رئيس وزراء أستراليا: مداهمات الشرطة تمت بعد تهديد متشددين بذبح شخص

قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أمس بعد قيام مئات من أفراد الشرطة الأسترالية بمداهمة منازل في عملية واسعة لمكافحة الإرهاب بأن متشددين مرتبطين
بتنظيم الدولة الإسلامية كانوا يعتزمون قطع رأس شخص عادي في أستراليا.
وقال أبوت بأنه كان هناك تهديد جدي بهجوم إرهابي بعد أيام من قيام أستراليا برفع مستوى التحذير من الإرهاب في البلاد إلى مرتفع للمرة الأولى مشيرة إلى احتمال وقوع هجمات إرهابية من مواطنين أستراليين قاتلوا مع جماعات متشددة في العراق أو سوريا.
وتشعر أستراليا بالقلق إزاء عدد مواطنيها الذين يعتقد أنهم يقاتلون في الخارج مع جماعات متشددة ومنهم مهاجم انتحاري قتل 3 أشخاص في بغداد في يوليو (تموز) ورجلان ظهرا في لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي يحملان رؤوسا مقطوعة لجنود سوريين.
وقالت الشرطة بأن أكثر من 800 من أفرادها شاركوا في العملية الأمنية التي تمت في وقت مبكر أمس في سيدني وبرزبين ووصفت بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ أستراليا وألقي القبض خلالها على 15 شخصا.
وقال أبوت في مؤتمر صحافي بأن أعضاء جماعة متطرفة خططوا لقطع رأس شخص علنا. وأضاف هذه هي المعلومة المخابراتية التي تلقيناها. وذكرت وسائل الإعلام أن الخطط تضمنت خطف شخص بشكل عشوائي في سيدني أكبر مدينة أسترالية وتصوير إعدامه.
وقال أبوت: المناشدات - وهي مناشدات مباشرة فعلا - جاءت من أسترالي يبدو فعلا أنه قيادي في الدولة الإسلامية في العراق والشام وهي موجهة إلى شبكات دعم عادت إلى أستراليا لتنفيذ أعمال قتل علنية هنا في هذه البلاد. ويشير أبوت بعبارة الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الاسم السابق لتنظيم «داعش» الذي استولى على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
وبعد المداهمات مثل رجل من سيدني اسمه عمرجان أزري، 22 عاما، أمام المحكمة. وقالت السلطات بأن أزري متهم بالتآمر لارتكاب فعل إرهابي وأنه سيبقى قيد الاحتجاز حتى عقد جلسة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وذكرت صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» أن المدعي مايكل ألنوت أبلغ المحكمة في سيدني أن هناك هجوما يجري التخطيط له هدفه الواضح إحداث صدمة وترويع - وربما ترهيب - المجتمع.
ولم يطلب ستيفن بولاند محامي أزري الإفراج عنه بكفالة. وبحسب وسائل الإعلام قال المحامي للمحكمة بأن الاتهام استند إلى مكالمة هاتفية. ولم يتسن الاتصال بالمحامي للحصول على تعليق.
وقالت الشرطة بأن المداهمات تركزت في غرب سيدني وفي مدينة برزبين بولاية كوينزلاند حيث ألقي القبض على شخصين بتهم تتصل بالإرهاب الأسبوع الماضي. ويعيش نحو نصف سكان أستراليا من
المسلمين البالغ عددهم 500 ألف تقريبا في سيدني ويعيش غالبيتهم فيالضواحي الغربية التي شهدت المداهمات.
وقال اندرو سيبيوني مفوض شرطة نيوساوث ويلز بأنه أمر بتعزيز وجود الشرطة في الشوارع في أعقاب المداهمات لمنع مثيري المشاكل
من استغلال التوترات المتزايدة.
ويقول مسؤولون بأن ما يصل إلى 160 أستراليا إما أنهم يشاركون في القتال بجانب المتشددين أو يدعمونهم بشكل نشط. وقال رئيس جهاز المخابرات الأسترالي عندما رفع مستوى التحذير الأمني الأسبوع الماضي بأن من المعتقد أن 20 على الأقل عادوا إلى أستراليا بعد قتال
في الشرق الأوسط ويشكلون خطرا على الأمن الوطني. وقال اندرو كولفن القائم بأعمال مفوض الشرطة الاتحادية الأسترالية للصحافيين تعتقد الشرطة أن هذه الجماعة التي نفذنا ضدها هذه العملية اليوم لديها النية وبدأت بالتخطيط لارتكاب أعمال عنف هنا في أستراليا.
وأضاف: أعمال العنف تلك على وجه الخصوص مرتبطة بأعمال عشوائية ضد أفراد عاديين. وتعهد رئيس الوزراء الأسترالي يوم الأحد بإرسال قوة قوامها 600 فرد وأيضا طائرات هجومية للانضمام إلى ائتلاف تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش في العراق.
وذكرت شبكة «إيه بي سي» إن الادعاء قال لمحكمة سيدني المركزية المحلية إن عمرجان أزاري كان يخطط لتنفيذ جريمة «بهدف بث الرعب والخوف في المجتمع».
ويتردد أن هذه الاتهامات جاءت بعد تعقب السلطات لمكالمة هاتفية منذ بضعة أيام. وقالت «إيه بي سي» إن أزاري لم يتقدم بطلب للإفراج عنه بكفالة وإنه تم تأجيل القضية إلى 13 نوفمبر المقبل.