قيادي «النهضة» الجلاصي: لن نحتكر الرئاسات الثلاث في تونس

عبد الحميد الجلاصي
عبد الحميد الجلاصي
TT

قيادي «النهضة» الجلاصي: لن نحتكر الرئاسات الثلاث في تونس

عبد الحميد الجلاصي
عبد الحميد الجلاصي

أكد عبد الحميد الجلاصي، القيادي بحزب حركة النهضة الإسلامية عضو مجلس الشورى في تونس، أن الحركة «ستحافظ على الحكم التشاركي، ولن تحتكر الرئاسات الثلاث، إذا ما حققت الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وقال الجلاصي في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، غداة تقديم مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، أمس، أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، إن الحزب «لن يبحث عن التغول، واستهداف المواطن الرئيسية للسلطة، بل سيبقي على الحكم التشاركي».
وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها الحزب، الذي يملك أكبر كتلة في البرلمان، مرشحاً لمنصب الرئيس منذ أول انتخابات ديمقراطية بعد ثورة 2011، ما يعني منافسته مبدئياً على الرئاسات الثلاث: رئاسة الجهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان.
وأضاف الجلاصي موضحا: «انتهينا من التمييز بين مواطنين درجة أولى ومواطنين درجة ثانية. هناك اليوم حزب كبير في البلاد لم يتقدم للمراكز الأولى التي هي من حقه، حيث أخذنا بعين الاعتبار مسألة التدرج والاندماج والتطبيع السياسي والاجتماعي».
وتابع عضو مجلس الشورى، وهي الهيئة الأعلى في الحركة: «سننافس وسنخوض المعركة باعتماد البرامج، وسنكون هادئين... وحركة النهضة تعتبر أن الحكم التشاركي هو الوصفة المثالية في بلدنا خلال السنوات العشر المقبلة على الأقل».
وكانت «النهضة» قد فازت بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي لعام 2011، ودعمت حينها حليفها في البرلمان المنصف المرزوقي، رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ليشغل منصب رئيس الجمهورية عبر تزكيته في البرلمان. وعينت الحركة القيادي في الحزب آنذاك حمادي الجبالي رئيساً للحكومة، قبل أن يستقيل، ثم من بعده القيادي علي العريض. لكن الحزب تنحى بعد ذلك عن الحكم بسبب احتجاجات شعبية. وبعد حوار وطني لمصلحة حكومة مستقلة، قادت الحركة انتخابات 2014 التي حلت فيها بالمرتبة الثانية. ورغم أنها لم تقدم مرشحاً في الرئاسية التي فاز بها الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، فإنها شاركت في حكومة ائتلافية حتى اليوم.
وبخصوص الأهداف الرئيسية للحزب في انتخابات 2019، أوضح الجلاصي: «هدفنا الأساسي الانتخابات التشريعية، وسنخوض الرئاسية. ونأمل أن يفوز مرشحنا، وإذا فاز سيكون هناك فيما بعد توزيع عقلاني للسلطة في وزارات السيادة. في تونس، لدينا خبرة في تحييد الوزارات الرئيسية، الدفاع والخارجية والداخلية».
وحول توزيع السلطات بعد الانتخابات، أكد الجلاصي أن «النهضة لن تكون في الرئاسات الثلاث. هذا غير ممكن حسب القانون الانتخابي، وغير ممكن من الناحية السياسية، حتى لو منحها الناخبون الأغلبية. النهضة في سياق الحكم التشاركي».
كما أوضح الجلاصي أن «الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تتطلب كتلة تاريخية اجتماعية وسياسية واسعة. نحن منفتحون، وليس لدينا تحفظ ضد أي حزب يؤمن بدستور الجمهورية الثانية والتعايش».



خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
TT

خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)

يخشى فلسطينيو قطاع غزة الذي مزقته الحرب من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للضغط على حركة «حماس» للموافقة على شروطها لتمديد وقف إطلاق النار.

ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، كان تأثير إعلان إسرائيل قرارها (الأحد) فوريا وانعكس بشكل مباشر على الأسواق في شتى أنحاء القطاع، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية رغم محاولات الهيئات المحلية التي تديرها «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) الإبقاء عليها مستقرة، حسبما أفاد المتسوقون والعاملون في مجال الإغاثة «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بلال الحلو في سوق مكتظ في مدينة غزة: «هناك شعور عام بالقلق والخوف، توافد اليوم كثير من الناس لشراء ما يحتاجونه والأسعار ارتفعت كثيرا... وسترتفع أكثر فأكثر» مع بقاء المعابر مغلقة.

وأضاف: «سعر كيلو السكر اليوم 10 أو 12 شيقلاً (3 دولارات)»، وهو أغلى بأكثر من مرتين مما كان عليه قبل الحرب، «الغلاء يزيد والناس خائفة من نقص الطعام».

وقال عدلي الغندور: «الأسعار ارتفعت بنسبة 80% حتى الآن، وإذا بقي المعبر مغلقا، فسترتفع الأسعار بنسبة 200%».

حول المتسوقين، كانت البسطات ممتلئة بالخضار والفاكهة وغيرهما من المنتجات التي دخلت القطاع وفق تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار التي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) وانتهت رسميا السبت، أول أيام رمضان.

وعرض التجار أيضا زينة رمضان من الفوانيس الصغيرة ولافتات كُتب عليها «رمضان كريم»، بينما كان باعة الحلوى يعدون القطائف.

ليس حلاً

قالت كارولين سوغان، منسقة الطوارئ لدى منظمة «أطباء بلا حدود» في غزة، إنه تم إرجاع الشاحنات التي كانت من المفترض أن تصل الأحد بحمولتها. وأضافت الإثنين «تمكنا من إدخال بعض الشاحنات خلال الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، لكن ذلك ليس حلاً دائماً» للوضع الإنساني في غزة.

على الرغم من تجديد جزء من مخزون المنظمة من المستلزمات الطبية، فإن إسرائيل لم تسمح بدخول مواد أساسية أخرى مثل المولدات ومعدات تحلية المياه لأنها تصنفها مواد «ثنائية الاستخدام» وقد تستفيد منها الفصائل الفلسطينية لصنع الأسلحة.

أضافت سوغان أن «المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار بينما يحتاج سكان غزة إلى المساعدة».

وفي مدينة جباليا شمال القطاع، يعيش النازحون الذين عادوا فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في خيام نصبتها الجمعيات والمنظمات الخيرية على قطعة أرض أزيلت منها الأنقاض والركام، تحيط بها مبان دمرها القصف والغارات الجوية.

وقال القيادي في «حماس» أسامة حمدان، اليوم الاثنين، إن 15 منزلا متنقلا دخلت القطاع من أصل 65 ألفا كان يفترض دخولها خلال وقف إطلاق النار.

ولم ترد وكالة «كوغات» التابعة للحكومة الإسرائيلية والمسؤولة عن تنظيم تدفق المساعدات إلى غزة على استفسار «وكالة الصحافة الفرنسية» بهذا الشأن.

إحباط تام

سوغان أيضا قالت إنها لاحظت زيادة فورية في الأسعار في أسواق غزة، بما في ذلك البيض الذي ارتفع سعره بنسبة 150%.

لكن ما يزيد من صعوبة الأمر، وفق سوغان، هو أن وقف المساعدات يوجه ضربة مؤلمة للغزيين الذين «يشعرون بإحباط تام»، متحدثة عن زملائها في غزة الذين صمدوا طوال 15 شهرا من الحرب المدمرة. وقالت: «هم يخشون العودة إلى ما كانت عليه الحال في نوفمبر (تشرين الثاني) - ديسمبر (كانون الأول)... عندما كان يتعذر العثور على الخبز ولم يكن هناك أي لحوم في المدينة».

لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اتهم «حماس» بتجميع المؤن، وقال إن الحركة لديها «ما يكفي من الطعام للتسبب بوباء السمنة... الإمدادات موجودة لكن (حماس) لا تشاركها مع الناس».

وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» بشأن استمرار الهدنة إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة.

وتضغط إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في حين تطالب «حماس» بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنص على انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب.