضمان إمدادات الطاقة، خاصة في ظل التوترات التي تنتظم العديد من مناطق العالم، بما في ذلك الأزمة الروسية الأوكرانية والتوترات الصينية التايوانية، وغيرهما من الأزمات التي انتظمت العالم».

وكشف كيتامورا عن مباحثات مستمرة مع الجانب السعودي، لترجمة فكرة التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين، مبينا استمرارية المناقشات بين الشركات اليابانية ونظيرتها السعودية، ومتطلعا إلى ترجمتها على أرض الواقع لترى النور قريبا.

وتابع: «شراكاتنا مع السعودية استراتيجية مستمرة في مختلف المجالات، خاصة في مشاريعها الكبرى الجديدة، حيث نساهم في تطوير مشروع القدية، إذ توجد شركات يابانية تعمل على إنشاء برامج ومدينة للألعاب بالقدية، فضلا عن أننا نستقبل الذكرى الـ 70 للعلاقات الثنائية، وقطعنا شوطا في شراكات جيدة في المجالات الثقافية والرياضية».

وزاد كيتامورا: «العام المقبل سنطلق معرض (إكسبو 2025 أوساكا)، وفي عام 2030 سينطلق نفس المعرض في الرياض، وبالتالي بالضرورة هناك تبادل معلومات وخبراء من السعودية للاستفادة من تجربة (إكسبو 2025 أوساكا) بنظيره في الرياض 2030، على ضوء تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، وتبادل زيارات وخبراء كما قمنا بمشاركة شبيهة في عام 2017».

ولفت كيتامورا إلى أن هناك 4 اتفاقيات بين البلدين، أولاها تستهدف تعزيز الاستثمار وحمايته، والاتفاقيتان الثانية والثالثة تستهدفان الإعفاء من الازدواج الضريبي، بغية تطوير التعاون الاقتصادي، والاتفاقية الرابعة تهتم بزيادة الرحلات بين البلدين، مشيرا إلى دراسة تجري حاليا لتحديث وتقييم عدد الرحلات دوريا.

وأوضح متحدث الخارجية اليابانية أن التجارة بين البلدين في حالة ازدهار، مبينا أن قيمة التبادل التجاري بلغت 35 مليار دولار، فيما عزا وجود عجز في الميزان التجاري من قبل اليابان إلى غلبة الاستيراد التي تتمحور في استيراد البترول من السعودية بكميات كبيرة، بينما تستورد السعودية من اليابان ما يقدر بقيمة 4 مليارات دولار.

العلاقات السعودية اليابانية

وقال متحدث الخارجية اليابانية: «إن العلاقات الثنائية بين الرياض وطوكيو بدأت في عام 1955، حيث نشأت العلاقات مع السعودية منذ تاريخ طويل، فيما يستقبل البلدان العام المقبل الذكرى الـ 70 للعلاقات الرسمية بين البلدين».

وتابع: «عندما زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اليابان في عام 2017 وجدنا فرصة للاطّلاع على رؤية السعودية 2030، وتشاركنا في ذلك الأمر الذي يعزز التعاون بين البلدين من خلال الرؤية السعودية اليابانية المشتركة 2030، ولا تقتصر العلاقات الثنائية على مجال الطاقة فحسب، إذ لدينا علاقات طيبة في الاقتصاد والثقافة والرياضة، فضلا عن السياسة».

وأضاف: «عندما زار رئيس الوزراء الياباني السابق كشيدا جدة في شهر يوليو (تموز) عام 2023، وقتها تم توقيع اتفاق في الطاقة النظيفة والهيدروجين والأمونيا ضمن (مبادرة المنارة)، حيث نقوم حاليا بإعداد المشاريع في مجالات متعددة ذات صلة، وهناك تعاون واتفاقيات بمجالات الاقتصاد والطاقة، ولكننا نعمل على توسيع التعاون بمجالات أخرى كالثقافة والرياضة».

وزاد توشيهيرو: «مع أنني لم أزر السعودية بعد، ولكن علمت أن عددا كبيرا من الشباب السعودي مولع بأعمال الرسوم اليابانية المتحركة، التي طالما تمتعت بشعبية كبيرة في المملكة، بجانب اهتمام سعودي بالأكلات اليابانية الصحية».

وأضاف: «هناك مجال أيضا للاستفادة من استثمار الطاقة الشبابية السعودية في مجالات متصلة مشتركة، للتكامل مع الفكرة اليابانية في استثمار الطاقة والخبرة الكامنة في كبار السن في اليابان، في ظل قلة الإنجاب، من خلال الدفع بتقنية جادة تتكامل في مجال التكنولوجيا والطاقة الشبابية في المستقبل».