يشهد ملعب جامعة الملك سعود بالرياض مساء اليوم، مواجهة جماهيرية حاسمة تجمع المستضيف الهلال بمنافسه الأهلي في إياب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، بعد أن حسمت نتيجة الذهاب في جدة برباعية زرقاء مقابل هدفين.
وفيما يخوض الهلال المباراة بأفضلية كبيرة، يحتاج منافسه الذي يرفع شعار «لا مستحيل في كرة القدم»، إلى الفوز بثلاثية نظيفة، أو الفوز بنفس نتيجة مباراة الذهاب ومن ثم الاحتكام لوقت إضافي أو حتى ركلات الترجيح، وهو أمر صعب جدا بين جماهير غريمه المحلي الذي يتمتع لاعبوه بالروح العالية والانضباط التكتيكي والقدرة الفنية المتمثلة خاصة بالإيطالي سيباستيان جوفينكو والبيروفي أندريه كاريلو والهداف الفرنسي بافيتمبي غوميز الذي سجل «هاتريك» في مباراة الذهاب.
وبعد الأداء المهزوز الذي قدمه ذهابا، من المنتظر أن يجري المدرب الكرواتي للأهلي برانكو ايفانكوفيتش تغييرات في التشكيلة، لا سيما على مستوى خط الدفاع.
وصبت جماهير الأهلي جام غضبها على ايفانكوفيتش بعد الخسارة الكبيرة وطالبت الأمير منصور بن مشعل، المشرف العام على كرة القدم في النادي، بإيجاد حلول سريعة وإبرام بعض الصفقات لتدعيم الخط الخلفي قبل انطلاقة الدوري.
ومن جهته نجح الروماني رازفان المدير الفني الجديد للهلال في الاختبار الأول وحقق نتيجة رائعة خارج أرضه وبعيداً عن جماهيره، وفرض أسلوبه الفني داخل المستطيل الأخضر، وهو ما منحه تسيد شوط المباراة الثاني، وتكرار زيارة الشباك الأهلاوية في أربع مناسبات.
وعلى الأرجح لن يحدث مدرب الهلال تغييرات على قائمته الأساسية التي نجحت في تحقيق نتيجة رائعة في مواجهة الذهاب، وسيبحث عن تسجيل هدف باكر لبعثرة أوراق الضيوف، وسيدخل اللقاء بعبد الله المعيوف في حراسة المرمى، ولن يجازف بإشراك محمد البريك لاعب الطرف الأيمن بعد أن غاب عن المباراة الماضية بسبب الإصابة، وسيدفع بمحمد الدوسري اللاعب الشاب، وعلى الطرف الأيسر ياسر الشهراني، وعلي البليهي وهيون سو في متوسط الدفاع، وسيقود الثنائي محمد كنو وعبد الله عطيف خطف المنتصف في الساتر الدفاعي الأول في منطقة محور الارتكاز، ومن أمامهم الثلاثي كارليو وسالم الدوسري على الأطراف الهجومية، وجوفينكو في مهمة صناعة اللعب والدخول كمهاجم ثانٍ مع غوميز.
واتضح في المباراة الماضية نجاح الروماني في قراءة المباراة بعد مرور شوطها الأول من خلال التغييرات التي أحدثها سواءً على مستوى اللاعبين داخل أرضية الملعب، أو اللاعبين الذين استعان بهم في النصف ساعة الأخير من عمر اللقاء، حيث ضل مرمى عبد الله المعيوف بعيداً عن الخطورة الأهلاوية، بفضل الأسلوب الفني الذي اعتمد عليه والتغييرات التي أحدثها بإشراك علي البليهي على الطرف الأيسر والدفع بعبد الله الحافظ بجانب الكوري الجنوبي هيون سو، كما ضخ نواف العابد ومحمد الشلهوب بدلاء الشوط الثاني الحياة من جديد في خط المنتصف الهلالي، وهو ما منح الفريق العاصمي الأفضلية في تسيد المباراة.
