حملة إقالات في {المركزي} التركي بعد عزل محافظه السابق

استمرار العجز في الحساب الجاري

البنك المركزي التركي (رويترز)
البنك المركزي التركي (رويترز)
TT

حملة إقالات في {المركزي} التركي بعد عزل محافظه السابق

البنك المركزي التركي (رويترز)
البنك المركزي التركي (رويترز)

شهد البنك المركزي التركي أكبر حركة تغييرات في قياداته خلال السنوات الأخيرة، بعد أسابيع من قرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعزل محافظه السابق مراد شتينكايا، وتعيين نائبه مراد أويصال مكانه، بسبب خلافات شديدة معه بشأن خفض سعر الفائدة.
وكشفت مصادر بالبنك، أمس (الجمعة)، عن 9 مسؤولين كبار، على الأقل، أقيلوا من مناصبهم في البنك. ونقلت وكالة «بلومبرغ»، عن مسؤولين في البنك، لم يُكشَف عن اسميهما، أن مدير الأبحاث في البنك ورئيس الإدارة المصرفية ورئيس قسم إدارة المخاطر ومدير التحول المؤسسي، بين المسؤولين الذين أقيلوا من مناصبهم.
وقال المسؤولان إن حركة الإقالات ركَّزت على المسؤولين الذين عينهم محافظ البنك السابق مراد شتينكايا من خارج البنك، ولم يتم إعلان سبب رسمي لإقالتهم. كان الرئيس التركي عزل شتينكايا في 6 يوليو (تموز) الماضي، بسبب رفضه خفض سعر الفائدة، بسرعة كافية. وبعد ذلك تمت إقالة 4 مسؤولين كانوا من أعضاء لجنة السياسات النقدية الذين تمسكوا ببقاء سعر الفائدة الرئيسي عند مستوى 24 في المائة، ووافقوا على الإبقاء عليه عند هذا المستوى.
وتوقعت مصادر بالبنك أن تستمر الإقالات في صفوف قياداته بعد صدور تقرير التضخم، لشهر يوليو الماضي، الذي أعلن في مطلع أغسطس (آب) الحالي، وكشف عن عودة التضخم إلى اتجاه الصعود ليسجل 16.65 في المائة في يوليو، مقارنة بنسبة 15.72 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي، وذلك بعد انتهاء تخفيضات ضريبية على بعض السلع.
كان قرار رفع سعر الفائدة إلى مستوى 24 في المائة في سبتمبر (أيلول) 2018 أحد الإجراءات التي اتخذها البنك للسيطرة على التضخم الجامح، الذي تخطى حدود 25 في المائة في أعقاب هبوط الليرة بنسبة 30 في المائة. وأثار قرار عزل شتينكايا، الذي كان مقرراً أن يستمر في منصبه حتى العام المقبل، بسبب رفضه أوامر إردوغان بخفض سعر الفائدة، مخاوف كبيرة بشأن استقلال البنك.
كان محافظ البنك المركزي الجديد، أشرف، بعد مرور أقل من 3 أسابيع على تنصيبه من قبل إردوغان، على خفض بنسبة 425 نقطة أساس في سعر الفائدة الرئيسي إلى 19.75 في المائة، وسط انقسام الاقتصاديين حول إلى أي مدى سيذهب البنك المركزي في الخفض.
في السياق، قال فائق أوزتراك نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض المتحدث باسم الحزب، إن البنك المركزي التركي «لم يعد له أي اعتبار» بعد أن أعلن إردوغان سيطرته عليه.
وأضاف أوزتراك أن قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة بشكل حاد في اجتماع لجنته للسياسات النقدية في 25 يوليو (تموز) الماضي، رسخ الصورة الموجودة لدى المؤسسات الدولية سابقاً عن فقد البنك استقلاليته وتبعيته لإردوغان، قائلاً: «العالم بأسره يقول إن البنك المركزي فقد اعتباره واستقلاليته، نعم... لهم الحق في قول ذلك بعد إقالة محافظ البنك السابق لرفضه الرضوخ لمطالب إردوغان، واستبدال محافظ يلبي مطالبه به». من جانبه، هاجم رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو، ما وصفه بـ«نظام السلالة الحاكمة» الذي أرساه إردوغان في تركيا عبر التحول إلى النظام الرئاسي وتعيين صهره برات البيراق وزيراً للخزانة والمالية: «بينما لا يصلح الأخير لإدارة محل بقالة».
وقال كليتشدار أوغلو إن النظام الرئاسي حشد كل الصلاحيات في يد إردوغان، الذي نقض مبدأ الفصل بين السلطات، واعتدى على استقلال القضاء و«البنك المركزي».
وأضاف أن شمولية إردوغان أفقدت المستثمرين ثقتهم بالاقتصاد التركي، كما أفقدت الأتراك ثقتهم بالعملة الوطنية (الليرة التركية)، وبالتالي استفحلت الأزمة الاقتصادية الطاحنة بينما تقف الحكومة عاجزة عن الحل.
في سياق موازٍ، أعلن البنك المركزي التركي أن رصيد الحساب الجاري لتركيا سجّل عجزاً بقيمة 548 مليون دولار في يونيو (حزيران) الماضي.
وكشفت أحدث أرقام ميزان المدفوعات، الصادرة عن البنك، أمس، عن أن فجوة الحساب الجاري ضاقت في يونيو الماضي بنسبة تقترب من 82 في المائة على أساس سنوي، وتحسنت من نحو 3 مليارات دولار في الشهر ذاته من العام الماضي.
وذكر البنك، في بيانه، أن إجمالي الفائض المتداول في الحساب الجاري لمدة 12 شهراً بلغ 538 مليون دولار.
وفي أبريل (نيسان) الماضي بلغ عجز الحساب الجاري السنوي في تركيا 8 مليارات و634 مليون دولار، وهو أقل مستوى يصل إليه منذ يناير (كانون الثاني) 2004.
وبحسب بيانات البنك المركزي التركي، تراجع عجز الحساب الجاري بشكل مستمر خلال الأشهر الـ11 الأخيرة، في إطار الإجراءات التي تتخذها الإدارة الاقتصادية. وفي شهر أبريل الماضي، بلغ عجز الحساب الجاري الشهري ملياراً و334 مليون دولار، في حين بلغ العجز السنوي في ذلك الشهر 8 مليارات و634 مليون دولار.
وكانت نسبة العجز في الحساب الجاري 5.6 في المائة، عام 2017. انخفضت إلى 3.6 في المائة، عام 2018. ويتوقع خبراء أن تنخفض إلى حدود 2.6 في المائة بنهاية العام الحالي (2019).



