دعم سعودي وإماراتي بـ540 ألف طن من القمح للسودان

TT

دعم سعودي وإماراتي بـ540 ألف طن من القمح للسودان

أعلنت السعودية والإمارات حزمة مساعدات للسودان، يبلغ قوامها 540 ألف طن من القمح لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للشعب السوداني لثلاثة أشهر كمرحلة أولى، لإصلاح الوضع السوداني في هذه المرحلة الجديدة من تاريخه.
وقال السفير السوداني لدى السعودية، عبد العظيم الكاروري، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن الدعم السعودي الإماراتي، يتسق مع موقفهما بالشأن السوداني، والوقوف إلى جانب الشعب في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان».
وشدد الكاروري، أن الرؤية السعودية الإماراتية لدعم الشعب السوداني، استراتيجية، تساهم في تعزيز العلاقات التاريخية بين الطرفين، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الروابط المشتركة، منوهاً بأن تعزيز الأمن والاستقرار في السودان سينعكس إيجاباً على دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة والإمارات.
ولفت الكاروري، إلى أن هذا الدعم المعلن، يمثل جزءاً من حزمة من المساعدات التي أعلن عنها البلدان في أبريل (نيسان) السابق، تبلغ 3 مليارات دولار لدعم الاستقرار الاقتصادي والمالي للسودان، مناصفة بينهما من ضمنها الوديعة النقدية التي بلغت 250 مليون دولار في بنك السودان المركزي، بجانب توفير الوقود والأسمدة.
ونوه الكاروري، على أن السعودية والإمارات، اتفقتا على مد الخرطوم بالأسمدة، لإنقاذ الموسم الزراعي وتعزيز الاقتصاد لإصلاح الوضع.
وكان محمد السويدي المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، أعلن عن دعم غذائي مقدم للشعب السوداني، يأتي تنفيذاً لتوجيهات قيادتي الرياض وأبوظبي، بهدف توفير احتياجات الشعب السوداني من الغذاء، وعدم تأثره بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد حالياً.
وقال السويدي إن قيادة البلدين حريصتان على تقديم جميع أشكال الدعم الممكنة ليتجاوز السودان الظروف الصعبة التي يعيشها، تعزيزاً للاستقرار الاقتصادي وتحقيق الأمن الغذائي، حيث تم توريد الدفعتين الأولى والثانية وشملت 140 ألف طن من القمح.
ولفت السويدي، إلى أن حزمة المساعدات المقدمة، تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع الشعب السوداني بالشعبين الإماراتي والسعودي، حيث تم إيداع 500 مليون دولار من البلدين وديعة في البنك المركزي السوداني وذلك لتعزيز مركزه المالي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.