وعلى العكس تماماً فشل الكرواتي برانكو مدرب الأهلي في مهمته الأولى، ولم تشفع له خبرته في الملاعب الخليجية والآسيوية بقيادة عدد من الأندية والمنتخبات، وبدأ فريقه مفككاً وعاجزاً عن مجاراة الهلال، ولم يحسن الكرواتي قراءة المباراة بعدما استغنى عن عبد الفتاح عسيري في وقت باكر من اللقاء، بعدما صنع عسيري هدفا فريقه، إلى جانب الإصابات التي لحقت بالمدافعين سعيد المولد ومحمد آل فتيل، وهو ما أجبره على إجراء تغييرات اضطرارية لخبت أوراقه الفنية.
ولم تتضح الصورة حول إمكانية مشاركة الثنائي سعيد المولد ومحمد آل فتيل في مواجهة هذا المساء، ويعمل الجهاز الطبي على تجهزيهما للمواجهة الحاسمة مساء اليوم.
ويعول الأهلاويين كثيراً على الرباعي الأجنبي عمر السومة وديغاني والصربي أليكسيتش، وجوزيف دي سوزا، في قيادة فريقهم لتحقيق انتصار يضمن لهم بولغ الدور ربع النهائي بعد غيبة طويلة، ولن تبتعد الأسماء المحلية عن محمد العويس في حراسة المرمى، وسعيد المولد على الجانب الدفاعي الأيمن وحسين عبد الغني على الجهة اليسرى، ومحمد خبراني ومحمد آل فتيل في متوسط الدفاع، وفي منتصف الميدان عبد الفتاح عسيري وسلمان المؤشر، ومن المتوقع أن يدفع بحسين المقهوي على حساب دغانيني لزيادة الكثافة العددية لمجاراة الهلاليين في منتصف الميدان.
وعرف عن الكرواتي حرصة على إغلاق كافة المنافذ الخلفية واللعب بطريقة متزنة ما بين النواحي الهجومية والدفاعية، بيد أن خطته في المباراة الماضية لم يطبقها اللاعبين بالشكل الذي رسمه، إلى جانب الإصابات التي خلطت أوراقه، حيث أكد خلال المؤتمر الصحافي أنه خسر جميع التغييرات الثلاثة بسبب الإصابات التي تعرض لها لاعبوه في شوط المباراة الثاني، وما زال يؤكد على حظوظ فريقه في بلوغ الدور المقبل رغم صعوبة الموقف.
ولن تكون مواجهة هذا المساء سهلة على الجانبين كونها حاسمة نحو بطاقة التأهل للدور ربع النهائي، ومن المؤكد أن كلا المدربين لم يرم بجميع أوراقه ولم يكشف عن نواياه في موقعة الذهاب في جدة، وسيدفعان مساء اليوم بكامل قوتهما في الـ90 دقيقة لضمان الوصول للدور ربع النهائي، غير أن الأفضلية أمسية الليلة تصب لصالح الهلال صاحب الأرض والجمهور حيث نفدت جميع التذاكر في وقت مبكر من طرحها، وهو ما يعني دعم جماهيري غفير للفريق الأزرق إلى جانب انتصاره في مباراة الذهاب بنتيجة عريضة.
وفي مباراة أخرى، تتكرر المواجهة القطرية النارية بين السد والدحيل الثلاثاء في إياب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم حيث ستكون الأفضلية للأول.
ويدخل السد بقيادة نجم وسطه السابق ومدربه الجديد الإسباني تشافي هرنانديز إلى لقاء الثلاثاء على استاد جاسم بن حمد مع أفضلية التعادل الذي حققه ذهابا خارج ملعبه 1 - 1. وبالتالي يكفيه التعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة للتأهل إلى ربع النهائي، بينما لا بديل عن غريمه الدحيل سوى الفوز أو التعادل بنتيجة 2 - 2 وصعودا.
ومن المؤكد أن المواجهة ستكون أكثر قوة وشراسة من لقاء الذهاب بما أن الخطأ أصبح ممنوعا ولا مجال للتعويض.
