أغلقت السلطات الأمنية المصرية، أمس «سوق الثلاثاء» الشعبية في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، بشكل مفاجئ، في إجراء وصف بـ«الاحترازي» تحسباً لاختراق عناصر إرهابية وتنفيذ عمليات انتحارية داخلها، وهو إجراء يتخذ للمرة الأولى في هذه السوق التي تقام أسبوعياً في ساحة مفتوحة، ويتوافد عليها الآلاف من الأهالي لشراء ما يحتاجونه.
وقال محمد منصور، أحد تجار الخضراوات والفواكه، إن ما يقارب 150 تاجراً آخرين لبضائع منوعة، يحضرون عشية اليوم السابق ويبدأون في اتخاذ مواقعهم واستقبال زبائنهم. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنهم فوجئوا بقرار إغلاق السوق، وسابقة منع انعقاده، لافتاً إلى أنه اعتاد الحضور أسبوعياً منذ 20 عاماً لبيع بضاعته التي يأتي بها من مزارع على ساحل المدينة.
وأضاف: «علمنا أن المنع يرجع لمخاوف أمنية... وتقبلنا القرار حفاظاً على حياتنا... هنا اعتدنا على أن نضحي بكثير من أجل سلامتنا وسلامة قواتنا التي تحمينا من خطر الإرهاب».
وتعد «سوق الثلاثاء» واجهة تسوق لأهالي مدينة الشيخ زويد والقرى المحيطة بها لجلب احتياجاتهم كافة التي يوفرها تجار متنقلون. ويقول مصطفى حسن، وهو مدرس يسكن في حي الكوثر الواقع على بعد 700 متر من السوق، إن «نحو 10 آلاف شخص يتوافدون على السوق لشراء ما يكفي حاجتهم لمدة أسبوع»، لافتاً إلى أن «السوق كانت تجهز لاستقبال عيد الأضحى، حيث تشهد عدداً أكبر من الزبائن يفترض حضورهم لشراء الأضاحي ومستلزمات الأسر المتنوعة للعيد. كنت أريد الحضور للسوق لشراء الأضحية، وعلمت بقرار إغلاقها، وأجلت الشراء حتى موعد آخر».
وشهدت السوق في 9 أبريل (نيسان) الماضي، هجوماً انتحارياً أودى بحياة 7 أشخاص بينهم 4 من رجال الشرطة، بحسب وزارة الداخلية المصرية التي أوضحت أن انتحارياً عمره 15 عاماً فجّر نفسه قرب القوة الأمنية أثناء تمشيطها منطقة السوق في دائرة قسم شرطة الشيخ زويد. وأعلنت مواقع داعمة لفرع تنظيم «داعش» في سيناء مسؤوليته عن الهجوم، وقالت إن شخصاً أطلق عليه التنظيم اسم «أبو هاجر المصري» هو من نفذه.
كما شهدت مدينة الشيخ زويد الشهر الماضي هجوماً انتحارياً. وبحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، فإن عناصر الجيش أحبطت عملية انتحارية بجوار موقف السيارات في المدينة قرب أحد الارتكازات الأمنية، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد القوات المسلحة.
وطالب عضو مجلس النواب المصري عن دائرة الشيخ زويد إبراهيم أبو شعيرة الأهالي بالاطمئنان، لافتاً إلى أن «ما تم هو إجراء أمني احترازي وأرواح الأهالي أهم من كسب المال أو الشراء».
وقال مصدر أمنى لـ«الشرق الأوسط» إن «الإجراء تم احترازياً بعد رصد تحركات لعناصر إرهابية، ولقطع الطريق على أي محاولات للوصول إلى أكبر تجمع أسبوعي للأهالي وتفادي أي استهداف لهم».
وفى سياق آخر، أعلن «اتحاد قبائل سيناء»، وهو تجمع داعم للجيش من كبار العائلات في سيناء، مقتل اثنين من أبناء قبيلة الترابين في قرية البرث «برصاص عناصر إرهابية، بزعم أنهما عميلان للجيش».
إغلاق سوق شعبية في سيناء تحسباً لهجمات
يتوافد عليها الآلاف أسبوعياً وشهدت أعمالاً انتحارية أوقعت قتلى
إغلاق سوق شعبية في سيناء تحسباً لهجمات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة