صهوات خيل «سوق عكاظ» تستحضر فروسية النساء مع الرجال

مشاهد ما قبل 1500 عام تعود إلى ميادين السوق

إحدى الفارسات أثناء مشاركتها في لوحة استعراضية بالمهرجان
إحدى الفارسات أثناء مشاركتها في لوحة استعراضية بالمهرجان
TT

صهوات خيل «سوق عكاظ» تستحضر فروسية النساء مع الرجال

إحدى الفارسات أثناء مشاركتها في لوحة استعراضية بالمهرجان
إحدى الفارسات أثناء مشاركتها في لوحة استعراضية بالمهرجان

أعادت فارسات سعوديات بامتطائهن خيولهن العربية الأصيلة في مشاهد التاريخ إلى أكثر من 1500 عام مضت، في أكبر محفل ثقافي تاريخي عرفته العرب في «سوق عكاظ». حيث اعتبرت مشاركتهنّ خلال العام الحالي، نقلة نوعية في عالم الفروسية الذي توليه السعودية اهتماماً بالغاً، وإيماناً بدور المرأة الاجتماعي ومشاركتها الفاعلة حين كانت قديماً تشارك الرجل امتطاء صهوة الخيل، وقد جاءت مشاركة الفارسات لإحياء هذا التراث الأصيل لسوق عكاظ وإبراز دورها قديماً.
في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت الفارسة سما حسين، إنّ الفروسية في الثّقافة العربية ليست حكراً على الرجال. مضيفة: «نحن خمس فتيات سعوديات من مناطق مختلفة جمعنا حب الخيل وفخرنا في المشاركة بمهرجان تاريخي كسوق عكاظ. لم نواجه أي صعوبات في تقديم المهارات المطلوبة فكلّ واحدة منّا لها باع طويل في ممارسة هذه الرياضة منذ سنوات، وقد اختيرت الأزياء بناءً على مقاييس المهرجان الذي كان الهدف منه إحياء التراث، وصُممت خصيصاً لهذا العرض ثلاثة أزياء جرى فيها مراعاة تراث المملكة ومحاولة إبراز الزّي العربي المطرّز، والألوان التي تتناسب مع العروض».
من جانبها، تُبيّن الفارسة وهاج خالد: «أنّ التدريبات للعروض استغرقت ثمانية أيام وذلك لتسييس الخيول المشاركة في العروض، واستطعنا تقديم لوحات جمالية نالت استحسان الجماهير، أكّدت تناغم الفريق النسائي الذي يضمّ كلاً من ندى القحطاني وبيان الغامدي ومشاعل الهويش بالإضافة إلى الفرسان الشباب».
وذكر مطلق الجعيد المشرف العام لعروض فرسان عكاظ لـ«الشرق الأوسط»، أنّه جرى تخصيص ساحة «فرسان عكاظ» بمساحة 20 ألف متر مربع، بالإضافة إلى أنّ الخيل المشاركة مدربة تدريباً عالياً على المهارات، وقال: «يقدم سوق عكاظ أيضاً تعليم مهارات ركوب الخيل بشكل متقدم، وعندما يتمكن الفارس من إتقان مهارات ركوب الخيل، يُمنح شهادة من إدارة سوق عكاظ، مع رصد جوائز تشجيعية للأطفال لحثهم على تعلّم الفروسية».
ولأوّل مرّة خلال العام الحالي، تقدم عروض خاصة في سوق عكاظ، منها البهلوانية التي يقدّمها الفرسان، مع إدخال الإيقاع الموسيقي عليها، ليحمل أكثر من لوحة فنية منها لوحة شعرية يُلقيها الفارس من على صهوة جواده، وكذلك مهارة الرّمح والسّيف ومهارة التحية من على ظهر الجواد، بالإضافة للعديد من المهارات التي يطبّقها الفرسان والفارسات.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.