«لوسيد» أول شركة في قطاع السيارات تنضم إلى برنامج «صنع في السعودية»

إحدى سيارات «لوسيد» عليها شعار «صناعة سعودية» (واس)
إحدى سيارات «لوسيد» عليها شعار «صناعة سعودية» (واس)
TT

«لوسيد» أول شركة في قطاع السيارات تنضم إلى برنامج «صنع في السعودية»

إحدى سيارات «لوسيد» عليها شعار «صناعة سعودية» (واس)
إحدى سيارات «لوسيد» عليها شعار «صناعة سعودية» (واس)

انضمّت شركة «لوسيد»، التي تعمل في مجال تصنيع السيارات الكهربائية، رسمياً إلى برنامج «صنع في السعودية»، ما يمنحها الحق في استخدام شعار «صناعة سعودية» على منتجاتها، الأمر الذي يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها وجهةً رائدةً للتصنيع المبتكر.

وتُعد «لوسيد» أول شركة تصنيع معدات أصلية في قطاع السيارات تحصل على هذا الشعار، ما يُبرز قدرتها على إنتاج سيارات كهربائية بمعايير عالمية بأيدٍ سعودية، ويؤكد إسهامها في تطوير قطاع صناعة السيارات في المملكة.

وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن انضمام شركة «لوسيد» إلى برنامج «صنع في السعودية» بصفتها أول شركة تصنيع سيارات تحصل على شعار «صناعة سعودية» يعكس التحول الاستراتيجي الذي تشهده المملكة في بناء منظومة متكاملة لصناعة السيارات الكهربائية، وذلك تماشياً مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تُركز على تمكين القطاعات الواعدة وجذب الاستثمارات النوعية في الصناعات المتقدمة.

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف (واس)

وأوضح الخريف أن المملكة أصبحت وجهة محورية لتصنيع السيارات الكهربائية، مدعومة ببنية تحتية حديثة، وسياسات تحفيزية، وموارد بشرية مؤهلة، عادّاً أن وجود شركات كبيرة في السوق السعودية مثل «لوسيد»، يُعزز دور البلاد بصفتها مركزاً عالمياً للصناعات المستقبلية، بما يُسهم في زيادة المحتوى المحلي، والصادرات غير النفطية، وتوطين الصناعة ونقل المعرفة.

وأشار الخريف إلى أن منظومة الصناعة والثروة المعدنية ملتزمة بتطوير بيئة استثمارية تدعم الشركات الرائدة، وتمكينها من الإسهام في تحقيق التحول الصناعي والابتكار الذي يُمثل جوهر توجهات المملكة نحو مستقبل مستدام ومرتكز على التقنيات الحديثة.

من جانبه، قال نائب الرئيس، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في «لوسيد»، فيصل سلطان: «نحن ملتزمون بتجسيد قيم الهوية الوطنية التي يمثلها هذا الشعار، مثل الاستدامة والابتكار والتميز، ومع التوجه المتزايد في المملكة نحو التوسع في استخدام السيارات الكهربائية، نسعى لتقديم تجربة متطورة وفريدة لعملائنا».

ويأتي انضمام «لوسيد» ضمن أهداف برنامج «صنع في السعودية»، الذي تُشرف عليه هيئة تنمية الصادرات السعودية، لتعزيز جاذبية القطاع الصناعي، وزيادة استهلاك المنتجات المحلية، وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية. إلى جانب دعم الشركات الوطنية للتوسع في الأسواق العالمية، بما يسهم في تنمية الصادرات السعودية غير النفطية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.