أرسلان: المصالحة بدأت بالسياسة واستكمالها يحتاج إلى الكثير

باسيل: لقاء بعبدا أزال العوارض الجانبية لحادثة قبرشمون

النائب طلال أرسلان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية)
النائب طلال أرسلان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية)
TT

أرسلان: المصالحة بدأت بالسياسة واستكمالها يحتاج إلى الكثير

النائب طلال أرسلان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية)
النائب طلال أرسلان خلال مؤتمره الصحافي (الوكالة الوطنية)

رأى وزير الخارجية جبران باسيل، أن لقاء بعبدا «أزال العوارض الجانبية» لحادثة قبرشمون، فيما اشترط النائب طلال أرسلان «حل كل المشكلات الداخلية الحاصلة في الجبل» لتحقيق المصالحة الجدية.
وقال باسيل في أول تعليق له على لقاء بعبدا لحل أزمة قبرشمون، أول من أمس، إن «الحدث نتج عنه غليان كان يمكن أن يؤدي إلى فتنة تجنبناها، وإلى تعطيل مجلس الوزراء تخطيناه. ما حققه لقاء بعبدا هو إزالة هذه العوارض الجانبية واستكمال المسار القضائي إلى النهاية، وهذا المهم، وإلى انتصار منطق الدولة بقيادة رئيس الجمهورية، وهذا الأهم».
وأضاف باسيل: «في الحقيقة حقق اللقاء أموراً أكثر من ذلك، نمتنع عن ذكرها ونتركها لحينها... فإلى الموعد المقبل للعمل المنتج في الحكومة وإلى اللقاء المقبل مع أهلنا في الجبل». وتعقيباً على المصالحة التي جمعته بالنائب السابق وليد جنبلاط، أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، أن اجتماع بعبدا كان جيداً ومريحاً كخطوة أولى باتجاه خطوات أخرى، لافتاً إلى أن «الرئيس ميشال عون سعى جهده للوصول إلى خواتيم يُحفظ فيها حق الشهداء وأهل الجبل وهيبة الدولة والعدالة».
وأشار أرسلان في مؤتمر صحافي إلى أنه «إذا كان المطلوب هي حلول ومصالحة جدية فهناك أسس يجب أن تقوم عليها منها حل كل المشكلات الداخلية الحاصلة في الجبل»، لافتا إلى أن «المصالحة بدأت أمس بالسياسة واستكمالها يحتاج إلى الكثير من التفاصيل»، متمنياً على الرؤساء أن يتابعوا هذه المسألة من أجل إيصال الحق إلى أصحابه.
وشدد أرسلان على «ضرورة تسليم المطلوبين والشهود كافة من جانب الحزب الديمقراطي اللبناني وجانب غيرنا»، وقال: «لا حرج لديّ أن يذهب أي شخص للتحقيق».
واعتبر أرسلان أن «خصوصية الجبل تكمن في العيش الكريم وليس في الاحتكار والاستفراد»، مشدداً على أن «خصوصية الجبل أنه جبل التنوع وجبل الوحدة الذي يضم كل شرائح المجتمع اللبناني وهو جبل كل الناس».
إلى ذلك، غرّد أمين سر «تكتل الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم، عبر «تويتر» قائلاً: «مصالحة بعبدا كشفت هشاشة المشروع السياسي الاستفزازي المتنقّل الهادف للوصول إلى بعبدا، فليبدأ مشروع بناء الجمهورية القوية الإنقاذي بدل المشروع الاستبدادي السلطوي، هذا حق الشعب على المسؤولين». في هذا الوقت، اعتبر النائب علي بزي أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان له الدور الكبير في تحقيق إنجاز المصارحة والمصالحة بين القيادات اللبنانية في بعبدا و«في توحيد الصف الداخلي ولم شمل الجميع من أجل إقفال باب الهلع والقلق وفتح صفحة جديدة من العمل الحكومي لما فيه مصلحة البلاد والعباد».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.