معارك عنيفة تحت «غطاء روسي» في جنوب إدلب

135 قتيلاً من قوات النظام السوري والفصائل منذ استئناف التصعيد الاثنين الماضي

طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)
طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)
TT

معارك عنيفة تحت «غطاء روسي» في جنوب إدلب

طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)
طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)

دارت معارك عنيفة أمس بين قوات النظام بغطاء جوي روسي من جهة، وفصائل سورية معارضة في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب (شمال غربي البلاد) من جهة أخرى، وسط أنباء عن سقوط 135 قتيلاً من الطرفين منذ عودة التصعيد الاثنين الماضي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «استمرت الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، بين الفصائل ومجموعات من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، حيث تمكنت الفصائل عبر هجوم معاكس من استعادة السيطرة على تل السكيك (جنوب إدلب)، قبل أن تعود قوات النظام وتستعيده مجدداً بغطاء جوي وبري».
ووثق «المرصد السوري» مزيداً من الخسائر البشرية جراء المعارك هذه التي تترافق مع قصف جوي وبري مكثف، إذ ارتفع إلى 12 تعداد قتلى قوات النظام والميليشيات الموالية، كما ارتفع إلى 15 مقاتلاً على الأقل، بينهم 13 من المجموعات، قضوا وقتلوا خلال المعارك ذاتها. وأشار إلى أن أكثر من 135 قتيلاً من قوات النظام والمجموعات والفصائل قتلوا جراء عودة التصعيد الأعنف إلى منطقة خفض التصعيد، بعد انهيار وقف إطلاق النار.
وتابع «المرصد السوري» أنه سجل أمس «تصعيد النظام السوري و(الضامن) الروسي لعمليات القصف الجوي والبري على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، وبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، حيث استهدفها بمئات الغارات والبراميل والقذائف منذ فجر اليوم (أمس)».
وزاد أن عمليات التصعيد هذه تأتي بعد أن وصلت قوات النظام إلى مشارف البلدات هذه خلال الأيام القليلة الفائتة، بدعم من الحليف الروسي، وأن الفصائل بدورها أرسلت تعزيزات عسكرية، وعمدت إلى تحصين مواقعها في كل من اللطامنة وكفرزيتا والهبيط.
وعلى صعيد متصل، ارتفع إلى 78 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على كل من خان شيخون وعابدين والهبيط وكفرسجنة وترملا والسكيك والخوين والتمانعة ومدايا والركايا، بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وكفرزيتا واللطامنة، بالقطاع الشمالي من الريف الحموي، بالإضافة لمحور كبانة في جبل الأكراد، كما ارتفع إلى 35 عدد الضربات الروسية التي استهدفت خلالها مناطق في الهبيط ومحيط خان شيخون جنوب إدلب، ودوير الأكراد بسهل الغاب، ومحور كبانة في جبل الأكراد، بالإضافة لكفرزيتا واللطامنة، فيما ارتفع إلى 60 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على محور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، والهبيط وعابدين ومدايا جنوب إدلب، وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، أيضاً ارتفع إلى 780 عدد القذائف والصواريخ التي استهدفت مناطق في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة لجبال الساحل وريف حلب الجنوبي.
وخلص «المرصد السوري» إلى أنه «مع سقوط المزيد من الخسائر البشرية، فإنه يرتفع إلى 3103 أشخاص من قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة (خفض التصعيد) في 30 أبريل (نيسان) الماضي».
واستأنفت قوات النظام الاثنين عملياتها القتالية في إدلب ومحيطها، بعد اتهام الفصائل العاملة فيها برفض «الالتزام بوقف إطلاق النار» الذي أعلنت عند دمشق ليل الخميس الجمعة، وبقصف قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية (غرب) المجاورة لإدلب، التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها الجوية.
وكانت دمشق قد اشترطت تنفيذ الهدنة بالتزام الفصائل بتنفيذ مضمون اتفاق توصلت إليه تركيا وروسيا في سبتمبر (أيلول)، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح.
وشهدت محافظة إدلب ومحيطها هدوءاً بموجب هذا الاتفاق، قبل أن تتعرض منذ نهاية أبريل (نيسان) لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، لم يستثنِ المستشفيات والمدارس والأسواق.
وتسبب التصعيد بمقتل أكثر من 800 مدني في القصف السوري والروسي، فضلاً عن نحو 80 آخرين في قذائف الفصائل، وفق «المرصد». كما أحصت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 400 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً في إدلب منذ نهاية أبريل (نيسان).



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.