شرب المياه بكثرة ليس أفضل وسيلة للبقاء رطباً

شرب الكثير من الماء على معدة فارغة لا يحسن عملية تطهير الجسم من السموم (رويترز)
شرب الكثير من الماء على معدة فارغة لا يحسن عملية تطهير الجسم من السموم (رويترز)
TT

شرب المياه بكثرة ليس أفضل وسيلة للبقاء رطباً

شرب الكثير من الماء على معدة فارغة لا يحسن عملية تطهير الجسم من السموم (رويترز)
شرب الكثير من الماء على معدة فارغة لا يحسن عملية تطهير الجسم من السموم (رويترز)

يعتقد البعض أن تناول المياه بمقدار كبير ومستمر طوال اليوم يُبقي جسم الإنسان رطباً ويحميه من الجفاف، لكن ديفيد نيمان، أستاذ الصحة العامة في جامعة نورث كارولاينا للأبحاث، كشف عكس هذا الاعتقاد وقال: «إذا كنت تشرب الماء، وبعد ذلك خلال ساعتين يكون إنتاجك للبول مرتفعاً جداً، هذا يعني أن الماء لا يبقيك في حالة جيدة».
ويضيف نيمان أن الماء العادي يميل إلى الانزلاق مباشرة عبر الجهاز الهضمي عندما لا يكون مصحوباً بالغذاء أو المواد الغذائية، موضحاً أنه لا توجد استفادة قوية لشرب كميات كبيرة من الماء على معدة فارغة، وذلك وفقاً لما ذكرته مجلة «تايم» الأميركية.
وتشير الأبحاث إلى أن البول الصافي علامة على «الجفاف الزائد»، وبعض الأبحاث الأخيرة تدعم تصريح نيمان بأن استهلاك كميات كبيرة من المياه ليس هو أفضل وسيلة للبقاء رطباً.
يقول نيمان: «الأشخاص الذين يشربون زجاجات المياه كثيراً بين الوجبات من دون طعام، فإنهم على الأرجح يتبولون أكثر من العادي».
كذلك، فإن الفكرة الشائعة المتمثلة في أن استهلاك الماء بكميات كبيرة يطرد السموم أو المواد غير المرغوب فيها من الجسم هي حقيقة ليست صحيحة بالكامل، في حين أن البول يُخرج النفايات خارج الجسم بالفعل، ولكنّ شرب الكثير من الماء على معدة فارغة لا يحسّن عملية التطهير هذه.
ويضيف نيمان أنه، وفي بعض الحالات النادرة، قد يكون الاستهلاك المفرط للمياه ضاراً خصوصاً بين الرياضيين أو الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لساعات، إذا كانوا يشربون الماء فقط، فيمكنهم خسارة الكثير من الصوديوم في بولهم، مما يؤدي إلى خلل في مستويات الصوديوم في الجسم.
وعلى الرغم من أن نقص الصوديوم والإفراط في استهلاك المياه لا يشكلان مصدر قلق كبير لغير الرياضيين، فإن هناك طرقاً أفضل للحفاظ على ترطيب الجسم والدماغ بدلاً من شرب الماء طوال اليوم.
يقول نيمان إن شرب الماء (أو أي مشروب آخر) قليلاً يمنع تعرض الكلى للحمل الزائد في عملها، وبالتالي يساعد الجسم على الاحتفاظ بمزيد من المياه الصافية «إتش تو أو».
وفي دراسة أُجريت عام 2015 في مجلة «American Journal of Clinical Nutrition»، قارن الباحثون بين آثار الترطيب على المدى القصير لأكثر من عشرة مشروبات مختلفة، بدايةً من الماء العادي والمشروبات الرياضية إلى الحليب والشاي وصولاً إلى «محلول معالجة الجفاف» المصنوع خصيصاً لمواجهة الجفاف.
وبناءً على تحليلات البول التي تم جمعها من متطوعي الدراسة، خلص الباحثون إلى أن العديد من المشروبات بما في ذلك الحليب والشاي وعصير البرتقال كانت أكثر ترطيباً من الماء العادي.
وبطبيعة الحال، لا أحد يوصى بترك شرب الماء واستبدال الحليب والقهوة به، فالماء لا يزال مرطباً. ولكنّ مؤلفي دراسة عام 2015 كتبوا أن هناك العديد من «عناصر المشروبات» التي تؤثر على مقدار الماء الذي يحتفظ به الجسم.
وتشمل هذه المواد الغذائية محتوى الشراب من عناصر والمعادن وكذلك وجود عوامل مدرّة للبول.


مقالات ذات صلة

صحتك جانب من الحضور

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

تُختتم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (أبوظبي)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.