جعجع يطالب الأمم المتحدة بالتدخل لكشف مصير المخفيين في السجون السورية

TT

جعجع يطالب الأمم المتحدة بالتدخل لكشف مصير المخفيين في السجون السورية

سلم وفد من حزب «القوات اللبنانية»، أمس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، رسالة من رئيس الحزب سمير جعجع، موجهة إلى الموفد الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون حول قضية المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون النظام السوري.
وشكر كوبيتش الوفد على طرح القضية في هذا الوقت بالذات؛ لتزامنه مع دينامية جديدة في حل الأزمة السورية تتضمن تشكيل اللجنة الدستورية وتطبيق توصيات مؤتمرات آستانة. وأشار إلى أن موضوع المغيبين والمخفيين قسراً تم التداول به في مجلس الأمن هذا الأسبوع، معتبراً أن رسالة جعجع إلى بيدرسون أتت في التوقيت المناسب.
ووعد كوبيتش بإيصال الرسالة لبيدرسون ورفعها إلى الجهات المعنية في الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان على أن تتم متابعة القضية مع اللجنة المعنية في حزب «القوات اللبنانية». وأشار جعجع في رسالته إلى أن منظمات المجتمع المدني في لبنان وثقت ملفات وحيثيات وبراهين كثيرة عن مئات اللبنانيين الذين كانوا في فترة من الفترات معتقلين في سجون النظام السوري، ولا يزال مصيرهم مجهولاً بعد سنوات طويلة. وطالب الحزب الأمم المتحدة «بالتدخل الملحّ والعاجل لدى السلطات السورية من أجل كشف مصير المئات منهم بعد سنوات طويلة من الإخفاء القسري». وأكد أن «هؤلاء اعتقلوا على الأراضي اللبنانية والسورية ليس لأسباب جنائية، بل لأسباب سياسية تتعلق بانتمائهم السياسي أو الحزبي أو الطائفي، وفي نظرتهم إلى الوجود السوري في لبنان واعتبار هذا الوجود احتلالاً لا بدّ من مقاومته».
ولفت جعجع في رسالته إلى أن الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ عام 2000 «حاولت أن تعالج القضية مع الحكومة السورية، لكن من دون نتيجة، واستمرت السلطات السورية في إنكار وجود موقوفين لبنانيين في سجونها».
وتعهد جعجع بأن يضع حزب «القوات» كل الإمكانات المتوافرة لديه ووزراءه ونوابه في تصرف الأمم المتحدة للمساهمة في تسهيل حصولها على الأدلة المتوفرة لدى أهالي المفقودين والجمعيات التي تابعت هذا الملف، «وللضغط على القوى المعنية المحلية والعربية والدولية كي يتم إدراج هذا الملف جزءاً من مهامكم وجهودكم التي تلقى لدينا كل التقدير، آملين أن تكلل مساعيكم بالنجاح في وقف هذه الجريمة المتمادية وإقفال جرح ينزف منذ أكثر من أربعة عقود».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.