نتنياهو لن يحكم إسرائيل وفق «الشريعة اليهودية»

TT

نتنياهو لن يحكم إسرائيل وفق «الشريعة اليهودية»

رد رئيس حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس على تعهدات رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه لن يقيم حكومة وحدة وطنية بقوله إنه «يريد إقامة حكومة وحدة وطنية، لكن من دون نتنياهو». وقال غانتس: «رأيت مقال رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو الذي التزم فيه بأنه لن يذهب بأي حال من الأحوال إلى حكومة وحدة وطنية. فهل بنظركم هذا منطقي؟ هل هذا ما ينبغي أن يعرفه مواطنو إسرائيل صباحاً؟».
وتابع: «نحن سنقيم حكومة موّسعة ستمثل الجميع، بما فيها حزب الليكود وأحزاب أخرى. فهي حكومة موسعة من دون نتنياهو الذي يجب أن ينشغل فقط مع أموره القضائية لأنها هي فقط ما يهمه». وكان نتنياهو قد استبعد إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية مع تحالف «أزرق أبيض» بزعامة بيني غانتس، قائلاً إنه يعارض بشدة إقامة حكومة وحدة وطنية ويريد إقامة حكومة يمين قوية مع حلفائه التقليديين.
وعلى صعيد متصل، أفادت القناة الإسرائيلية الثانية بأن نتنياهو صرح في محادثات مغلقة مع مقربين منه أنه لن ينقض العهد بينه وبين الأحزاب المتدينة. لكن نتنياهو حرص أمس على التأكيد أن إسرائيل لن تعمل وفق الشريعة اليهودية.
وهاجم نتنياهو كلا من وزير المواصلات بتسالئيل سموتريتش وزعيم حزب يسرائيل بيتينو أفيغدور ليبرمان، اللذين هاجماه وهاجما حزبه، وأضاف: «إسرائيل لن تصبح دولة تعمل وفقا لتعاليم الشريعة اليهودية». وجاءت تصريحات نتنياهو أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، وفق ما ذكرته «الفتاة الإسرائيلية 12». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في حديثه لأعضاء الكونغرس، إن «دولة الشريعة هراء، لن يكون هناك شيء من هذا القبيل»، مشيراً إلى أنه اتخذ خطوة تشجيع التبني للأزواج من الجنس نفسه.
وجاء اجتماع نتنياهو مع أعضاء الكونغرس بعد ساعات قليلة من استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وفداً من أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي برئاسة رئيس الأغلبية، ستيني هوير. وستجري الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بعدما حل الكنيست نفسه في 30 مايو (أيار)، في سابقة، بعد أقل من شهرين على الانتخابات، إثر فشل نتنياهو في تشكيل حكومة رغم حصوله على أكبر نسبة من الأصوات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.