مصر: ترجيحات باستخدام منفذي «انفجار معهد الأورام» تطبيق «تليغرام»

خبراء أكدوا اعتماد الجناة عليه لصعوبة الوصول لمستخدميه

مدخل معهد الأورام بعد التفجير الإرهابي الذي تعرضت له واجهته الأحد الماضي (رويترز)
مدخل معهد الأورام بعد التفجير الإرهابي الذي تعرضت له واجهته الأحد الماضي (رويترز)
TT

مصر: ترجيحات باستخدام منفذي «انفجار معهد الأورام» تطبيق «تليغرام»

مدخل معهد الأورام بعد التفجير الإرهابي الذي تعرضت له واجهته الأحد الماضي (رويترز)
مدخل معهد الأورام بعد التفجير الإرهابي الذي تعرضت له واجهته الأحد الماضي (رويترز)

وسط ترجيحات بتواصل منفذي «انفجار معهد الأورام»، في مصر، عبر تطبيق «تليغرام»، بثت وسائل إعلام مصرية تسجيلاً صوتياً يشير إلى تواصل الجناة عبر التطبيق. التسجيل الصوتي جاء في أعقاب نشر وزارة الداخلية المصرية فيديوهات عن عملية تتبُّع السيارة التي استُخدمت في الحادث، والكشف عن هوية منفذ الحادث، واعترافات لأحد عناصر حركة «حسم».
في حين أكد خبراء في الحركات الأصولية لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتماد الجناة على (تليغرام) لصعوبة الوصول لمستخدميه، والتطبيق يُعد الأكثر تداولاً الآن بين (الإرهابيين) عقب محاصرة الدول لـ(تويتر) و(فيسبوك)».
التسجيل الصوتي المتداول كان بين شخص يحمل اسماً حركياً يُدعى محمد عليش وشخص آخر يُدعى إبراهيم خالد (شقيق «منفّذ انفجار معهد الأورام»). وقالت وزارة الداخلية إن «(عليش وإبراهيم) ينتميان لحركة (حسم)، ومتورطان في تفجير معهد الأورام»، وخلال التسجيل، سأل «عليش»، «إبراهيم»، عن شقيقه «منفذ الحادث»، فنفى الأخير معرفته بمكانه، قائلاً: «لم أتمكن من التوصل معه».
وكشفت وزارة الداخلية عن أن عضو حركة «حسم»، عبد الرحمن خالد، هو منفّذ «انفجار معهد الأورام»، وهو متهم هارب من إحدى القضايا عام 2018، المسماة بـ«طلائع حسم».
وسبق أن فتح ظهور أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، على «تليغرام»، دون غيره من منصات التواصل التي اعتاد التنظيم الظهور عليها، بعد 5 سنوات من الاختفاء، باب الترجيحات بأن يكون التطبيق البديل الآمن الآن لـ«المتطرفين» في جميع التنظيمات الإرهابية.
وقال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن «(تليغرام) يتميز عن (فيسبوك) و(تويتر) بأنه التطبيق الوحيد الذي يعمل من خلال (الإيميل)، ويتميز بالتشفير العالي، الذي يزيد من صعوبة الوصول لمستخدمه أو تتبع رسالته، ولا يوجد عليه أي رقابة».
ويُشار إلى أن المكافحة الإلكترونية التي شنتها إدارات «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، إضافة إلى هجمات القرصنة الإلكترونية لمواقع «المتطرفين»، خلال الأشهر الماضية، أدَّت إلى فرارهم إلى «تليغرام». وأكد عمرو عبد المنعم، الباحث في الحركات الإسلامية، أن «عدد (الإرهابيين) الذين غادروا (تويتر) إلى (تليغرام) نحو 20 إلى 50 ألفاً»، مضيفاً أن «(تليغرام) هو التطبيق الآمن الآن لـ(الإرهابيين)، لأنه لا يخضع للتتبع من قبل أجهزة أمن الدول، ويصعب اختراقه والسيطرة عليه من قبل الأجهزة الأمنية».
وأكد الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر أنه «لا شك أن التنظيمات المتطرفة تستغلّ وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في نشر أفكارها وقناعاتها، وجلب الشباب إليها، لعلمهم بحالة الإدمان التي وصل إليها آلاف الشباب للإنترنت».
وكشفت وزارة الداخلية المصرية، الليلة قبل الماضية، ملابسات حادث التفجير الإرهابي بمحيط «معهد الأورام» (وسط القاهرة)، الذي وقع، مساء الأحد الماضي، وراح ضحيته ما لا يقل عن 20 قتيلاً و47 مصاباً. كما أعلنت مقتل 15 من عناصر حركة «حسم» المتهمة بالتخطيط للحادث.
وبحسب بيان أصدرته الوزارة، فإن منفذ الحادث يُدعى عبد الرحمن خالد، واسمه الحركي «معتصم»، مواليد 1995، بمحافظة الفيوم (جنوب العاصمة)، وهو هارب من أمر بضبطه على ذمة إحدى القضايا الإرهابية لعام 2019، المعروفة بـ«طلائع حسم».
وأكدت الداخلية أنه جاء التوصل إلى منفذ التفجير من خلال «تحليل البصمة الوراثية ومقارنتها نظيرتها مع أفراد أسرته»، وفقاً للبيان الذي أوضح أن عمليات الفحص والتتبع توصلت لتحديد خط سير السيارة قبل التنفيذ، وتم تحديد عناصر الخلية العنقودية، حيث تم استئذان نيابة أمن الدولة لضبطها.
ووفقاً لبيان الداخلية المصرية، تم ضبط المتهم إبراهيم خالد، الذي أدلى بمكان اختباء إسلام قرني، المتهم في قضية صناعة متفجرات بمنطقة التبين بحلوان (جنوب القاهرة)، وحاول الهرب وتمكين إبراهيم خالد من الهرب معه، وأطلقا النار على القوات، وتم التعامل معهما، ولقيا مصرعهما. وقالت الداخلية إنها «حددت وكرين اتخذتهما العناصر، أحدهما مبنى مهجور بمركز إطسا، بمحافظة الفيوم، والآخر شقة اجتماعية في منطقة (الشروق 3) بالقاهرة، وتم استهدافهما». وأضافت الداخلية: «بمداهمة الوكر الأول، تم التعامل معهم ومصرع 8 عناصر من الخلية الإرهابية، وبمداهمة الوكر الثاني تم التعامل المسلح معهم وأسفر عن مقتل 7 من عناصر الخلية الإرهابية».
وكانت وزارة الداخلية قد أشارت فور وقوع الحادث إلى أن الانفجار نتج عن اصطدام إحدى السيارات بمنطقة قصر العيني أمام «معهد الأورام»، بثلاث سيارات أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه، وبفحص السيارة تبين أنها إحدى السيارات المبلَّغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، كما أشار الفحص الفني إلى أن السيارة كانت بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها. واتهمت الوزارة حركة «حسم» التابعة لـتنظيم «الإخوان» بتجهيز تلك السيارة استعداداً لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».