إيطاليا تتخبط في أزمة سياسية بعد إعلان سالفيني انهيار الائتلاف الحكومي

إعلاميون ينتظرون صباح اليوم خارج قصر كيدجي، مقر الحكومة الإيطالية (رويترز)
إعلاميون ينتظرون صباح اليوم خارج قصر كيدجي، مقر الحكومة الإيطالية (رويترز)
TT

إيطاليا تتخبط في أزمة سياسية بعد إعلان سالفيني انهيار الائتلاف الحكومي

إعلاميون ينتظرون صباح اليوم خارج قصر كيدجي، مقر الحكومة الإيطالية (رويترز)
إعلاميون ينتظرون صباح اليوم خارج قصر كيدجي، مقر الحكومة الإيطالية (رويترز)

تقف إيطاليا على عتبة أزمة سياسية حادة ستقود إلى انتخابات عامة مبكرة، وذلك بعدما أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ماتيو سالفيني انهيار الائتلاف الحكومي، مطالباً بإجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن.
وقال الرجل القوي في الحكومة وزعيم حزب الرابطة، في بيان صدر مساء أمس (الخميس) في ختام سلسلة لقاءات بين عدد من القادة السياسيين: «لنذهب فوراً إلى البرلمان لإبلاغه بأنّه لم تعد هناك أكثرية (...) ولنُعِد الكلمة سريعاً إلى الناخبين»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أمام مناصريه: «يقولون لنا إنه لا يمكن خفض الضرائب. سنثبت إذا أعطيتمونا القوة للقيام بذلك أنه من الممكن خفض الضرائب للإيطاليين».
وسرعان ما ردّ عليه رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، متّهماً إياه باصطناع أزمة حكومية تجر البلاد إلى انتخابات مبكرة ليستفيد من نسب التأييد العالية التي نالها حزبه في الفترة الأخيرة في استطلاعات الرأي.
وقال كونتي، في مؤتمر صحافي أوردته «وكالة الأنباء الألمانية»، إن وزير داخليته يعمد إلى «الاختباء وراء الخطابة والشعارات الإعلامية»، ودعاه إلى أن يشرح للبرلمان «لماذا قرر مقاطعة عمل هذه الحكومة بشكل مفاجئ». وأضاف أن الدعوة لإجراء انتخابات جديدة تكون بقرار رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا وليس قرار سالفيني.
وإذا انهارت الحكومة الحالية، يستطيع الرئيس أن يكلف أي شخصية يختارها بمحاولة الحصول على غالبية برلمانية وتأليف حكومة جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن سالفيني لم يطالب بالاستقالة الفورية لرئيس الوزراء الذي يعتبر شخصية محايدة.
أما الحليف السابق لسالفيني وزعيم زعيم حركة الخمس نجوم لويدجي دي مايو، فاتهم شريكه الحكومي بتجاهل مصالح البلاد لأن استطلاعات الرأي تصب في مصلحته.
ونشبت الأزمة داخل الائتلاف الأربعاء بسبب خلاف بين الطرفين حول مشروع لسكك الحديد يربط بين ليون في وسط فرنسا وتورينو في شمال غربي إيطاليا. وصوتت حركة الخمس نجوم منفردة ضد هذا المشروع في حين دعمته الرابطة.
وأدت الأزمة السياسية في إيطاليا إلى اضطراب في الأسواق المالية الأوروبية اليوم (الجمعة)، فانخفضت الأسهم لتتجه صوب تكبد خسائر للأسبوع الثاني على التوالي. وخسر مؤشر بورصة ميلانو 1.6 في المائة صباحاً، فيما انخفض المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» 0.2 في المائة.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.