ويأمل السد في تخطي منافسه القوي وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، لأن الأمر لا يتعلق فقط بالاستمرار في المسابقة، بل هناك على المحك أيضا ضمان المشاركة في بطولة العالم للأندية المقررة في الإمارات خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ويسعى السد لتأكيد مشاركته في هذه البطولة التي تجمع الأندية أبطال القارات، للمرة الثانية في تاريخه بعد 2011، بغض النظر عن الفوز أو عدم الفوز ببطولة دوري أبطال آسيا كونه بطل الدوري القطري والمنظم للبطولة شرط أن يزيح الدحيل من طريقه، فيما يسعى الأخير للفوز والتأهل إلى ربع النهائي ومواصلة المشوار حتى النهاية والفوز باللقب القاري حتى ينتزع شرف المشاركة في المونديال.
ولا تسمح قوانين المسابقة في مشارك فريقين من دولة واحدة، وبالتالي، في حال تتويج الدحيل باللقب القاري، فإن وصيفه سيكون بديلا للسد في كأس العالم للأندية.
أوراق الفريقين مكشوفة وواضحة ولن تكون هناك تغييرات جذرية للقاء الثلاثاء، باستثناء غياب المدافع المغربي المهدي بن عطية عن الدحيل للإصابة في لقاء الذهاب وخضوعه لعملية جراحية في فرنسا وحاجته إلى 4 أسابيع للراحة والعلاج.
وسيعول المدرب البرتغالي روي فاريا على البديل بسام الراوي لسد الفراغ، فيما سيكون التونسي يوسف المساكني، صاحب هدف التعادل ذهابا، والبرازيلي ادميلسون مركز الثقل الهجومي للفريق.
وأكد فاريا عقب لقاء الإياب «التعادل في الذهاب لن ينقص من حظوظ الفريق في التأهل لربع النهائي، لكن علينا أن نعمل بقوة بغض النظر عن تفوق السد بإحرازه هدفا على ملعبنا».
وبعد أن نجح إلى حد كبير في اختباره الأول كمدرب للسد، يأمل تشافي التخلص من الدحيل في مباراة الثلاثاء التي قد يدفع فيها بخوخي بوعلام الذي غاب عن لقاء الذهاب لعودته المتأخرة إلى التدريبات.
ويملك تشافي الأسلحة اللازمة التي تخوله تجاوز العقبة الأولى في مسيرته التدريبية، بوجود ثلاثي الهجوم الجزائري بغداد بونجاح، حسن الهيدوس وأكرم عفيف صاحب هدف الذهاب، وخلفهم صانع الألعاب الكوري الجنوبي نام تاي هي نجم الدحيل السابق.
ورأى تشافي عقب مباراة الذهاب أنه «كنا أفضل من الدحيل ولكن هذه كرة القدم إذا لم تستغل الفرص فيضيع عليك الانتصار»، مضيفا «أنا راض عن الأداء وكان بالإمكان الفوز وهناك مباراة قادمة على ملعبنا سنسعى فيها للفوز».
ومن جهته، رأى مدير الفريق عبد الله البريك في حديث للموقع الرسمي للنادي «مباراة الغد لن تكون سهلة على الإطلاق، بالعكس، ستكون أكثر صعوبة من مباراة الذهاب، فهي المباراة الحاسمة وكلا الفريقين سيسعى لتقديم أفضل ما لديه من أجل حصد بطاقة التأهل».
وأكد «لاعبونا في أتم جاهزية لتقديم مباراة قوية وتحقيق الفوز والتأهل لربع النهائي»، رافضا الحديث عن أفضلية لفريقه لأنه «رغم أن نتيجة الذهاب تصب في صالحنا، إلا أننا نحتاج إلى مضاعفة الجهد في الإياب لاستثمار ذلك».
دوري آسيا: الهلال لتأكيد العبور... والأهلي يرفع شعار «اللامستحيل»
يلتقيان اليوم في قمة كروية جماهيرية لحسم إياب ثمن النهائي
دوري آسيا: الهلال لتأكيد العبور... والأهلي يرفع شعار «اللامستحيل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة