«مجلس سوريا الديمقراطية»: «آستانة» قد يشعل حرباً شرق سوريا

رئيسه المشترك حذر من «حلف ثلاثي» في المنطقة

TT

«مجلس سوريا الديمقراطية»: «آستانة» قد يشعل حرباً شرق سوريا

حمَّلَ «مجلس سوريا الديمقراطية»، الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، «مسار آستانة»، إشعال فتيل الحرب على مناطق شمال وشرق سوريا.
وقال في بيان أمس: «المبادرات الدولية لم تنجح في الإحاطة بكامل الوضع السوري، ولا تراعي مصلحة سوريا كجغرافية واحدة، إذ إنها تحاول نقل الصراع من منطقة إلى أخرى»، في إشارة إلى استعارة الوضع الميداني في مدينة إدلب غرب سوريا، ونقل الصراع إلى مناطق شمال شرقي الفرات الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية».
ورفض البيان توصيف مشروع الإدارة الذاتية: «بأجندات انفصالية تستهدف الأمن القومي للبلدان المجاورة لسوريا»، وقال رياض درار الرئيس المشترك للمجلس لـ«الشرق الأوسط»، «إن الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية ليست موجهة لحظة واحدة لتهديد الأمن التركي، ولم يسع أحد لإطلاق رصاصة باتجاه الأراضي التركية رغم التهديدات المستمرة».
واتهم درار، تركيا، بتقديم المزيد من التنازلات لشركائها في آستانة «بغية الحظوة بمكاسب تقدمها روسيا، وتقايضها على الباب وجرابلس مقابل حلب، وعلى عفرين مقابل الغوطة، وتستجلب المتطرفين لتجميعهم في إدلب، ومن ثم تساوم عليهم لتسليمهم مقابل ما تسميه منطقة آمنة»، منوهاً بأن «الدولة التركية ترتكب المجازر، وتمارس التطهير العرقي، وتهدد أمن المنطقة بشكل يومي، ولا يحق لها إطلاق تهمة الإرهاب على القوات المشكلة والمدعومة من قبل حاضنة شعبية واسعة تقدر بالملايين»، على حد تعبيره. وذكر بيان «مجلس سوريا الديمقراطية» بأن مناطق الإدارة الذاتية «باتت بالنسبة للسوريين أكثر الملاذات أماناً، وشهدت استقراراً رغم الحروب الكبيرة التي خاضها أبناؤها ضد الإرهاب، وإنجازهم للانتصارات العسكرية على تنظيم (داعش)».
ولفت رياض درار إلى أنّ «تركيا الآن جزء من تحالف الشرق الثلاثي مع إيران وروسيا، الذي تشكل بغية الضغط على السياسة الأميركية بهدف إخراجها من المنطقة، ولتصبح خالية للاعبين الثلاثة»، واعتبر وجود القوات الأميركية، والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، «ضرورة لهذه المنطقة»، وقال «لأنها تشكل حماية قد ترقى لأن تصبح حماية دولية بالفترة المقبلة، حتى اليوم، الأميركان صادقون معنا، ولقد تعرضنا للكثير من التهديدات، لكنهم يستجيبون بالدفاع عن المنطقة وقواتها العسكرية».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.