مسؤولون أميركيون في بيروت منذ التسوية الرئاسية

مسؤولون أميركيون في بيروت منذ التسوية الرئاسية
TT

مسؤولون أميركيون في بيروت منذ التسوية الرئاسية

مسؤولون أميركيون في بيروت منذ التسوية الرئاسية

> فتحت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى البيت الأبيض ولقاؤه الرئيس الأميركي دونالد ترمب باباً لتفعيل الحضور الأميركي في المشهد السياسي اللبناني على خط المساهمة في ترسيم الحدود البحرية وحل أزمة النزاع الحدودي - البحري مع إسرائيل، الذي حال دون استخراج لبنان لنفطه وغازه من البحر المتوسط حتى الآن.
ومنذ التسوية الرئاسية، زار لبنان وزيران للخارجية الأميركية هما ريكس تيلرسون ومايك بومبيو. كذلك شهد زيارات مكوكية لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى آنذاك السفير ديفيد ساترفيلد تنفيذاً لوساطة أميركية بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية، وأيضاً شهد زيارات لوكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، ونائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوشتاين.

تاريخ الانخراط الأميركي في لبنان
> سجلت ثلاث محطات تدخلت فيها واشنطن في لبنان بشكل مباشر، اثنان منهما حملا الطابع العسكري في العامين 1958، والثالث حمل الطابع السياسي دعماً لإخراج الجيش السوري من لبنان في عام 2005.
في عام 1958، اندلعت أزمة سياسية بسبب توترات سياسية ودينية في البلد، وتمثلت في انقسامات مسيحية وإسلامية، تدخل فيها الجيش الأميركي ليخفف التوتر ولمساعدة الحكومة اللبنانية وحماية الأميركيين في لبنان. يومذاك، استجاب الرئيس الأميركي دوايت ديفيد أيزنهاور، لطلب الرئيس كميل شمعون الموالي للغرب، وحصل الإنزال في 15 يوليو (تموز) 1958. وكان هذا أول تطبيق لـ«مبدأ أيزنهاور» الذي أعطى الحق لأميركا بالتدخل في الدول المهددة بالشيوعية. وكان الهدف من العملية دعم حكومة كميل شمعون الموالية للغرب المهدّدة من سوريا ومصر (الجمهورية العربية المتحدة). ولقد انسحب الجيش الأميركي في أكتوبر (تشرين الأول) 1958 بعد ولاية شمعون الرئاسية.
وفي عام 1983، حصل اتفاق على خروج القوات الفلسطينية والإسرائيلية من بيروت، ومجيء قوات متعددة الجنسيات مكانها، التي تُعد قوات «المارينز» الأميركية جزءاً منها، إلى جانب قوات فرنسية وإيطالية، لضمان الانسحاب الإسرائيلي من بيروت بعد غزو لبنان، وانتهت بانسحاب قوات «المارينز» من بيروت بعد استهداف مقرها بتفجير أسفر عن سقوط 241 قتيلاً.
وفي عام 2005، دعمت الولايات المتحدة سياسياً الحراك السلمي اللبناني الداعم لخروج القوات السورية في بيروت، ضمن «انتفاضة 14 آذار».



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»