طبعة جديدة من مراسلات جورج لوكاتش

صدر حديثاً عن دار «المدى» كتاب «مراسلات جورج لوكاتش»، التي كُتبت بين عامي 1902 و1917، وكانت موجودة في محفظة في بنك «هايدلبرغ» في ألمانيا عام 1917، وظلّت قابعة هناك من دون أن يعود إليها صاحبها، كما يروي لنا مترجم هذه الرسائل نافع معلا في تصديره للكتاب الصادر بطبعة جديدة.
وتأتي أهمية كتاب مراسلات جورج لوكاتش، المفكر الماركسي والناقد الجمالي، كونه يضم أهم المخطوطات اليدوية والمذكرات والملخصات المتبادلة بين جورج لوكاتش وبين غيره من الأدباء والمفكرين.
فبعد وفاة لوكاتش بعام ونصف، ظهر الكثير من الأعمال والوثائق الخاصة لتضاف إلى المكتبة الغنية من المؤلفات والأعمال التي توثّق لحياته الزاخرة بالإبداع.
وقام صاحب هذه المراسلات بإيداعها محفظة في إحدى الخزائن في بنك «هايدلبرغ» بألمانيا، واكتشافها ولّد صدى واسعاً في الصحافة الألمانية، لما احتوت من مخطوطات يدوية ومذكرات وملخصات مهمة.
وعلى الرغم من أنها لا تتضمن الكثير من الأفكار المضيئة حول الفلسفة أو الثقافة بالعموم، لكنها تكشف الكثير عن حياة لوكاتش وعن الوسط الذي كان يتحرّك فيه وعن صداقاته وعواطفه وطبيعته وتطوره الفكري والثقافي المبكر، لذلك كانت وثائق أساسية لكل من حاول الكتابة عن حياة وسيرة مؤلف «طريقي إلى ماركس». ويقع الكتاب في 575 صفحة.
من رسالة إلى باول أرنست:
«وأما أن كتابي حول الدراما قد نال إعجابك، فهذا ما يزيد من سعادتي. وستزداد سعادتي أكثر، حين أتمكن من معرفة ملاحظاتك، أثناء لقائنا في الخريف. إذا ما انكببت على مراجعته، فسوف أتمكن من إنجازه خلال أربعة، أو خمسة أشهر. وسيؤول أمره إلى الإصدار بعد كتاب المقالات. يبدو أن (الإصدار) مسألة أكثر صعوبة بكثير من الكتابة. إذا ما دفعه مزاجه، وتقبل (ديدريش) المقالات، فإن الكتاب الآخر سيصدر لديه، أغلب الظن. وأي ناشر آخر هو (احتياطي). كان لَمِن الخسارة، انعدام حساسيتنا البسيكولوجية الكافية. فلو قصدته لوحدك، لكنا الآن في وضع أفضل. على كل حال، أرجو أن تقول له إني مستعد لتحمل نفقات النشر كاملة، إن كان ذلك عائقاً. سأسافر الآن إلى بودابست، لترتيب بعض الشؤون هناك. عنواني: بودابست - جبل شغاب - شارع نورمانا 26. لست على يقين بعد، بأني سأسافر إلى إيطاليا. الكوليرا توقع أهلي في قلق. ولا أرغب أن ألعب بأعصابهم بهذا. تعرفت، في (5) سالزبورغ، بيير هوفمان وزرته في إيسل. لقد أثّر بي كثيراً. لم يكن (فيينياً) ولا (جمالياً) كما كنت أنتظر منه.
أليس من الأفضل أن تقضي على توعكك الدائم، بقليل من تغيير الهواء، والجو الراديكالي؟ أرجو أن تبلغ زوجتك تحياتي. تحياتي الحارة».