السودان: عودة صفوف الخبز والوقود رغم تأكيدات بوجود وفرة

السودان: عودة صفوف الخبز والوقود رغم تأكيدات بوجود وفرة
TT

السودان: عودة صفوف الخبز والوقود رغم تأكيدات بوجود وفرة

السودان: عودة صفوف الخبز والوقود رغم تأكيدات بوجود وفرة

عادت صفوف وطوابير الخبز والوقود للظهور مرة أخرى في السودان، رغم تأكيدات الحكومة توفير كميات وأطنان من القمح والجازولين، تكفي حاجة البلاد حتى نهاية عام 2019.
وبينما تسلمت الحكومة السودانية أمس إشعاراً بمنحها 540 ألف طن من القمح تغطي الاحتياجات الكلية للبلاد حتى نهاية العام الجاري، أعلن اتحاد المخابز السوداني أن عودة أزمة صفوف الخبز إلى الشوارع «غير مبررة»؛ حيث وفرت الدولة وشركات القطاع الخاص كميات من الدقيق تكفي حاجة البلاد حتى فترة ما بعد عيد الأضحى المبارك، الذي يهل الأحد المقبل.
وأظهرت جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في أحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم أمس، انتشار صفوف المواطنين والأطفال بكثافة حول المخابز التي تطل على الطرقات الرئيسية. ويستغرق شراء حصة خبز للأسرة الصغيرة أكثر من ساعتين، وأحياناً تصل لخمس ساعات، بينما تغلق بعض المخابز أبوابها عند مواعيد الصلاة والإفطار، وتغلق مخابز أخرى أبوابها بسبب مشكلات الكهرباء، أو خوفاً من الضرائب ورسوم المحليات.
ويقع كثير من المشاجرات بسبب طول مدة الوقوف التي يكتظ فيها الأطفال من الجنسين والفتيات والفتيان والنسوة والرجال. ويزيد من حجم المشاجرات ضعف قدرة إنتاجية المخابز؛ حيث إن معظمها بلدية، وإن كانت تعمل بالكهرباء، فالانقطاعات الكهربائية تعطلها، مما يضطرها إلى تحديد 20 قطعة خبز فقط كحد أقصى لكل مشترٍ.
وقال بدر الدين محمد أحمد الجلال، الأمين العام السابق لاتحاد المخابز في السودان، وصاحب مخابز، لـ«الشرق الأوسط» أمس: «لا توجد مشكلة بتاتاً في توفير الخبز، ووزعنا اليوم كميات من الدقيق تغطي احتياجات العاصمة حتى بعد عيد الأضحى المبارك». واعتبر أن صفوف الخبز «مظهر غير حضاري»، ويعني أن هناك معاناة للمواطنين السودانيين. وكونها تعود مرة أخرى خلال أقل من ستة أشهر، يعني أن هناك خللاً كبيراً يحدث في شؤون توفير احتياجات المواطنين، والتي يقف على رأسها الخبز.
وقال الجلال، إن هناك عوامل سالبة تساهم في خلق الأزمات، كالتدهور الحاصل في البنيات التحتية في البلاد، التي تتسبب في تعطل حركة الشاحنات المغذية للمدن والأقاليم بدقيق القمح. كذلك الأعطال التي تصيب هذه الناقلات، والمشكلات التي تواجهها في الحصول على الوقود، بجانب مشكلة الكهرباء والنقص الحاد في التيار، والنقص في وقود الجازولين والغاز، كلها عوامل تؤثر في عدم انتظام وصول حصص الخبز لكل مواطن في السودان.
وضرب مثلاً بأن مدينة الخرطوم تستهلك نحو 100 ألف قطعة خبز في اليوم، وتوزع لمخابزها ما بين 45 و50 ألف جوال قمح يومياً، ولا توجد لدى أصحاب المخابز مشكلة في توفير العمالة، كما أن الكميات التي يصرفونها لم تنقص طيلة الستة أشهر الماضية، مردداً القول إن هناك خللاً يحدث.
ويواجه السودان أزمة خبز منذ نحو عام، تسببت في احتجاجات عنيفة، أفضت لثورة يتم بموجبها تشكيل حكومة مدنية تقود اقتصاد البلاد، طموحاً في أن تقضي على الأزمات في احتياجات المواطنين، والتي دائماً ما يقف الخبز على أولوياتها؛ حيث نددت تلك الاحتجاجات بندرة وارتفاع أسعار الخبز من جنيه إلى 3 جنيهات للقطعة.
ورفعت الحكومة السودانية السابقة قبل نحو عام الدعم عن الدقيق، وطرحته في السوق بسعر تجاري 850 جنيهاً (نحو 20 دولاراً) للجوال، و560 جنيهاً للمدعوم، ما أحدث ندرة في بعض المناطق.
وصارت ندرة القمح ودقيق الخبز ظاهرة ملازمة لاقتصادات البلاد، رغم الشعار الذي رفعته الحكومة السابقة بالاكتفاء الذاتي من القمح والتوسع في زراعته، والذي لم يكن بقدر الطموح؛ ما أدى لاستمرار الفجوة وحدوث الاحتجاجات.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.