ضم روني إلى ديربي كاونتي... صفقة ناجحة أم مشروع تجاري؟

يتعين على واين أن يتكيف مع متطلبات اللعب والتدريب في دوري الدرجة الأولى

روني يعود إلى الدوري الإنجليزي لاعباً ومدرباً (الشرق الأوسط)
روني يعود إلى الدوري الإنجليزي لاعباً ومدرباً (الشرق الأوسط)
TT

ضم روني إلى ديربي كاونتي... صفقة ناجحة أم مشروع تجاري؟

روني يعود إلى الدوري الإنجليزي لاعباً ومدرباً (الشرق الأوسط)
روني يعود إلى الدوري الإنجليزي لاعباً ومدرباً (الشرق الأوسط)

عاد النجم الإنجليزي المخضرم واين روني، الذي يعد أفضل هداف في تاريخ المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر يونايتد، من الولايات المتحدة إلى إنجلترا مرة أخرى. وبعدما قضى روني 18 شهراً مع نادي دي سي يونايتد الأميركي، سوف يعود إلى إنجلترا مع بداية العام الجديد ليبدأ المرحلة التالية من مسيرته الكروية، كمدرب. وفي الواقع، سوف يفعل روني أكثر من ذلك، لأنه سيواصل اللعب أيضاً، بمعنى أنه سيكون لاعباً ومدرباً في الوقت نفسه.
وعند الإعلان عن انضمام روني لديربي كاونتي بداية من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، تحدث المدير الفني للفريق، فيليب كوكو، عن «المساهمة الإيجابية» التي يشعر أن روني قد يضيفها للنادي. أما بالنسبة لروني نفسه فقد تحدث عن تقديم «مساهمة كبيرة» للفريق. ويتعين علينا أن نلاحظ الفرق الصغير في اللغة التي استخدمها كل منها!
دعونا نتحدث عن إيجابيات هذه الخطوة أولاً، فقد تعاقد ديربي كاونتي مع مهاجم من طراز عالمي، ليكون إلى حدٍ كبير بديل مباشر لديفيد نوغينت، ومن المؤكد أن روني يمتلك فنيات وإمكانيات أكبر بكثير من نوغينت، رغم احترامنا التام للأخير. لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن روني لم يعد يقدم نفس الأداء الذي كان يقدمه في السابق. وقد صرح المدير الفني الهولندي لويس فان غال لصحيفة «الغارديان» في شهر يونيو (حزيران) الماضي بأن روني قد «تقدم في السن ولم يعد قادراً على العطاء بالشكل المطلوب» منذ عام 2014.
ومع ذلك، أشار فان غال إلى أنه رغم ذلك، يظل روني واحداً من أفضل لاعبيه. وقد سجل روني 44 هدفاً بقميص مانشستر يونايتد خلال الموسمين اللذين تولى فيهما فان غال قيادة الفريق. كما سجل 23 هدفاً في 42 مباراة مع نادي دي سي يونايتد الأميركي، أيضاً، رغم أن مستوى الدوري الأميركي أقل كثيراً بكل تأكيد. وبغض النظر عن عمر روني أو لياقته البدنية أو وزنه أو سلوكه، فإن الشيء المؤكد هو أنه يعرف طريق المرمى جيداً.
وعندما نتحدث عن سلوك اللاعب، فإن اللاعب قد أظهر طوال مسيرته الكروية التزاماً منقطع النظير، سواء داخل الملعب أو في التدريبات. وقد حاول المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، المعروف بطريقته التي تعتمد على القتال والشراسة، التعاقد مع روني عندما كان يتولى قيادة تشيلسي، وحتى عندما سمح لروني بالرحيل عن «أولد ترافورد» إلى إيفرتون وصفه بأنه «محترف بكل ما تحمله الكلمة من معنى»، مؤكداً على أن الفريق سوف يفتقد «خبراته وتركيزه وإصراره». وهذه هي الصفات التي يحتاج إليها بشدة نادي ديربي كاونتي في الوقت الحالي.
