تحرير مواقع في كتاف صعدة وتصعيد للميليشيات بالحديدة

تحرير مواقع في كتاف صعدة وتصعيد للميليشيات بالحديدة
TT

تحرير مواقع في كتاف صعدة وتصعيد للميليشيات بالحديدة

تحرير مواقع في كتاف صعدة وتصعيد للميليشيات بالحديدة

حرّرت قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في محور كتاف بمحافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي شمال غربي صنعاء، سلسلة جبال استراتيجية في مديرية كتاف، شرق صعدة، بعد معارك عنيفة، الجمعة، أسفرت أيضاً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومين من إيران.
ووفقاً لمركز محور كتاف الحكومي؛ «تمكنت القوات الحكومية، بقيادة اللواء رداد الهاشمي قائد محور كتاف، من إحكام السيطرة الشاملة على سلسلة مرتفعات جبال مسعود الاستراتيجية، المطلة مباشرة على وادي الغول وجبال العُرف الواقعة على مشارف مركز مديرية كتاف بمحافظة صعدة».
وأوضح أن «هذه التقدمات الميدانية تأتي إثر عملية خاطفة وسريعة، شنّتها وحدات قتالية عالية التدريب على مواقع تمركز الميليشيات الحوثية الانقلابية فوق سلسلة ما تبقى من المرتفعات الجبلية المحيطة بمركز المديرية»، وأن «العملية العسكرية الخاطفة أسفرت عن مصرع عدد من عناصر الميليشيات وجرح آخرين».
ولا تزال الجبهة تشهد اشتباكات وقصفاً مدفعياً من قبل الجيش الوطني على مواقع الميليشيات الحوثية الانقلابية المتحصنة داخل وادي الفحلوين، مع تحليق مكثف لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل ميليشيات الانقلاب خروقاتها وانتهاكاتها اليومية في محافظة الحديدة الساحلية (غرباً)، من خلال القصف العنيف على مواقع القوات المشتركة والأحياء والقرى السكنية، الذي تركز خلال الساعات الماضية في مناطق متفرقة جنوب وشرق مدينة الحديدة.
مصدر عسكري ميداني، قال إن «الميليشيات استهدفت مواقع متفرقة، تتمركز فيها القوات المشتركة شرق مدينة الصالح، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وشنّت قصفاً مدفعياً، واستهدافاً متواصلاً على مواقع القوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي (جنوباً)، بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120، وبقذائف مدفعية الهأوزر، بالتزامن مع القصف العنيف، صباح السبت، على مواقع الجيش في المنطقة الجبلية بمديرية التحيتا، واستخدمت الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة من عيار 12.7 وعيار 14.5 وبسلاح البيكا».
وأضاف أن «القوات المشتركة تصدت لهجوم واسع شنّته ميليشيات الحوثي على مواقعها في منطقة الحمينية في مديرية حيس (جنوباً)، في محاولتها البائسة لمحاولة التقدم باتجاه القوات المشتركة، وكبّدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح».
ونقل مركز إعلام قوات العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، تأكيد المصدر ذاته أن «الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً تواصل تصعيدها العسكري بالخروقات والانتهاكات المتواصلة، وبشكل يومي، يوضح عدم قبولها بمعاهدات السلام الأممية والمعاهدات الدولية التي وقّعت عليها، وعدم جديتها في الالتزام بمخرجات الاجتماعات الأخيرة للَّجنة الثلاثية المشتركة على متن السفينة الأممية في عرض البحر الأحمر».
وقال سكان محليون في مدينة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» أنهم «سمعوا، مساء الجمعة، انفجارات عنيفة شمال وشرق وجنوب المدينة جراء الاشتباكات بين ميليشيات الحوثي الانقلابية والقوات المشتركة وشنّ الميليشيات قصفها المتواصل على القوات المشتركة، ويبدو أنه قصف مدفعي وصاروخي شنّته الميليشيات الانقلابية على مواقع القوات، شرق مدينة الصالح، شمال شرقي مدينة الحديدة، إضافة إلى قصف طال سوق الحلقة وكيلو (16) المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، ومدينة 7 يوليو (تموز)».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.