متاحف مصرية جديدة في المحافظات لإبراز الحضارة الفرعونية

تعتزم مصر افتتاح عدد من المتاحف الجديدة خلال الفترة المقبلة، بهدف إلقاء الضوء على الحضارة المصرية في مختلف العصور، وعرض القطع الأثرية بشكل ملائم يحكي التاريخ المصري، وإتاحة الفرصة للسّياح للتعرف على التاريخ المصري في كل المدن.
وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، في تصريحات صحافية، إنّ «مصر تعتزم افتتاح المتاحف الجديدة خلال الفترة المقبلة، حيث سيُفتتح متحف طنطا القومي في نهاية أغسطس (آب) الجاري، كما سيُفتتح متحف الغردقة القومي في النصف الثاني من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، إضافة إلى افتتاح متحف شرم الشيخ ومتحف قناة السويس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويختتم العام بافتتاح متحف كفر الشيخ.
ويحكي متحف طنطا، التي تشتهر بمولد السيد البدوي، قصة الاحتفال بالموالد وأولياء الله الصالحين عبر العصور التاريخية المصرية.
وقالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار، في تصريحات صحافية مؤخراً، إنّ «أهم ما يميز متحف طنطا فاترينة عرض خاصة تعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين، عبر عرض تمثال للمهندس إيمحوتب، وأيقونة للسيدة العذراء، وتمثال للمعبود أوزوريس»، مشيرة إلى أنّ «المتحف سيشرح للزوار تاريخ الموالد والاحتفال بأولياء الله الصالحين، ومنها الموالد في العصر الفرعوني مثل عيد الأوبت ومولد سيدي أبو الحجاج بالأقصر، ومولد شيخ العرب السيد في مدينه طنطا، وأيضاً مولد السيدة العذراء والسيد البدوي».
بينما يضمّ متحف كفر الشيخ قطعاً أثرية ترجع إلى عصور مختلفة، مما يسهم في مساعدة طلاب جامعة كفر الشيخ الملاصقة للمتحف، على الدراسة وفهم الحضارة المصرية القديمة. ويجري العمل حالياً على استكمال قاعات العرض الرئيسية في المتحف القومي للحضارة في الفسطاط، ومن بينها قاعة المومياوات الملكية التي ستعرض 22 مومياء ملكية ستُنقل من المتحف المصري في التحرير في حفل عالمي قريباً.
وقال الدكتور محمود مبروك، مستشار العرض المتحفي في وزارة الآثار، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «متحف الحضارة يروي قصة الحضارة المصرية عبر العصور، ويضم مقتنيات من بينها أقدم قطعة أثرية في مصر، عمرها أكثر من 55 ألف سنة، وهي هيكل عظمي لشاب مصري اكتُشف في قنا»، مشيراً إلى أنّ «المتحف سيعرض تاريخ التراث الشعبي، وقصة عواصم مصر، ونهر النيل».
وأضاف العناني أنّ «العمل يجري حالياً في متحف العاصمة الإدارية الجديدة». مشيراً إلى أنّه «تم الانتهاء مؤخراً من وضع سيناريو العرض المتحفي الخاص به، كما يجري العمل في متحف مدينة العلمين الجديدة». وتابع قائلاً إنّ «الحدث الأكبر العام المقبل سيكون افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تم الانتهاء من 93% من الأعمال الهندسية له»، مشيراً إلى أنه «من المقرر تنظيم حفل عالمي في افتتاح المتحف الكبير الذي يعد هدية مصر للعالم، ويعرض آثار الملك المصري توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى منذ اكتشافها عام 1922».
ونُقلت مؤخراً مقبرة توتو المكتشفَة في سوهاج إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة، واتخذت وزارة الآثار قراراً بنقل حمام تل الحير الأثري من شمال سيناء إلى متحف شرم الشيخ، كما تعمل وزارة الآثار على وضع سيناريوهات العرض المتحفي للمتاحف الجديدة.
وقال العناني: «لدينا عدد كبير من المتاحف، ونعمل على وضع سيناريو عرض متحفي لها يتيح رؤية الآثار المصرية بشكل أفضل، وفي هذا الإطار يتم نقل مجموعة من القطع الأثرية من مواقعها التي يكاد لا يراها فيها أحد إلى المتاحف التي ستصبح مزارات سياحية مهمة».
من جانبه، قال الدكتور بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «إنشاء متاحف جديدة سلاح ذو حدين»، موضحاً أنّ «المتاحف لها مزايا إيجابية، حيث تحمي وتؤمّن وتعرض الآثار والتاريخ المصري بشكل جيد».
وأضاف الشّماع أنّ «المشكلة أو الجانب السلبي للمتاحف يتعلق بالتسويق السياحي لها»، موضحاً أنّ «كثيراً من المتاحف الإقليمية الموجودة حاليا تفتقر إلى الزوار، مثل متحف مرسى مطروح الموجود في شارع رئيسي في مدينة مرسى مطروح (الساحل الشمالي لمصر)، وكذلك متحف سوهاج القومي الذي افتتح مؤخراً». وتابع أنّ «افتتاح المتاحف الجديدة أمر إيجابي، لكنّه يتطلب التنسيق مع وزارة السياحة والجهات المعنية لوضعها على الخريطة السياحية وضمان استدامة زيارتها».
في سياق متصل، تعمل وزارة الآثار حالياً على ترميم مجموعة من المتاحف المغلقة وتطويرها، تمهيداً لإعادة افتتاحها مثل متحف المركبات الملكية في بولاق أبو العلا (وسط القاهرة)، والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، الذي توقفت أعمال ترميمه نحو 8 سنوات بفعل أحداث عام 2011.
وأعلنت وزارة الآثار، مؤخراً، عن الانتهاء من وضع التصور النهائي لسيناريو العرض المتحفي الجديد للمتحف اليوناني الروماني، الذي سيضم الفسيفساء التي أُعلن مؤخراً عن اكتشافها في منطقة آثار كوم الدكة بالإسكندرية.