ويجب الإشارة إلى أن تجربة اللعب والتدريب في نفس الوقت لم تحقق نجاحاً كبيراً بصفة عامة، كما أن الأمر يزداد صعوبة عندما يكون الشخص لاعباً ومدرباً - وليس مديراً فنياً - في نفس الوقت، كما هو الحال مع روني في ديربي كاونتي، لأنه عندما يكون الشخص لاعباً ومديراً فنياً في نفس الوقت فإنه قد يدفع بنفسه في تشكيلة الفريق على حساب الآخرين، لكن عندما يكون الشخص لاعباً ومدرباً، فإن الأمر يكون محرجاً للغاية لأن المدير الفني قد يقرر ألا يدفع بهذا اللاعب والمدرب في تشكيلة الفريق، وهو ما يعني أن هذا الشخص سيشعر بالسخط والغضب، سواء بصفته لاعباً أو بصفته مدرباً، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص مثل روني، الذي حقق إنجازات هائلة.
وهناك أيضاً سؤال يتعلق بمدى قدرة روني على الاستمتاع باللعب في دوري الدرجة الأولى بعدما تألق على أعلى المستويات وحصل على أقوى البطولات والألقاب. وهناك سؤال آخر يتعلق بالمساهمة التي من الممكن أن يقدمها روني لفريق التدريب بالنادي. من المؤكد أن كوكو يرى أن روني لديه الكثير من الخبرات والتجارب التي ستفيد الفريق، لكن هل سيكون ذلك كافياً بالنسبة لشخص لا يخفي رغبته في أن يكون مديراً فنياً، وليس مدرباً ضمن الطاقم التدريبي، قريباً؟
قد تبدو الكثير من هذه المخاوف غير مرتبطة ببعضها البعض إلى حد ما، لكن هناك وجهة نظر ترى أن نادي ديربي كاونتي قد لجأ إلى هذه الخطوة لأغراض تجارية في المقام الأول، والدليل على ذلك أن مقطع الفيديو الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن التعاقد مع روني بدأ بمقطع عليه «WR32»، وهي الأحرف الأولى لاسم روني ورقم القميص الذي سيرتديه مع الفريق، لكن هذه الأحرف والأرقام تشبه إلى حدٍ كبيرٍ شعار الشركة الراعية للنادي «32Red»، فهل كان هذا من قبيل المصادفة؟
وتحدث الرئيس التنفيذي لديربي كاونتي، ميل موريس، عن المزايا التجارية لانضمام روني للفريق، قائلاً: «على خلفية انضمام واين للنادي، عُرض علينا للتو صفقة رعاية قياسية وغير مسبوقة مع الراعي الرئيسي لقميص النادي 32Red». ويبدو من الإنصاف أن نفترض أن دريبي كاونتي قد قبل هذا العرض!
من المؤكد أن التعاقد مع روني سوف يجلب الأموال لديربي كاونتي. ورغم أنه لو دفع النادي أجراً لروني يقترب من الأجر الذي كان يحصل عليه في دي سي يونايتد الأميركي، والذي يصل إلى 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، فهذا يعني أنه سيدفع الكثير من الأموال أيضاً.
إن قيام ديربي كاونتي بدفع هذه الأموال يعني أنه يتعين عليه أن يجعل روني «ظاهراً» للجميع في النادي. لكن لو هبط أداء روني، أو ألقى القبض عليه بتهمة قيادة السيارة وهو تحت تأثير الكحول، كما حدث مرتين خلال العامين الماضيين، فما الذي يمكن أن يقوم به كوكو في هذه الحالة؟
ويجب الإشارة أيضاً إلى أن كوكو لم يكن لاعباً صغيراً، وبالتالي فإنه لن يجد أي حرج في التعبير عن مشاعره الحقيقية إذا كان الأمر يتطلب ذلك. في الحقيقة، هناك العديد من الأمور التي ستحدد ما إذا كانت هذه الصفقة ناجحة أم لا، ويتعين على كوكو أن يدير هذا الأمر بكل حنكة، ولا يسعنا إلا أن نتمنى له التوفيق في هذه المهمة الصعبة!


مقالات ذات صلة

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

رياضة عالمية منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية

جوناثان ويلسون (لندن)
رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية انتر ميلان سحق فيرونا بخماسية (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: إنتر إلى الصدارة بخماسية في فيرونا

حقق إنتر ميلان فوزاً ساحقاً 5 - صفر على مضيفه هيلاس فيرونا السبت ليعتلي صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (فيرونا)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.