«اليونيفيل» والاستثمار في النفط على جدول لقاء الحريري وبومبيو

TT

«اليونيفيل» والاستثمار في النفط على جدول لقاء الحريري وبومبيو

مهّد لقاء وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل مع الرئيس سعد الحريري، للقاء رئيس الحكومة مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونقلت مصادر قريبة من «المستقبل» أن هيل علّق أهمية كبيرة على لقاء الحريري في هذا الوقت، لمناقشة مجموعة من الملفات، أبرزها التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، واهتمام المؤسسات الأميركية بالاستثمار في قطاعي النفط والكهرباء.
واستهل الرئيس سعد الحريري لقاءاته، أمس، في العاصمة الأميركية باجتماع مع رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، في مقر البنك، حضره الوزير السابق غطاس خوري والمدير التنفيذي المناوب لمجلس المديرين التنفيذيين في مجموعة البنك الدولي السفير راجي الأتربي، والقائم بأعمال نائب رئيس البنك لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رباح ارزكي، ومساعدة رئيس البنك هانيا داود، وتم خلاله عرض علاقة البنك بلبنان والمشاريع التي يمولها، بحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي للحريري.
وقبل اجتماع الحريري مع بومبيو، قالت أوساط سياسية مطلعة إن «الأميركيين يقدّرون الدور القوي الذي لعبه الرئيس الحريري في إنهاء أزمة حادثة قبرشمون، وتخطي الأزمة التي نجمت عن عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء، ومعالجة تداعيات الحادثة بالأسلوب الذي اعتمده من أجل ذلك، مشيرة إلى أنهم «يثنون على أداء الحريري ونهج الاعتدال الذي يتبعه وتمسكه بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والاستقرار الذي يدعون اللبنانيين للمحافظة عليه، ويقدرون حرص الحريري على مشاركة الجميع في حكومة وحدة وطنية عنوانها (إلى العمل)».
ونقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن تلك الأوساط قولها إن الأميركيين «يؤيدون سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة، ويولون الاهتمام بالمشاركة في مشاريع (سيدر)، لا سيما تلك المتعلقة بالتنقيب عن الغاز والنفط والكهرباء». وعن ملف العقوبات أو التوجه لعزل «حزب الله»، نفت مصادر الحريري أن يكون الأميركيون تطرقوا معه لهذا الملف. واستغربت مصادر اطلعت على أجواء لقاءات الحريري مع عدد من المسؤولين الأميركيين، عشية لقائه مع بومبيو اليوم، ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن المسؤولين الأميركيين طالبوا الحريري بـ«عزل» حزب الله أو ما شابه من سيناريوهات لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، حسبما نقل «مستقبل ويب» القريب من تيار «المستقبل» عن مصادر. وأكدت المصادر أن الحريري لم يسمع خلال لقاءاته شيئاً من ذلك.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.